“طوفان الاقصى”” استعاد حضور القضية الفلسطينية على المستويين الدولي والاقليمي

بقلم: عبدالرحيم الريماوي/ رام الله

في الوقت الذي اعلن قائد “كتائب القسّام” الجناح العسكريّ لحركة “حماس” محمد الضيف، شن هجوم وخوض معركة “طوفان الأقصى” برا وجوا وبحرا “انتهجت حركة حماس عامل الصدمة الخاطفة”، رفضا لخطة التقاسم الزماني والمكاني لتغيير الواقع للمسجد الاقصى، هجوم “طوفان الاقصى” ادخل الاجهزة الامنية والاستخبارية الاحتلالية في حالة من الكئابة والانتكاسة وجعل الحكومة الاحتلالية تتخبط في عدم قراءة الانعكسات والابعاد السياسية للواقع الذي فرضه هجوم “طوفان الاقصى” الذي لعب دورا في استعادة زمام المفاجئة الاحترافية القاسية في التخطيط لخوض معركة العصابات في داخل المستوطنات الاحتلالية الاحلالية في محيط قطاع غزة لفرض المعادلات وقواعد الاشتباكات السياسية بعد سلسلة طويلة من الانتهاكات الاحتلالية للمسجد الاقصى، وتجاهلت كل بيانات الاستنكارات العربية والاسلامية والفلسطينية والدولية، الصحافة العبرية تحدث عن حجم كبير من الخسائر وفقدان الاجهزة الامنية والاستخباراتية الاحتلالية سمعتها وقوتها العسكرية وانتقدت صحيفة “معاريف العبرية” السبت، ان “الجيش الاحتلالي لم يقم بمهمته”، دفعت الرئيس الامريكي للقول ان الادارة الامريكية تقف وتدعم الاحتلال الاحلالي “متجاهلا الويلات التي تلحقها الحكومة اليمينية المتطرفة الاحتلالية بحق الشعب الفلسطيني” بعد ان اعلن محمد الضيف هجوم عسكري استهدف المستوطنات الاحتلالية في محيط قطاع غزة دعما للمسجد الاقصى وتعزيز صمود اهل القدس.
قام مقاتلو حماس بالتنسيق العالي “بين المجموعات المسلحة التي اقتحمت المستوطنات في محيط قطاع غزة” توفرت عند الجيوش المحترفة، دفع المحللين السياسيين والعسكريين بعد اقتحام المستوطنات الاحتلالية، من اين تعلمت واكتسبت كتائب القسام هذا المستوى من التدريب في ظل تواصل فرض حصار على قطاع غزة منذ عام 2007!؟ ووجهوا السؤال الى الاستخبارات الاحتلالية اين مئات المخبرين واجهزة التنصت التي تراقب كل حركة في قطاع غزة؟ وتساءل المحللون حول الطرق والاليات والوسائل التي احدثت منعطفا في تاريخ المواجهة مع الاحتلال الاحلالي؟ هل تمتلك حركة حماس استراتيجيات وتكتيكات توظفها في المفاوضات لتحرير الاسرى والاسيرات الفلسطينيات من السجون الاحتلالية، بعد ان اصبح لدى حماس اسرى وجنود ومستوطنين اسرائيليين؟ كيف يمكن لدولة فشلت في حماية امنها، بمساعدة الدول العربية المطبعة لحماية امنها؟ هل “طوفان الاقصى” تطوي سنوات العنف والعربدة للجيش الاحتلالي الذي يواصل سياسة القتل بحق الشباب الفلسطينيين، وانتهاك المستوطنين لحرمة المسجد الاقصى الذين يرهبون الفلسطينيون ليل نهار ويحرقون المزارع وسياراتهم وبيوتهم وسرقة الاراضي لصالح تسمين وتكثيف البناء الاستيطاني في الضفة الغربية والقدس المحتلتين؟
اقتحام المستوطنات في هجوم “طوفان الاقصى” اكد على ان حركة حماس طورت قدراتها العسكرية دفعها الى نقل المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة الى مستوى “استخدام السلاح ضد الاستعمار والاحتلال على ارضه” لاستعادة زمام وحضور القضية الفلسطينية في ايجاد حلول سياسية عادلة وشاملة على المستويين الدولي والاقليمي “وفق قرارات الشرعية والقانون الدولي وتحقيق حق تقرير المصير” للحفاظ على الامن والسلم الدولي، بعيدا عن المفاوضات السياسية الثنائية الفاشلة والبائسة التي “تم تجريبها على مدار ثلاثون عاما مضت” كرس فيها بنيامين نتنياهو معادلة “سلام مقابل سلام”، على مرأى ومسمع المجتمع الدولي والعالم العربي والاسلامي “الذين لم يحركوا ساكنا، غارقين في نومهم واحلامهم كاهل الكهف”، في ظل تمسك وتصميم واصرار الشعب الفلسطيني على ابقاء القضية الوطنية الفلسطينية حية حتى تحقيق وتنفيذ قرارات الشرعية والقانون الدولي وتجسيد الرؤية والرواية التاريخية الفلسطينية بـ”باقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس المحتلة، وتقرير المصير على حدود ما قبل الرابع من حزيران عام 1967.

8/10/2023

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى