أمريكا وتوابعها الأوروبية تفضح حقيقتها المعادية لأبسط حقوق الإنسان
بقلم: عبدالرحيم الريماوي/ رام الله

الولايات المتحدة وبريطانيا وألمانيا وفرنسا وإيطاليا اكدت “دعمها الثابت لدولة الاحتلال”، متجاهلة قطع الماء والكهرباء والغذاء عن قطاع غزة، وتعامل الاحتلال مع البشر في قطاع غزة كـ”وجوش بشرية”، حسب اقوال وزير الحرب الاحتلالي مع بداية شن الحرب على قطاع غزة،
مفوضية حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة اعتبرت حرمان الناس من أسباب البقاء على قيد الحياة إجراء محرّم طبقاً للقانون الدولي، ورات منظمة “هيومان رايتس ووتش” أن السلوك الإحتلالي “مثير للاشمئزاز” يرقى إلى جريمة حرب معلنة.. فقد اسقطت عملية “طوفان الأقصى” كل الأوهام حول ما يطلق عليه المجتمع الدولي.
الجيش الاحتلالي يعمل اليوم على تدمير المنازل والابراج السكنية على الفلسطينيين في قطاع غزة بحجة ان البنى التحتية تتبع لحركة حماس، الاحتلال يرتكب الجرائم ضد الإنسانية من العيار الثقيل، حيث حول قطاع غزة الى سجن كبير للشعب الفلسطيني، بدعوى انه يستهدف “الجناح العسكري” التابع لحركة حماس، طوفان الأقصى اكد على ان الشعب الفلسطيني يكافح ويناضل لاسترجاع حقوقه الوطنية التي اغتصبت بمساندة ودعم الدول الاستعمارية الغربية “سياسيا وماليا وعسكريا وتكنولوجيا ولوجستيا”، وشجعت الاحتلال على تدنيس المقدسات الاسلامية والمسيحية في القدس المحتلة، وتكثيف الاستيطان في الاراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967، ورفض “جل اقامة الدولتين”، كما تغض البصر عن ارتكاب الاحتلال لقتل الفلسطينيين وتدمير ممتلكاتهم واراضيهم الزراعية “المزروعة بالزيتون” الدول الغربية الاستعمارية لم تهتم لمعاناة والويلات والمنغصات التي يرتكبها الاحتلال ضد الفلسطينيين يوميا.
عملية طوفان الأقصى اثبتت ان الكفاح الفلسطيني قادر على الرد على الجرائم الوحشية المرتكبة يوميا “ضد الاراض والانسان الفلسطيني”، ولكن الدول الاستعمارية تناهض كل اشكال الكفاح والنضال والمقاومة الفلسطينية الهادفة الى اعادة الرواية والتاريخ والجغرافيا والديمغرافيا والحضارة الفلسطينية الى مسارها الطبيعي كما كانت قبل وعد بلفور الذي “الحق الدمار الشامل وحرمان الشعب الفلسطيني من حقه بالحياة وتقرير المصير كباقي شعوب الارض”.
طوفان الأقصى جاءت بعد فشل التسويات السياسية التي تبنتها الولايات المتحدة الامريكية المنحازة لصالح الاحتلال الاحلالي، وتايد فرض نظام الفصل العنصري على الشعب الفلسطيني، وتتعامل بازدواجية المعايير في القضايا الدولية والاقليمية، وتلعب دورا سلبيا في المؤسسات الدولية لدرجة انها ترفض تطبيق وتنفيذ الشرعية والقانون الدولي ازاء حل القضية الفلسطينية، في ظل غياب كبير وواضح للمؤوسسات الرسمية العربية المتبنية “لخطاب التهدئة والعودة للمفاوضات الثنائية برعاية الادارة الامريكية”.
اليوم الاربعاء ، تساءلت صحيفة “هآرتس” العبرية: هل اجتياح إحتلالي واسع ومتواصل لقطاع غزة سيؤدي إلى انتصار أم تورط الاحتلال”؟ هل اجتياح قطاع غزة يدفع الاحتلال الى فرض سياسة الاستسلام، ام سيفجر ردة فعل واسعة باساليب وصيغ جديدة للمقاومة الفلسطينية؟
ونحن هنا نتساءل بالمقابل: اين الضمير الدولي والاقليمي والعربي والاسلامي من خطاب الرئيس الامريكي جو بايدن، الذي بث فيه الاكاذيب والمغالطات والافتراءات التي قلب بها الحقائق وزيفها بتصويره لما يحدث في قطاع غزة على انه يحمل الكراهية للشعب اليهودي، وقد زاد الموقف اشتعالا بارسال اساطيله لتكون تحت امر اسرائيل، الذي يتناقض مع مبادىء الديمقراطية وحقوق الانسان التي تتشدق بها الادارات الامريكية المتعاقبة؟ هل صلابة الشعب الفلسطيني ودعم صمود المقاومة وزيادة الغضب في الشارعين العربي والاسلامي سيدفع الدول العربية والاسلامية لتقديم الدعم السياسي والاقتصادي واللوجستي لمواصلة الكفاح والنضال الفلسطيني في المرحلة الراهنة والقادمة؟ إنّا لمنتظرون !!
11/10/2023