انتصار المقاومة يثبت إصرار شعبنا على إنهاء الاحتلال ويفضح دول التطبيع

بقلم: د. كاظم ناصر

الشعب الفلسطيني في الداخل المحتل والشتات يفتخر ويعتز بهذا النصر المؤزر المهم الذي حققته المقاومة، والشعوب العربية تشاركه الشعور بالإعجاب والإجلال والاكبار لمقاتلي حماس والفصائل المشاركة، وتقف معه إلى جانبهم في معركة ” طوفان الأقصى ” البطولية التي أدمت الصهاينة، وأرعبتهم، وكشفت جبنهم، وهشاشة دولتهم التي طالما زعموا أنها ” لا تقهر”، وفضحت حكام الخيانة والتطبيع العرب أمام شعوبهم.
لقد فوجئت دولة الاحتلال بقياداتها السياسية والعسكرية والاستخباراتية ببطولات الفلسطينيين الذين اخترقوا السياج الحديدي الذي أقامته على ما تسميه ” بحدودها ” مع غزة، وهاجموا المستوطنات والمستوطنين، وأمطروا المدن المحتلة بآلاف الصواريخ، وقتلوا 300 ضابط وجندي ومستوطن صهيوني وأصابوا 1590 بجراح، وأسروا العشرات، واستولوا على عربات مدرعة وأسلحة، وأرغموا سكان ” المغتصبات ” المستوطنات على الهرب والاختباء في الملاجئ.
هذا الهجوم المعقد الذي تم التخطيط له بدقة وذكاء شديد، ونتج عنه هذا النصر التاريخي سيزيد المقاومة الفلسطينية قوة ونفوذا في عزة والضفة، ويعزز دور حركات المقاومة العربية المؤيدة للفلسطينيين وعلى رأسها حزب الله، وستكون له تداعيات خطيرة على قيادات دولة الاحتلال، والسلطة الوطنية الفلسطينية، واتفاقيات ” أوسلو “، ومكانة القضية الفلسطينية على الصعيد الدولي، وأنظمة التطبيع العربية، ومحادثات التطبيع الجارية مع السعودية.
فحكومة نتنياهو اليمينية المتطرفة التي تغولت في اعتداءاتها على الفلسطينيين، وفشلت فشلا ذريعا في مواجهة أبطال معركة ” طوفان الأقصى ” ستواجه أزمة سياسية قد تؤدي إلى تنحية أو استقالة العديد من أعضائها أو سقوطها، والجيش الإسرائيلي والمخابرات وأجهزة الأمنية التي فشلت في التنبؤ بما حدث والاستعداد له ستتعرض لهزة كبيرة، والمستوطنون الذين عاثوا في الأرض الفلسطينية إرهابا وبطشا سيشعرون بالذعر وسيواجهون المزيد من الهجمات الفلسطينية الموجعة.
أما على الصعيد الفلسطيني فإن النصر الذي حققته حماس وفصائل المقاومة الأخرى في معركة ” طوفان الأقصى ” سيضع السلطة الوطنية الفلسطينية في موقف صعب لا تحسد عليه لأنه أثبت ان إسرائيل لا تفهم إلا لغة القوة، وإن المقاومة قادرة على مهاجمتها في عقر” دارها “، أي في جميع المدن الفلسطينية المحتلة والمستوطنات، وإدمائها، وإرعابها، وتدمير اقتصادها؛ ولهذا فإنه من المتوقع ان يقود هذا النصر إلى تغييرات تطال القيادات العليا للسلطة، وتعزز دور حماس النضالي المقاوم في الضفة الغربية، ومشاركتها في صياغة وتمرير أو رفض القرارات السياسية المتعلقة بالحرب السلام.
وعلى الصعيد العربي فإن النصر وضع الحكام العرب الذين تجاهلوا إرادة شعوبهم وطبعوا مع دولة الاحتلال من أجل حمايتها لهم ولأنظمتهم في مأزق، وأثبت أن دولة الاحتلال هشة وعاجزة عن حماية نفسها، وإنها لن تحميهم من شعوبهم التي تتوق لليوم الذي تتخلص منهم فيه، وأن المقاومة الفلسطينية التي تدعهما شعوبهم ستفشل تطبيعهم واستسلامهم.
ومن إنجازات هذا النصر الهامة أنه سدد ضربة قوية لمحادثات التطبيع الجارية بين السعودية ودولة الاحتلال التي تطمح للتطبيع مع السعودية لابتزازها سياسيا وأمنيا واقتصاديا، واستغلال نفوذها لتصفية القضية الفلسطينية وفق شروطها ومواصفاتها والتغلغل في دول الخليج والدول العربية والإسلامية.
وأخيرا فإن هذا النصر أعاد القضية الفلسطينية إلى صدارة القضايا الدولية بعد أن تخلت الولايات المتحدة الأمريكية ودول الغرب المؤيدة لها، عن محاولاتها لإيجاد حل سلمي عادل يتماشى مع قرارات الشرعية الدولية المؤيدة لحق الشعب الفلسطيني بإقامة دولته المستقلة.
هذا النصر يثبت أن الشعب الفلسطيني العظيم لن يستسلم أبدا، وان المقاومة هي الحل والطريق الوحيد لدحر الاحتلال، ووقف تطبيع حكام الخيانة مع الصهاينة، وبزوغ فجر فلسطيني وعربي جديد!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى