القمة العربية مطالبة باطفاء نيران حرب الابادة على قطاع غزة

 بقلم: عبد الرحيم الريماوي/ رام الله

في الوقت الذي يواصل الجيش الاحتلالي حرب الإبادة الدموية ضد الاطفال والنساء والمدنيين في “قطاع غزة” بدعم من الادارة الامريكية لممارسة التطهير العرقي للفلسطينيين، خرج علينا المحللون والقادة الصهاينة ووسائل الاعلام العبرية بالحديث عن تسوية يسيطر فيها الاحتلال سياسيا وامنيا على “قطاع غزة” ما بعد انتهاء الحرب، حل صهيوني امريكي بامتياز “تعيين موظفين فلسطينيين لادارة قطاع غزة كـ”مخطط نهائي للوضع الميداني في نهاية الحرب”، باشراف امني وسياسي احتلالي” كـ”مشكلة انسانية فلسطينية” بتقديم الدعم العربي السخي في “قفزة استباقية في الهواء قبل معرفة نتائج الصراع المشتعل في قطاع غزة”، على احد تعبير المحلل السياس في صحيفة “يديعوت احرونوت”رون بن يشاي.
الاحتلال يتجاهل بشكل متعمد التغيير الذي احدثه “طوفان الاقصى” باعادة “البعد الوطني للقضية الفلسطينية، كـ “تحقيق الحرية والاستقلال وتقرير المصير”، بعد اهمال دولي واقليمي لحل القضية.. “طوفان الاقصى” اسقط ودفن الاساطير والخرافات التلمودية بـ”اقامة دولة تلمودية كبرى” على ارض فلسطين التاريخية. حيث ترافق طرح السيناريو الاحتلالي “للحل” مع زيارة وزير الخارجية الامريكي، انتوني بلينكن للمنطقة، المتبني بشكل المطلق لسياسة العدوان الاحتلالي على قطاع غزة، من قتل وتشريد الاطفال والنساء والمدنيين الفلسطينيين، وتدمير المباني والمشافي والمساجد والكنائس والمدارس والبنية التحتية، بزعم ان حركة حماس تستخدمها كمأوى في قطاع غزة.. فالاحتلال ينظر للفلسطينيين على انهم ليسوا بشرا، ويعتبر بلينكن العدوان الاحتلالي على قطاع غزة دفاعا عن النفس، وهو يؤيد سياسة التهجير “الترانسفير” الجماعي للفلسطينيين من قطاع غزة، لاقامة مستوطنات صهيونية فيه، مع زيادة ورفع تقديم المساعدات المالية والعسكرية والتكنولجية والاستخبارتية للاحتلال.
هناك عدة اسئلة موجه للقمة العربية الطارئة في الرياض يوم 11 نوفمبر الحالي، هل انتم قادرون على وقف العدوان المتواصل على قطاع غزة؟ هل تستطيعون فتح معبر رفح لادخال المواد الغذائية والمياه والمستلزمات الطبية ومشتقات النفط؟ ما هي برامج واليات العمل للقمة العربية لمواجهة التحديات ومخاطر سياسة التهجير الصهيونية للفلسطينيين؟ هل القمة العربية المرتقبة قادرة على تبني وفتح مسار سياسي يقود لاقامة دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس وتحقيق حق تقرير المصير وفق الشرعية والقانون الدولي الذي داسته الادارة الامريكية مرات عديدة بـ”اتخاذ الفيتو الامريكي المستمر في مجلس الامن ازاء القضية الفلسطينية”؟ هل القمة العربية ستظهر كقوة فاعلة بتقديم الدعم السياسي والاجتماعي والمالي واللوجستي للشعب الفلسطيني لـ”مواجهة المشاريع الصهيو امريكية” المتجاهلة للقضية الفلسطينية والحلول السياسية”؟ هل المجتمعون بالقمة العربية قادرون على تبني استراتيجيات عربية “تزيل اثار نكسة عام 1967 والعدوان الاحتلالي الحالي على قطاع غزة؟ هل القمة العربية ستردم وتجسر الخلافات العربية البينية مرة واحدة وللابد” لارضاء الجماهير العربية التي خرجت بمظاهرات غير مسبوقة اكدت فيها على مشروعية الكفاح والنضال الفلسطيني و للتعبير عن مناهضة “حرب الابادة الاحتلالية”؟
الكل العربي يتطلع ان تتخذ “القمة العربية” قرارات سياسية حازمة بـ”مستوى وحجم طوفان الاقصى” لإنجاح وتحقيق المشروع الوطني الفلسطيني، واحداث تغيرات سياسية واجتماعية واقتصادية وتعليمية وتنموية تصب في صالح الامة العربية، والانتقال من الحالة القطرية الضيقة الى الى المرحلة القومية والاقليمية، وهي تحتاج الى “تصفير المشكلات وجسر وردم الأزمات العربية البينية” بشجاعة عالية لقبول مفهوم المشاركة السياسية والاقتصادية وتقديم المصلحة العربية، للعب دورا سياسيا واقتصاديا فاعلا على المستويين “الدولي والاقليمي” للمطالبة بتطبيق وتنفيذ قرارات الشرعية والقانون الدولي، لحل جوهر الصراع الفلسطيني العربي مع الاحتلال، وإعادة تجذير الهوية القومية العربية، كخطوة استراتيجية لـ”إقامة افضل العلاقات السياسية والاجتماعية والمالية واللوجستية البينية” بما يصب في خانة حفظ الامن والاستقرار والتنمية العربية، ورفض سياسة الابتزاز الاحتلالية والامريكية ودفن المشاريع التصفوية للقضية الفلسطينية.
القمة العربية مدعوة لاعادة الخارطة السياسية والجغرافية والديمغرافية والتاريخية الفلسطينية الى مكانتها الطبيعية عالميا ودوليا واقليميا، بالخروج من حالة الصمت والتفرج بعد مرور قرن من الاضطهاد والعنف ضد الفلسطينيين.. “فطوفان الاقصى” فرض تحديا سياسيا جديدا في مواجهة المشاريع الاحلالية الامريكية، وكرس ضرورة اقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس المحتلة وتحقيق الحرية والاستقلال وحق تقرير المصير، وفق قرارات الشرعية والقانون الدولي، لاطفاء الحرائق والنيران التي اشعلتها حرب الابادة الجماعية على قطاع غزة، وهي “اللعنة الانسانية التي ستطارد المجتمعات البشرية لسنوات كثيرة قادمة”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى