غزة والغطرسة الإسرائيلية !!
بقلم: خليل البخاري/ المغرب*

منذ مدة ونحن نسمع عن مجازر ومذابح وحشية واعتداءات متتالية ارتكبتها العصابات والجيش الإسرائيلي والمتطرفون والمستوطنون الصهاينة ضد الشعب الفلسطيني. وأصبح الحديث عبر مختلف وسائل الإعلام يوميا عن الخطر الداهم الحدق بأمتنا العربية والإسلامية..ونسمع كذلك عن السلام والمباحثات والمفاوضات بعد الحروب الغربية الإسرائيلية.
إن التاريخ يشهد بأن إسرائيل لم تتغير وتغزو وتعتدي وتقصد وتهجر الناس من بيوتهم، وتنسف وتعتقل وتتمرد على القرارات الدولية ولا تنفذ قرار الإنسحاب من الضفة الغربية بالقرار الصادر من مجلس الأمن عام 1967 عشية احتلالها للأراضي العربية القرار 242..ولازالت إسرائيل وجيشها وعصاباتها الإرهابية ترتكب المجازر بحرية بغزة المحاصرة والمعزولة عن العالم وبالضفة الغربية وجنوب لبنان وفي المخيمات الفلسطيني وفي كل مكان .ولا زالت إسرائيل هي هي ،لم تتغير ولم تدغن للسلام وتتحدى الجميع في سبيل توسعها وامتدادها في فلسطين بزرعها بالمستوطنات السرطانية وتفتيت الأرض الفلسطينية وتغيير معالمها الجغرافية وتغيير وضعها الديمغرافي والعقاري والتراث الفلسطيني الغني..هذه هي إسرائيل التي تتنكر للحقوق الفلسطينية وتحارب المقاومة المشروعة وتقتل الرضع والأطفال والنساء والشيوخ وتدمر البيوت على رؤوس ساكنيها. كل هذا والعالم يقف مع الجلاد ضد الضحية.
إن إسرائيل كيان قام على الباطل والشر والتقتيل والدم يحارب القانون الدولي . وما تقوم به في غزة لدليل على ذلك ويمثل نموذجا مما قامت به منذ 1948.
إن مساحة غزة صغيرة ومع ذلك يوجد حول محيطها حاليا حوالي 200الف جندي إسرائيلي وما يقارب 2000 آلية عسكرية من دبابة إلى ناقلة جنود.
وإلى حدود الآن ، لم يستطع الجيش الإسرائيلي دخول غزة. والملفت للإنتباه، هو أن المقاومة في غزة استطاعت تدمير عشرات الآليات والإستيلاء على كنوز استخباراتية وأجهزة تجسس.
إن ما تحققه الفصائل الفلسطينية في غزة يبين بوضوح الشخص والروح الفلسطينية القوية والصامدة. وقد تجلت هذه الروح والشخصية في الصحفي المحترف والمتميز وائل الدحدوح الذي فقد زوجته ابنه وابنته وحفيده، ومع ذلك خرج في اليوم الثاني بكل شجاعة وبسالة كي يتمم رسالته النبيلة وهي توثيق ما يجري بقطاع غزة ..
لم يعد يخفى على أحد الإنتهاكات المتواصلة دون توقف من الكيان الصهيوني الغاشم وعدوانه غير المبرر على الشعب الفلسطيني في غزة والضفة الغربية حيث استخدمت إسرائيل مختلف الآليات الحربية ضاربة عرض الحائط قواعد القانون الدولي لحقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني فيما يرتكبه من خرب إبادة مستمرة نجاحات الخطوط الحمراء. فالجيش الإسرائيلي إعتدى على المستشفيات والمساجد والكنائس بشكل مخالف وصريح لاتفاقيات جنيف وبرتوكولاتها الملحقة بها والتي أريد لها أن توفر الحماية للمدنيين أثناء الحروب والنزاعات المسلحة.
وأمام هذه الجرائم الوحشية، بدا واضحا إن هيئة الأمم المتحدة لازالت عاجزة عن القيام بالدور الذي أنشئت من أجلها وهي ضمان السلم والامن.
إن هيئة الأمم المتحدة أصبحت مسيسة، ولم تعد تقوى على ممارسة دورها الإنساني. وانه قد آتى الأوان إلى إعادة النظر في مكوناتها بشكل جذري وبدون تحيز.
إن ما تشهد غزة اليوم يفوق الحروب العالمية السابقة قساوة وعنفا وشدة. فالحرب الحالية على قطاع غزة غير متكافئة. تجري في مساحة صغيرة بين طرف صهيوني محتل للأرض، مدجج بالأسلحة والصواريخ والقنابل الفوسفورية الممنوعة دوليا والمدام من طرف الدول الغربية وأمريكا وبين حركات مقاومة تحضيرية محدودة الإمكانيات لكنها تمتلك روحا وشخصية متميزة وتمتلك الإيمان الراس بداية قضيتها وبحقها في استعادة أرضها المغتصبة.
علينا أن نقرأ التاريخ بتمعن لنعرف جيدا ما قامت به إسرائيل وعصاباتها الصهيونية العنصرية منذ الإعلان تأسيسها سنة 1948 بدعم أمريكي وانجليزي على الخصوص، ، من دمار شامل وقتل وسفك للدماء وتهجير ونكران للمواثيق والمعاهدات الدولية وكذلك للحريم والديمقراطية والسلام وحقوق الإنسان.
إن كل الذين يتشدقون ويدعون الإنسانية اليوم يتابعون ما يجري بغزة . فعالمنا الحر لا زال يعاني من غياب الضمير.
وصفوة القول، على العرب والمسلمين بكل مللهم ونحلهم أن يتجاوزوا خلافاتهم ويقفوا بجانب الشعب الفلسطيني خلال هذه المرحلة العصيبة والحاسمة من تاريخ الأمة العربية.
إن فصول التاريخ علمتنا أن القوة لا تدوم لأحد وان الذي يدوم هو الحق مادام أصحابه يطالبون له لن يضيع مهما طال الزمن. فما يقوم به الجيش الإسرائيلي المتغطرس في محيط غزة والضفة الغربية، حول العالم إلى عالم موحش بالدمار والجثت والموت. ولم يعد هناك مكان آمن يحتمي به الرضع والأطفال والنساء والشيوخ..هل هذا هو العالم الذي تخلفه إسرائيل الغاصبة للأرض الفلسطينية و المتمسكة بنهج سياسة الدم والحديد في حق الشعب الفلسطيني وأمام صمت غريب للمنتظم الدولي.
*استاذ مادة التاريخ