ابن سلمان..بوضوح: فليبلع البعض لسانه

بقلم: عادل سماره

يا للهول ما اسوأ المثقف والإعلامي الذي يرمي التراب في عيون الناس!
صحيح أن سيده اسوأ منه. لكن سيده يختفي خلفه وخلف سيده العربي سيد امريكي وصهيوني.
هذه مقابلة مترجمة مع بن سلمان في “فوكس نيوز” الأمريكية، لا نقول بأنها يمينبة، وصهيونية، فذلك تحصيل حاصل. ترجمها موقع يسمى “بالحدث”
بداية، لا شك بأن بن سلمان دفع مالاً لقاء المقابلة، فالأمريكي لا يفهم سوى لغة المال وبن سلمان يمارس هدر ثروة الشعب بلا حسبان.
ولا شك بأن المترجم قد امتلأ مالاً كذلك، وإلا : ما معنى أم يُبرز المترجم أن بن سلمان يعتبر فلسطين قضية هامة.
نحن إذن أمام بازار استغلال فظيع لقضية عادلة بالمطلق.
بن سلمان لم يتحدث عن حق العودة ولا عن أي فلسطين يقصد، فربما يراها في المسجد الأقصى فقط !! كما لم يتحدث حتى عن دولة فلسطينية حتى في شبر واحد !!، بل تحدث عن حياة أفضل للفلسطينيين ودور ناشط للكيان في المنطقة.
إذن الاهتمام بفلسطين ضمن الهدف الأوسع وهو تنفيذ التطبيع كمشروع وليس كديكور. وهذا ما كتبت عنه منذ ثلاثة عقود “إندماج الكيان في الوطن العربي إندماجا مهيماً”. أي فلسطين عربون بقاء السعودية في حضن أمريكا بتوقيع صهيوني.
لعل بن سلمان هنا قد أفحم المحللين والمثقفين الذين سحبوا أو مططوا علاقة السعودية مع الصين على أنها خروج من أو شبه خروج من تحت الفرج الأمريكي.
فما ذكره عن التسلُّح من امريكا يؤكد أن السعودية مقيمة هناك كما قال الشاعر:
“أجارتنا إن المزار قريبُ…وإني مقيمٌ ما اقام عسيبُ”.
بل لقد اضاف بن سلمان عاملين يؤكدان الارتباط بامريكا:
الأول: الممر الهندي الذي يتضمن بوضوح وجود الكيان فيه، بمعنى أنه إن لم يحصل التطبيع الدبلوماسي فالتطبيع كمشروع يفرض نفسه.
والثاني: حديث بن سلمان عن دور السعودية النفطي الذي من جرائمه إهلاك بلدان المحيط لتبقى فقيره. فبدل أن يؤكد دور السعودية منذ السبعينات في أنها “المُنتج المرجِّح” في سوق النفط، قال ذلك دون استخدام المصطلح نفسه بمعنى أن السعودية تدير سعر النفط كما ترى أمريكا خاصة.
كل هذا يفسر بأن السعودية لم تغادر ولا تنوي ولا يمكنها مغادرة دورها وارتباطها بالغرب، وبأن علاقتها بالصين أمر تجاري عادي لا يترتب عليه تغيير تبعيتها للغرب.. والمضحك حين يقول بن سلمان أن السعودية من حيث الإنتاج القومي الإجمالي هي من أوائل الدول. هذا صحيح من حيث السيولة المالية أي ريع النفط وليس من دور الإنتاج.
https://youtu.be/X2Qhianb0hA?si=OHVZxtQt2UDxQgI2
ملاحظة: فيما يخص رشوة الصحافيين الذين يقومون بمقابلة حاكم أو يزورون بلداً لتغطية “عيد استقلاله” ، يعود الصحفي بسيارة فارهة أو فيلا. هذا شاهدته في الثمانينات حيث كنت أجهز لنيل الدكتوراة واشتغل لتغطية نفقات ذلك في جريدة العرب في لندن لصالحبها المرحوم الحاج أحمد الصالحين الهوني. كان الصحفيون يذهبون إلى بلدان المشرق والمغرب. وحين جاء يوم استقلال اليمن الجنوبي، تحدثت مع الهوني لأذهب لتغطية ذلك اليوم.
قال لي: يا استاذ والله أنت غاوي فقر. وطبعاً لم أذهب لأن تغطية التذكرة لم تتوفر لدي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى