لتأمين رهائنهم.. ضغط غربي على اسرائيل لتأجيل العملية البرية بغزة

قال مسؤول إسرائيلي، اليوم السبت، إن العديد من الدول الغربية تضغط على إسرائيل لتأجيل شن غزو بري لقطاع غزة، خشية أن يؤدي ذلك إلى إحباط جهود تأمين إطلاق سراح المزيد من الأسرى.
جاء ذلك بحسب ما نقل موقع “تايمز أوف إسرائيل” الإخباري عن مسؤول سياسي إسرائيلي، لم يسمه، غداة إعلان حماس، مساء الجمعة، الإفراج عن أسيرتين أمريكيتين بعد جهود قطرية.
وقال المسؤول الإسرائيلي إنه “في أعقاب إطلاق حماس لرهينتين من غزة، تضغط الولايات المتحدة والعديد من الحكومات في أوروبا بهدوء على إسرائيل لتأجيل شن غزو بري لغزة، خوفاً من أن يؤدي هذا التوغل إلى إحباط الجهود الرامية إلى تأمين إطلاق سراح المزيد من الرهائن في المستقبل المنظور”.
وأضاف: “الحكومات الغربية التي تضغط حاليا على إسرائيل لديها مواطنون من بين المفقودين، وتعتقد أنه كلما مر المزيد من الوقت، أصبح من الصعب تأمين إطلاق سراح الرهائن”.
وتابع المسؤول الإسرائيلي: “تدرك الحكومات أن الغزو البري أمر محتمل للغاية، ولا تطلب من إسرائيل عدم شن أي غزو على الإطلاق، وبدلاً من ذلك يجب الانتظار لمحاولة معرفة ما إذا كانت الجهود الدبلوماسية الإضافية يمكن أن تنجح”.
ومساء الجمعة، قال “أبو عبيدة” متحدث “كتائب القسام” الجناح العسكري لحركة “حماس”، إنهم أطلقوا سراح محتجزتين أمريكيتين “لدواع إنسانية”، استجابة لجهود قطرية.
وتقول تل أبيب إن أكثر من 200 إسرائيلي أسرى في غزة.
وكانت حركة “حماس” خلال عمليتها التي أطلقتها من غزة في 7 أكتوبر/ تشرين الأول اقتادت عشرات الإسرائيليين بينهم جنود وضباط من مستوطنات غلاف غزة إلى داخل القطاع، وفق ما أعلنت الحركة حينها.
ولليوم الخامس عشر يواصل الجيش الإسرائيلي استهداف قطاع غزة بغارات جوية مكثفة دمّرت أحياء بكاملها وأسقطت آلاف الشهداء والجرحى من المدنيين الفلسطينيين.
كشفت وكالة بلومبرج الأمريكية أن واشنطن وعدد من العواصم الأوروبية مارست ولا تزال تمارس ضغوطا على تل أبيب؛ لتأجيل عمليتها العسكرية البرية في قطاع غزة والتي تستهدف القضاء على الفصائل الفلسطينية وعلى رأسها كتائب عزالدين القسام الجناح العسكري لحركة حماس.
وجاءت المعلومات التي أوردتها الوكالة قبل ساعات إعلان كتائب عز الدين القسام، الإفراج عن محتجزتين أمريكيتين من ضمن الأسرى والرهائن التي بحوزتها عقب عملية “طوفان الأقصى”.
ونقلت الوكالة عن مصادر قولها إن واشنطن والعواصم الأوروبية تريد من وراء هذه الضغوط كسب مزيد من الوقت لإنجاح محادثات سرية تجري بوساطة قطر؛ لإطلاق من وصفتهم بالرهائن الذين تحتجزهم حركة المقاومة الإسلامية (حماس).
ووفق المصادر ذاتها، فإن واشنطن والعواصم الأوروبية ترى أن المفاوضات غير المباشرة مع حماس حساسة للغاية وقد تفشل، لكن بالرغم من ذلك أكدت أن هناك دلائل على قبول الحركة الفلسطينية الإفراج عن بعض المدنيين من دون أن تضطر إسرائيل للإفراج عن أسرى فلسطينيين لديها.
وبحسب مصادر بلومبرج، فإن إسرائيل رضخت للرغبة الأمريكية وأجلت ما وصفت بأنها “عملية عسكرية واسعة النطاق للقضاء على حماس”.
كما أن تل أبيب غيرت لهجتها بشأن الخطط الميدانية، ما يعد مؤشرا على أن النهج يذهب باتجاه عملية محدودة.
اقرأ أيضاً
وزير الدفاع الإسرائيلي يُلمح لجنوده باقتراب العملية البرية على غزة
وذكر بلومبرج أن المسؤولين الأمريكيين يخشون تأجج التوترات بالمنطقة؛ مما يهدد بتوسيع رقعة الصراع لتشمل مناطق أخرى قد تجبر واشنطن على التورط عسكريا في دعم إسرائيل مباشرة.
ويقول الجيش الإسرائيلي إنه بات مستعدا لشن العملية، وينتظر فقط القرار السياسي، لكن تقارير تفيد بأن إسرائيل مترددة في دخول قطاع غزة خشية التعرض لانتكاسة بعد الضربة التي تلقتها حين شنت المقاومة الفلسطينية عملية طوفان الأقصى في 7 أكتوبر/تشرين الأول الجاري.
خطوة أولي
ومساء الجمعة، قال الناطق باسم كتائب القسام أبو عبيدة، عبر تليجرام إنه “جرى إطلاق سراح محتجزتين أمريكيتين (أم وابنتها) لدواع إنسانية”، موضحا أن الإفراج عن هاتين الأمريكيتين جاء استجابة لجهود قطرية.
وأشار إلى أن الخطوة تأتي لكي “لنُثبِت للشعب الأمريكي والعالم أن ادعاءات (جو) بايدن وإدارته الفاشيّة هي ادعاءاتٌ كاذبةٌ لا أساس لها من الصحة”.
ونقلت وكالة رويترز عن مصدر مطلع على المفاوضات لإطلاق سراح الرهائن الذين تحتجزهم حماس إن إطلاق سراح أمريكيتين من غزة الجمعة كان “خطوة أولى والمناقشات مستمرة من أجل إطلاق سراح المزيد”.
قال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن إن فريقا من السفارة الأمريكية في إسرائيل سيلتقي قريبا بالأمريكيتين اللتين أفرجت عنهما حركة حماس يوم الجمعة.
وقال بلينكن في مؤتمر صحفي “لا يزال هناك عشر أمريكيين في عداد المفقودين بعد أن هاجمت حماس إسرائيل في 7 أكتوبر/ تشرين أول. نعلم أن بعضهم محتجز رهائن لدى حماس”.