معجزه السابع من اكتوبر التي هزت العالم وزلزلت الكيان الصهيوني

بقلم: عبدالهادي الراجح

 

توقفت طويلا وبعد اسبوع من التأمل والمتابعة لكل وسائل الاعلام المسموع والمقروء ، فوجدت ان ما حدث في السابع من اكتوبر عام 2023 م هو معجزه وزلزال عسكري وسياسي قلب كل الموازين بالعالم ، وفاق كل التوقعات وسيقف التاريخ امامه طويلا ، وكيف ان هناك في قطاع غزه العزه والكرامة القطاع المحاصر والمجوع والمهدد بالموت من العدو الصهيوني والصديق منذ 17 عاما قد تمكنت مقاومته الصامدة الباسلة بقياده كتائب الشهيد عزالدين القسام الجناح العسكري لحركة حماس، وخلال ثلاث ساعات فقط، تمكنت من تدمير ما يسمى بلواء غزة الصهيوني واخراجه من المعادله العسكرية .
ولأول مره في التاريخ رأى العالم كله كيف ان الكف تغلب على المخرز، وكيف تم اخراج الجنود الصهاينه القتلة من دباباتهم كالفئران واقتيادهم لغزة ميدان الشرف والرجولة .
وفي لحظة انهار كل شيء في الكيان الصهيوني الذي قالوا لنا ان جيش قطعانه لا تقهر، واتصل كذاب بني صهيون نتنياهو بالرئيس الامريكي الخرف جون بايدن ، كما نقلت قناه BBC وناداه باسمه الاول كما ينادي كلبه جو ان اسرائيل تعرضت اليوم لأبشع هجوم بريري يا جو، لقد اغتصبوا النساء وذبحوا الاطفال وقطعوا رؤوسهم واسروا المدنيين من الرجال والنساء .
وبدون التأكد من صحة ما زعمه الكذاب النتن وبدون اي تدقيق وقف رئيس أقوى دولة في العالم ليردد الأكاذيب التي لقنها اياه نتنياهو في موتمر صحفي عالمي ، وهذا ما يريد الصهاينة ترويجه وبالطبع اخذت وسائل الاعلام في كل دول الغرب تردد ذلك كيف لا والرئيس الامريكي شخصيا من يقول ذلك ، وأخذت وسائل الاعلام في الغرب الامبريالي صاحب شعارات حقوق الانسان والديمقراطية وحقوق الطفل والمرأه هذه الاخبار الكاذبة الملفقة بدون أي تاكيد من صحتها .
ومن تجرأ على تكذيب الروايه مثل وزيره االخارجية النروجية انيكين هويتفيلدت التي صرحت ان حجم الدمار على غزه لا يحتمل وفوق ما يستوعبه عقل بشري تعرضت للتهديد بالقتل .
وللاسف عندما تأكد الرئيس الخرف بايدن ان كل ما وصله من اخبار غير صحيحة حاول التراجع مع تأكيده على دعم الكيان الصهيوني بلا حدود وأرسل البارجة العسكرية(جيرالند فورد)كما وعد بارسال البارجة ايزنهاور اذا احتاج الكيان اللقيط , كما اوفد وزير خارجيته انتوني بلينكن للكيان الصهيوني ودول المنطقة .
وبلينكن هذا من تلاميذ مادلين اولبرايت وزيره الخارجية الامريكية صاحبة العباره الشهيره عندما قيل لها ان نصف مليون طفل عراقي قتل بالحرب اثناء غزو العراق واحتلاله عام 2003م واجابت بوقاحه صهيونيه ان الثمن يستحق تقصد اسقاط حكم الرئيس صدام حسين رحمه الله ، والملفت للأنتباه ان هذا البهلوان الصهيوني الامريكي جاء ليقدم الولاء والطاعه للصهاينة ، وصرح بانه لم ياتي كوزير خارجية لأمريكا ولكن جاء كحفيد لمهاجر يهودي ناجي من المحرقة النازية .
انظروا الى أين وصل العهر السياسي والاخلاقي لأكبر قوه عسكرية في العالم ، وتوالت صرخات التاييد من الغرب الامبريالي المنافق للكيان الصهيوني ، وتوافد على زيارته وزير خارجية بريطانيا وغيره وأعلنت امريكا وبريطانيا وفرنسا والمانيا وايطاليا دعمهم المطلق للكيان الصهيوني .
كيف لا وقد اعلن الرئيس الأمريكي دعمه وتأييده المطلق رغم ما وصله من تقارير تكذب المزاعم الصهيونية التي لقنها اياه نتياهو، ولكنه أبقى على دعم الكيان الصهيوني بكل ما يلزم لهذا الكيان عسكريا وسياسيا
وهكذا اصبحت الضحيه هي الجلاد والقاضي هو الخصم الاكبر، واذا العالم تحكمه عصابة دولية تقودها امريكا الصهيونية .
نعلم ونعرف مدى الدعم الأمريكي للكيان الصهيوني، ولكن أكثرنا تشائما لم يكن يتوقع ان يصل لهذا الاستخفاف بامريكا ذاتها ورئيسها ، وهو يحاول التراجع عما صرح به سابقا، واصبحنا نتساءل من يحكم الآخر امريكا او طفلها المدلل الكيان الصهيوني ؟
ولو ان حاكما عربيا هو من كذب على رئيس الولايات المتحده حتى بدون قصد فلن يبقى في مكانه ، وربما يتم غزو بلاده اذا لزم الامر، ولكن سر العلاقه \ العضوية المحيره التي تربط بين الولايات المتحده والكيان الصهيوني امرا يحتار حوله الباحثين .
واذا الصراخ الامريكي والغربي على مواطنين اسرتهم حركه حماس بواسطة ذراعها العسكري كتائب الشهيد القسام وهم يرتدون البدلة العسكرية الصهيونية وفجأة أصبحوا مواطنين أمريكيين وبريطانيين وفرنسيين ودولهم تطالب بهم .
اذا ما هي حقيقة وجود هذا الكيان اذا كان جنوده امريكيين ووووالخ ؟.
نعلم انه لقيط زرعته بريطانيا ورعته أمريكا ليكون رأس حربه للغرب الامبريالي ، واذا المجازر الصهيونية الثأرية المدفوعة بكل احقاد التلموذية ترتكب بحق شعبنا الفلسطيني بقطاع غزه ما يندى له الجبين الإنساني من الجو والبحر والبر كل ذلك ثأرا لاشباع غريزة الانتقام لدى عصابة نتنياهو المجرمة واذا الغرب وكل شعاراته الزائفة تتبخر بالهواء واذا بهمجية القرون الوسطى وظلامها يعود من جديد على الغرب وعلى راسها امريكا وحتى المظاهرات والمسيرات السلميه الرافضة للجرائم الصهيونية بغزه قررت بعض الدول منعها وقد خرج الكثير منها رغم انف تجار الحروب والموت والدمار.
وهذه وزيرة الداخليه البريطانية لا تستفزها دماء الاطفال والشيوخ والنساء في غزه وعموم فلسطين ، ولكن استفزها ان يرفع علم فلسطين في لندن ، أي عنصرية وكراهية التي تحكم النخب الحاكمة في الغرب الامبريالي المتصهين .
لكن ورغم انوف تجار الموت والدمار وقتلة الاطفال ، شعبنا في فلسطين لن يقبل بغير فلسطين وطنا وقاوم وسيقاوم وينتصر رغم انف الصهاينة وكلابهم المسعورة في الغرب المتحضر جدا ، وكما ان غزة الصمود والتحدي وحدت الشارع العربي كما لم يتوحد من ايام الزعيم جمال عبدالناصر رحمه الله الذي له الكثير من الاثار في غزه العزة .
ما حدث ويحدث في قطاع غزه الصامد وقبلها في حرب تموز المجيدة عام 2006م في جنوب لبنان الصامد المقاوم وحد الامة وبرغم كل الجرائم الصهيونية والمآسي التي ارتكبها هذا الكيان المجرم ، ولكن فلسطين وغزة الأبية بشكل خاص لن تقبل الهجره ولا التهجير ولن تخدع مره اخرى، وسوف تنتصر كما انتصرت شقيقتها في جنوب لبنان .
ثمن الحرية بلا شك غالٍ وعالي الثمن والتكلفة، ولكن شعبنا هو شعب الفداء والتضحيات اليوم كما بالامس .
فلسطين المقاومة ومحورها يجمعانا ويوحدانا، وسننتصر باذن الله رغم انوف الصهاينة المحتلين والصهاينة من العرب الخونة ومشغليهم وراء الحدود.. ولا نامت اعين الجبناء .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى