“طوفان الأقصى” يفتح باب التغيير لبناء حياة فلسطينية جديدة 

بقلم: عبدالرحيم الريماوي/ رام الله

 

 

الاحتلال يريد فرض الرواية الصهيونية الجديدة للصراع التي تبدا من “طوفان الاقصى” متجاهلا صراعا يزيد عمره عن اكثر من قرن من الزمان، والدول الغربية متورطة في جريمة دعم الة القتل الاحتلالية ضد “الشعب الفلسطيني” لتثبيت المخطط الصهيوني كواقع حال وتصفية القضية الفلسطينية.

الاحتلال يطالب المجتمع الدولي والاقليمي والمؤسسات الدولية، بعدم الحديث او التطرق الى المأساة والمعاناة الحياتية الفلسطينية المتواصلة منذ وعد بلفور المشؤوم، يحاول أن يلحق الهزيمة الماحقة الساحقة بالشعب الفلسطيني اليوم، بمساندة ورعاية وتخطيط الولايات المتحدة، التي تسير معركة الابادة ضد الكفاح والنضال والمقاومة والشعب الفلسطيني، ودخلت المعركة بخبرائها في محاولة لالحاق الهزيمة بالشعب الفلسطيني، بافضل الوسائل القتالية لرفع معنويات الجيش الاحتلالي المحبط والمنكسر الذي عجز عن توفير الحماية لغلاف غزة، ولم تعير واشنطن اية لفتة وطنية وحقوقية وانسانية تجاه الفلسطينيين أصحاب الأرض والحق التاريخي المنهوب والمسلوب.

الاحتلال الصهيوني بدعم من الولايات المتحدة والمجموعة الأوروبية الاستعمارية، يطالب المجتمع الدولي والاقليمي والمؤسسات الدولية بعدم الحديث او التطرق الى المعاناة والويلات التي اصابت الشعب الفلسطيني قبل “طوفان الاقصى” كالنكبة والنكسة وعنف المستوطنين واقتحامات المسجد الاقصى وتكثيف الاستيطان وجدار الفصل العنصري ومصادرة الاراضي في الضفة الغربية، وارتكاب المجازر والاغتيالات اليومية على الارض ضد “الأطفال والنساء والمسنين بدم بارد وهدم المباني واستهداف المستشفيات وتدمير مستشفى الأهلي على رؤوس من فيه، وتدمير العيادات والمدارس والمباني والمولدات الكهربائية” وتحويل حياة الشعب الفلسطيني في قطاع غزة الى جحيم لا تحتمل ولا تطاق.

الجيش الاحتلالي يقود حرب وجودية انتقامية ضد الشعب الفلسطيني، يدمر المشافي والمدارس والمساجد والكنائس ويقصف المخابز ويفرض حصار تجويع وحرمان الفلسطينيين من ابسط الحقوق المعيشية والحياتية اليومية، في انتهاك صارخ لكل المواثيق والشرائع والقانون الدولي.

الولايات المتحدة والدول الغربية “المعطلة لتطبيق وتنفيذ القرارات الدولية” يدعمون الاحتلال بحرب الابادة والتهجير وحرمان الشعب الفلسطيني من جميع عناصر الحياة، دون تميز بين المسلحين وبين المدنيين، لا تميز بين الأهداف العسكرية وبين المؤسسات الخدمية والتعليمية والاستشفائية، بعد عجز وفشل الاستخبارات والجيش الاحتلالي بمواجهة “طوفان الاقصى”.

الادارة الامريكية بالتعاون مع الاحتلالي يسعون اليوم الى تثبيت “اقامة الدولة التلمودية الكبرى” وتشريع الاستيطان وتهويد واسرلة الضفة الغربية والقدس والمقدسات الاسلامية والمسيحية، بقوة القنابل والاسلحة الغربية الحديثة، مع إطلاق يد الاحتلال لتهجير الشعب الفلسطيني الى صحراء سيناء والاردن لتصفية القضية الفلسطينية، في تجاهل مقصود وصارخ للشرعية والقرارات الاممية لنسف رؤية “حل اقامة الدولتين”ونسف المبادرة العربية.

أمريكا تتبنى اليوم الأكاذيب والتضليل والخداع للتغطية على الجرائم البشعة، تشريع الحرب الهمجية على قطاع غزة، بهدف اخضاع المنطقة للرؤية الامريكية وطموحات وشرعنة الاحتلال “لفرض النظام الاستعماري الاستيطاني على ارض الواقع بعد شطب الوجود العربي الفلسطيني عن فلسطين التاريحيبة” متجاهلين ان السلام والامن لن يسود في المنطقة الا بتحقيق حل القضية الفلسطينية والاعتراف بالوجود والجغرافيا والديمغرافيا والتاريخ واعادة الخريطة الفلسطينية الى الخارطة العالمية.

الفلسطينيون متمسكون ومتشبثون بالكفاح والنضال وبالبرناج الوطني التحرري الكفيل باسترداد الحقوق الوطنية المسلوبة، لتخليص “الوطن والمواطن وتحقيق العدالة والحرية” من نير الاصطفاف الغربي المنحاز بصورة عمياء والمنغمس في السقوط بتبني الرؤية الاستعمارية للاحتلالية لقطاع غزة والضفة الغربية والقدس المحتلة، الدوس على القضية الفلسطينية والحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني، واعادة بناء “الشرق ألاوسط الجديد” الذي تم دفنه وقبره في حرب عام 2006.

“طوفان الاقصى” مثل تهديد وتحول سياسي استراتيجي وزعزع مفهوم “الشرق الاوسط الجديد” للمنطقة، دفع جيش الاحتلال الى شن حرب همجية لقتل الحياة الفلسطينية، رفع منسوب تدفق الدماء الفلسطينية في قطاع غزة اليوم، الدماء المتدفقة لعبت دورا فاعلا بولادة اجيال شبابية فلسطينية جديدة تعتمد اساليب وطرق جديدة للكفاح والنضال لتمكين الشعب الفلسطيني من تحقيق حق تقرير المصير، والاستمرارية بالمسيرة النضالية الوطنية التحررية مهما كانت القوة “الغربية الصهيونية” الغير مسبوقة، واسقطت الاقنعة عن الاستراتيجيات الاستعمارية اللا انسانية، “طوفان الاقصى” ثبت واقع النضال والكفاح الفلسطيني وفتح باب تغير الواقع لبناء حياة فلسطينية جديدة خالية من الاستعمار على ارض فلسطين.

28/10/2023

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى