لماذا قال السيد نصر الله ما قال ؟

بقلم: جاسر خلف

 

 

أنا شخصياً كنتُ و مازلتُ على قناعة عميقة بأن معسكر الأعداء الغربي و الصهيوني و الرجعي العربي كان يتمنى و يصلي للشياطين كلها كي يقع سيد المقاومة بالخطأ، و ذلك بأن يستجيب للإستفزازات و للفخ الذي حاول العدو جرّه إليه، و ذلك من خلال الإعلان الرسمي بدخول الحرب..
لقد كان معسكر الأعداء و بكامله و بكل قواه مستعداً لذلك و يتمناه إلى أبعد الحدود، و من خلال ذريعة أن الكيان يتعرض للعدوان..
و هنا يجب ألا ننسى ابداُ أن أعداء حزب الربّ و محور المقاومة داخل لبنان و خارجه، هم أكثر من الأصدقاء و لديهم إمكانيات تسليحية و إعلامية و مادية هائلة جداً و أكبر بأضعاف مما يمتلكه الحزب و محور المقاومة.
لكن محور المقاومة لديه إمكانيات للتضحية و الدفاع و الصبر أكبر مما لدى محور الأعداء.
و عليه فإن الحكمة و الذكاء و القيادة العسكرية و الميدانية (في حالة السيد و المقاومة في لبنان و سورية و حتى إيران) تكون بأن تجعل عدوك هو من يبادر بالحرب و العدوان و بذلك تسحب البساط من تحت أقدام أعداء الداخل في لبنان و في إيران نفسها لأن إيران لديها أيضاً طابورها الخامس القوي و المدعوم بقوة من معسكر الأعداء أعلاه.
و هنا تكون للمقاومة شرعية مضاعفة بالدفاع عن الذات و يكون لها حق و شرعية الهجوم كشكل متطور للدفاع.
و أفضل طريقة للوصول إلى تلك النقطة هو أن يقوم الحزب و المحور بالمشاركة الفعلية و العملية إلى جانب المقاومة الفلسطينية مباشرة و مواربة و مع إيذاء و إستفزاز العدو و لكن دون إعلان رسمي واضح و عريض و مع الإكتفاء بتصريحات بسيطة و دفاعية انه تم التصدي لموقع و لدبابات العدو و مع إستمرار التركيز بأنه عدوان على فلسطين و شعبها.
العالم يتقبل و مستعد لهضم و إستيعاب هجوم المقاومة الفلسطينية بشكل أفضل بحكم ان أرضهم محتلة. كما أن إلتفاف الشعب الفلسطيني حول مقاومته هو أوسع و اقوى من الإلتفاف في لبنان حول المقاومة. أي أن المقاومة في غزة لا تتعرض لإنتقادات جماهيرية بسبب التدمير الهائل و المجازر. لو حصل نفس الشيء في لبنان أو إيران مثلاً فإن الإنتقادات الداخلية ستكون أكبر و أخطر بكثير! ؟ بينما في حالة الدفاع عن النفس فإن المعارضة الداخلية تكون أضعف بكثير.
الشيء الأهم و الأساس هو أن المقاومة في لبنان و في كل المحور هي مشاركة و في كل الوسائل و المراحل منذ يوم 7 أكتوبر و ما قبله و ما بعده.
أعتبر أن خطاب السيد كان ذكياً و ناجحاً يستجيب للمرحلة. و الأهم في الأمر أن السيد و كل محور المقاومة هم مع فلسطين و المقاومة.
من كل التحليلات حول خطاب السيد أعتقد أن تحليل د. عادل سماره كان هو الأقرب و الأصدق في التعبير عن الحقائق و مع إبتعاد عن الإنفعال أو التطريب.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى