أمريكا تقود عملية التطبيع الراهنة لشطب القرارات الدولية المتعلقة بقضيتنا الفلسطينية
بقلم: عبدالرحيم الريماوي/ رام الله

في حين تركز وسائل الاعلام الغربية والعربية على مشاريع التطبيع مع الاحتلال الاحلالي، ويطالب وزير الأمن القومي، إيتمار بن غفير بتغيير الوضع القائم في المسجد الأقصى والحرم القدسي الشريف، في ظل تكثيف اقتحامات المستوطنين المتطرفين لهما بادعاء حلول عيد العُرش اليهودي.. تطرق الصحفي والكاتب السعودي عبدالرحمن الراشد الى فشل اتفاق اوسلو البائس لعدم استكمال الوعود التي نص عليها ما توصل له الفلسطينيين وقادة الاحتلال في اوسلو، ثم قال ان السعودية تنشط سياسيا ودبلوماسيا على المستوى الدولي والاقليمي بخصوص عملية التطبيع مع الاحتلال، لخدمة مصالح السعودية في “التعاون الدفاعي للمحافظة على الامن، والتسليح وتجسيد المشروع النووي على ارض السعودية، وطالب السلطة الفلسطينية بالاستفادة من عملية التطبيع “الجارية “بين الاحتلال والسعودية”، لانقاذ الوضع المعيشي والمالي والاقتصادي الفلسطيني المتردي، ومن ثم تدفع باتجاه حل الدولتين.
نسال الراشد: لماذا تخلت السعودية عن مبادرة السلام العربية بين الفلسطينيين والاحتلال التي هدفت لاقامة دولة فلسطينية على حدود عام 1967، والانسحاب من الاراضي العربية المحتلة مقابل تطبيع العلاقات بين الدول العربية مع الاحتلال؟
السعودية تبذل الجهود السياسية والدبلوماسية دوليا واقليميا من اجل تشجيع اعادة احياء عملية السلام العربية، التي لم يتطرق لها محمد بن سليمان، في حواره مع “فوكس نيوز”، ولم يحمل الاحتلال مسؤولية افشال عملية السلام جراء “تكثيف الاستيطان في الضفة الغربية والقدس” وتحويلها الى كنتونات ومعازل بسبب تنصل الاحتلال الاعتراف بـ”حل اقامة الدولتين”، ولم يتطرق الى تصعيد الجيش الاحتلالي والمستوطنين الحرب ضد البشر والشجر والممتلكات ومصادرة الاراض لاحلال المستوطنين محل الفلسطينيين الاصليين في ارض فلسطين.. وعلى راي ستي” اللي بدوا النقا والزين “بيطلب تنفيذ وتطبيق قرارات الشرعية والقانون الدولي فيما يتعلق بالصراع العربي الفلسطيني الاحتلالي، والانسحاب من الاراضي العربية المحتلة وتطبيق قرار تم اتخاذه منذ خمسة سبعين عاما مضت هو “قرار 181” الذي اعطى العرب الفلسطينيين حق اقامة دولتهم المستقلة التي كانت تمثل بحدود 45% من ارض فلسطين التاريخية.. “اليوم يستكثرون على الفلسطينيين اقامة دولتهم على 22% من ارض فلسطين التاريخية!؟ يركزون الحديث عربيا ودوليا وافليميا على اعادة تنشيط عملية السلام التي داستها دبابات الاحتلال عام 2002، ورفض اعطاء الفلسطينيين حقوقهم المشروعة وحل الصراع العربي الفلسطيني الاحتلالي والانسحاب من الاراضي العربية المحتلة عام 1967.
ما هي الاليات العملية التي تتبناها السعودية لتحقيق السلام العادل والشامل للفلسطينيين والانسحاب من الاراضي العربية المحتلة عام 1967؟ لماذا لا تطالب السعودية من الولايات المتحدة الامريكية بلجم سياسة القتل بحق الفلسطينيين والتوسع الاستيطاني الذي يقوض حل “اقامة الدولتين”؟
“الموالاة والمعارضة الفلسطينية، مطالبة اليوم وليس غدا بانهاء الانقسام الاسود والصراع على “سلطة تحت الاحتلال” الذي يتحكم في كل مفاصلها الحياتية والمالية والاقتصادية والاجتماعية، فجسر الهوة يحتاج الى تبني استراتيجية واليات عمل تقوي “الوضع الفلسطيني الداخلي” واعتماد سياسية اجتماعية اقتصادية ومالية تستنهض القوة الكامنة في الشعب الفلسطيني لمواجهة المخاطر والتحديات الاحتلالية الرامية لشطب القضية الفلسطينية والحقوق الوطنية المشروعة المعترف بها فلسطينيا ودوليا واقليميا وعربيا واسلاميا، وهي “اقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس وحق تقرير المصير على حدود عام 1967، ومغادرة سياسة الحديث عن اعادة احياء عملية السلام المتوقفة حيث “عانى الشعب الفلسطيني خلالها ويلات الجرائم والقتل والاستيطان على يد الجيش الاحتلالي والمستوطنين الطامحين بالحلول مكان الفلسطينيين في اراضيهم”، كما رفض شعبنا الحل الاسرائيلي “السلام الاقتصادي” و”السلام مقابل السلام” لشطب الرواية والمشروع الوطني السياسي الفلسطيني وازالته من العقل العربي والاسلامي “لتحل محله الدولة التلمودية” من النيل الى الفرات” بعد تهويد الضفة الغربية والقدس المحتلة، برعاية الولايات المتحدة التي تقود التطبيع العربي الاحتلالي اليوم، في محاولة منها لتنحية قرارات المؤسسات والمجتمع الدولي ازاء انهاء الصراع العربي الفلسطيني الاحتلالي، وترفض ممارسة الضغط على الاحتلال لتقديم خطوات ايجابية تجاه الفلسطينيين، وتشيطن المكافحين والمناضلين والمقاومين الفلسطينيين المناهضين للاحتلال والاستيطان الاحلالي، وتوجيه الانقادات القاسية واللاذعة للقيادة الفلسطينية لعدم قدرتها على الحد من قدرة المقاومين المنتشرين في الضفة الغربية والقدس المحتلة.
3/10/2023