الامتان العربية والأسلامية مطالبتان بمواجهة آلة الموت المحدقة بالشعب الفلسطيني

بقلم: عبدالرحيم الريماوي/ رام الله

 

بكل عجلة وتسرع، هرول قادة الدول الغربية الاستعمارية لزيارة دولة الاحتلال، تنظيم الحجيج اللاهث هذا جاء للتعبير عن تضامنهم وتعاطفهم ودعمهم الكامل للاستعمار الاحتلالي في شن حرب الابادة المسعورة ضد الشعب الفلسطيني بعد “طوفان الاقصى”،حيث تجاهل هؤلاء القادة الغربيون قيام الاحتلال الاستعماري بحرمان الشعب الفلسطيني المحاصر في قطاع غزة من “الماء والغذاء والادوية والوقود والكهرباء” كسلاح ضد الشعب الفلسطيني، وذلك في مخالفة صارخة وواضحة للقانون الدولي الانساني، وفي استمرار للنفاق الغربي بصدد ما يرتكبه الاحتلال من فظائع.

القادة الغربيون قدموا الدعم العسكري والمالي واللوجستي بسخاء لـ”القضاء على حركة حماس” والشعب الفلسطيني في قطاع غزة لـ”تصفية القضية الفلسطينية” مرة واحدة وللابد، الزيارات الغربية المتتالية للاحتلال جاءت لتأكيد المؤكد وهو ان الدول الغربية الاستعمارية تعارض استعادة “الصراع الفلسطيني العربي الاحتلالي الى جذوره”، ورفض التمرد الفلسطيني السياسي المقاوم الجاري الان على ارض الواقع في فلسطين، وتؤيد سياسة التهجير والترانسفير للفلسطينيين لاعادة رسم خريطة الشرق الاوسط الجديد، وفق المصالح الاحتلالية والدول الاستعمارية.. امريكا عززت موقفها “الرافض للحلول السياسية في المنطقة، في صلبها القضية الفلسطينية” بارسال حاملات الطائرات في البحر الابيض المتوسط لردع القوى الثورية المقاومة الحية، مخلب القوى الوطنية والعربية والاسلامية المتبنية لشعار “الحرية والاستقلال السياسي العربي والاسلامي لتخليص المنطقة من الهيمنة الاستعمارية والنهوض بالشعوب بطرق علمية، ووضعها في مصاف الدول الاقليمية والدولية المؤثرة” لتخليص الشعوب من جحيم الاستعمار الغربي.

الدول الغربية تساند وتعلن انحيازها لطغيان الاحتلال في “اشعال نيران الحرب باستهداف المنشآت الصحية والحيوية والحاق الدكار الشامل بالبنية التحتية الفلسطينية.. مواقف الدول الغربية الاستعمارية تعكس تبني ازدواجية المعايير ازاء قرارات الشرعية والقانون الدولي المقرة بالحقائق ان فلسطين محتلة، يستوطنها المستوطنون القادمون من كل اصقاع العالم” لتثبيت واعادة الاستعمار وشرعنته على فلسطين اولا، وفرض الهيمنة الاحتلالية على المنطقة ثانيا، في محاولة غربية لمنع الازدهار العربي والاسلامي الذي تمثله المقاومة العربية والاسلامية اليوم، خروج المظاهرات الصاخبة في كل شوارع الدول العربية والاسلامية والعالم، يؤكد على ان القضية الفلسطينية تسكن في ضمير ووجدان الوطني الانساني العالمي، رغم كل حملات التشويه الغربية والاحتلالية التي تصف النضال الوطني الفلسطيني بـ”الارهاب”.

الة الموت الاحتلالية التي تلاحق الشعب الفلسطيني يوميا في ارتكاب المجازر اليومية في قطاع غزة، تهدف الى ارهاب الناس “الحاضنة الشعبية للمقاومة الفلسطينية التي لعبت دورا مهما بعودة بث الروح الوطنية العربية والاسلامية”، وهذا ما يقلق الغرب الاستعماري الراغب باعادة رسم الشرق الاوسط الجديد بمقاييس استعمارية احتلالية لتصفية القضية الفلسطينية لـ”استبعاد حل اقامة الدولة الفلسطينية وانهاء الاستيطان الاستعماري”، تقديم المساعادات الغربية للاحتلال تؤكد على ان الدول الغربية معنية بافشال التسويات السياسية “لابقاء المنطقة تعيش حالة الحرب المشتعلة والصراع والاستقطاب العربي والاسلامي والدولي بهدف “شيطنة ودعشنة حركات التحرر الوطنية العربية والاسلامية”، رعاية الغرب للاحتلال الرافض بشدة تطبيق وتنفيذ قرارات الشرعية الدولية “تهدف بالاساس لمنع تطبيق حل اقامة الدولتين”، المساعدات العسكرية والمالية والوجستية المقدمة للاحتلال تلعب دورا مهما في ضمان تفوقه العسكري لمواجهة العرب والمسلمين والفلسطينيين، متجاهلين الاصرار الفلسطيني على تحرير وطنه و”تجسيد اقامة الدولة المستقلة وعاصمتها القدس المحتلة”.

حرب الابادة الممنهجة التي يشنها الاحتلال ضد الشعب الفلسطيني والفصائل الفلسطينية المقاومة بطريقة غير معقولة وبلا رحمة، تهدف الى انهاء الصراع العربي الفلسطيني الاحتلالي بعد تهجير الفلسطينيين الى الدول المجاورة، على مرآى ومسمع وبتغطية المجتمع الدولي والاقليمي في محاولة لرسم الحل الاحتلالي لصالح اقامة الشرق الاوسط الجديد بعيون غربية.

الامة العربية والاسلامية مطالبة اليوم بتكثيف التحرك السياسي والدبلوماسي “قبل عض اصابع الندم على ارواح المدنيين الفلسطينيين جراء المجازر الاحتلالية اليومية”، ومطالبة بدعوة المجتمع الدولي والاقليمي للبدء في تطبيق وتنفيذ قرارات الشرعية والقانون الدولي، ورفع صوت الحق والعدل والسلام في جميع انحاء العالم للمحافظة على الامن والسلم الدولي، مواجهة المخاطر والتحديات نتاج حرب الابادة المشتعلة في قطاع غزة، الهادفة “لشطب حق تقرير المصير واقامة الدولة الفلسطينية على حدود الرابع من حزيران عام 1967″، والدوس على الحقوق الوطنية الفلسطينية وخيار حلّ الدولتين، لصالح الاستيطان ومصادرة الأراضي واسرلة وتهويد المقدسات الاسلامية والمسيحية، وفرض سياسة ضمّ القدس والضفة الغربية، وتصنيف الفلسطينيين في خانة “الحيوانات المتوحشة”، ولابقاء المنطقة مشتعلة بالحروب والصراعات الاقليمية والقطرية، بقيادة ودعم الولايات المتحدة والدول الغربية والحكومة اليمينية المتطرفة الاحتلالية، متجاهلين التظاهرات الشعبية الضخمة العربية والاسلامية والعالمية المتضامنة والمؤيدة للحقوق الوطنية الفلسطينية ومناهضة للسياسات والممارسات الصهيونية والمقاومة للاستعمار ونصرة لقضايا التحرر كـ”حق الشعب الفلسطيني بتقرير المصير واقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس المحتلة”،

25/10/2023

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى