غزة والاعلام الغربي الكاذب

بقلم: د. زيد احمد المحيسن

يقول المناضل الحقوقي الامريكي مالكوم اكس : “وسائل الإعلام هي الكيان الأقوى على وجه الأرض. لديهم القدرة على جعل الأبرياء مذنبين وجعل المذنبين أبرياء، وهذه هي القوة. لأنها تتحكم في عقول الجماهير ”
يلعب الاعلام بكافة اشكاله ومسمياته التقليدية والحديثة دورا كبيرا وهاما في التأثير والتغيير الاجتماعي والثقافي والسياسي، كما يلعب دورا سلبيا في تزيف الواقع المعاش من خلال نقل الاخبار والمعلومات المزيفة وفبركة الاحداث الكاذبة، وكذلك في اطلاق الشائعات والتركيز عليها بمثابة انها حقائق دامغة.

احداث غزة والحرب المعلنة عليها حاليا.. على بشرها وحجرها ومواردها ومستشفياتها واسواقها وبنيتها التحية، خير دليل على خطورة الاعلام الغربي المتصهين والناقل والمروج للروية الصهيونية المزيفة، وفي قلب الحقائق الى اكاذيب والاكاذيب الى حقائق تجعلنا وتجعل اهلنا الصابرين على الطوى في غزة بين نارين: نار القذائف التي ترسلها الطائرات بجمرها وحممها على رؤس الابرياء من المواطنين، ونار الرسائل الاعلامية التي تحملها القنوات الفضائية والصحف الغربية الصهيونية في عملية قلب الواقع والحقائق ومن خلال جعل الابرياء مذنبين وجعل المذنبين ابرياء !؟

لقد سيطر الغرب المتصهين ولا استثني منهم احدا هذه الايام على الرؤية الصهيونية من خلال عمليات التضليل الممنهج للاخبار ومجريات الاحداث الدامية في غزة من خلال الصورة الكاذبة، حيث اطفال غزة القتلى والجرحى في الصحف والاعلام الغربي هم ضحايا هجوم المقاومة عليهم.. لقد فعلت الصورة المفبركة في التاثير على معنويات الفرد والمجتمع الغربي في ثواني، وقلبت المشهد الى ان الكيان الصهيوني طفل وديع وحماس تشكل خطرا عليه، وصورها بانها وحش كاسر يريد ان يبتلعه وهو بحاجة الى الدعم والاسناد المادي والمعنوي والعسكري، فهرعت البارجات وحاملات الطائرات الامريكية والغربية تجاه هذا الكيان وعلى رأسها زعيم اكبر دولة في العالم ليشد من ازرهم ويزيد في قوة عدوانهم على اهل عزة الابرياء.

لقد عرت حرب غزة الاعلام الغربي كاملا من ان هذا الاعلام خاليا من القيم والمبادىء والاخلاق، حتى المهنية الاعلامية لا وجود لها في حال القضايا التي تمس الكيان الصهيوني المتغطرس، لقد قتلت الة الحرب الصهيونية الاف الاطفال والنساء وجرحت كذلك عشرات الالاف علاوة على الخسائر في العمران والممتلكات العامة والخاصة، حتى المستشفيات المحرم دوليا الاقتراب منها لم تسلم من الة التدمير الصهيوني، اضافة الى اكثر من عشرة صحفيين ومراسلين لمحطات فضائية لاقوا حتفهم من جراء القصف الصهيوني المتعمد عليهم لم نسمع للاعلام الغربي خبرا او استنكارا او شجبا لهذا العمل الصهيوني المتوحش والمتعطش للدماء العربية

ان مختلف المنابر الإعلامية الغربية، و سمات الخطاب الإعلامي الغربي الموجه ضد غزة و بما يخدم إيدولوجيتها ومصالحها الغربية والصهيونية ، لقد لعبت هذه الوسائل الإعلام الغربيّة دورًا سلبيًّا في تشكيل الصّورة الذّهنيّة عن حرب غزة، فوسائل الإعلام الغربيّة خاصّة الأمريكيّة والفرنسيّة والالمانية والبريطانية قد شكلت عديد الصّور التي تفوح منها العنصريّة والكراهيّة، خاصّة بتشبيه حرب غزة بحادثة 11 سبتمبر والتي لا تزال صورتها مشكلّة في أذهان المجتمعات الغربيّة حول أنّ العرب والمسلمين هم مصدر الإرهاب والذّعر والعنف في العالم، وان حركة حماس هي مصدر للارهاب والعنف والقلاقل في المنطقة وهي مهددة للاستقرار والسلام والامن في الشرق الاوسط والعالم، لهذا لابد من اجتثاثها من جذورها بغير رحمة او هوادة، وان الماكينة الاعلامية الصهيونية والغربية والقذيفة والصاروخ الصهيوني المصنوع في الغرب معا- في سبيل تحقيق هذه الغاية والاهداف الاستراتيجية المنشودة .

ولكن خاب فالهم وبمشيئة الله ان حرب غزة ايقظت المارد و الانسان العربي في داخلنا من جديد اكثر اصراراً على التضحيات مهما غلت من اجل تحقيق النصر او الشهادة، ولن تهون امة اصر ابناؤها ان لا تهون.. وبشر الصابرين بالفوز المؤزر ولو بعد حين . .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى