اوسلو و”الانقسام الاسود” جرا الويلات على القضية الفلسطينية

بقلم: عبدالرحيم الريماوي/ رام الله

اتفاق اوسلو دفع الاحتلال الاحلالي الى اشعال الجدل والخلافات السياسية والفكرية في الساحة الفلسطينية، فيما رقص الاحتلال وفرح كثيرا للآثار السلبية والمصائب الكارثية في الرؤى “ازاء القضية الفلسطينية” التي خلفها اتفاق اوسلو على كفاح ونضال ومقاومة فصائل العمل الوطني الفلسطيني، بعد ان اعترف الموقعون على اتفاق اوسلو “بحق اسرائيل في العيش في سلام وامن، ولم يحصل هؤلاء الموقعون على الاعتراف باقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس المحتلة، وفق الشرعية والقانون الدولي.. “اتفاق اوسلو لعب دورا كبيرا في تقسيم وحدة الشعب الفلسطيني، بينما واصل الاحتلال الاحلالي البناء في المستوطنات، وتنكر لتطبيق حق عودة اللاجئين “لب وجوهر الصراع العربي الفلسطيني الاحتلالي”.
رغم مرور ثلاثين عاما على توقيع اتفاق اوسلو “لم يفكر موقعو اتفاق اوسلو” في تقيم التجربه بعد ان قامت الدبابات الاحتلالية بالدوس على كل الاتفاقيات في عام 2002، والاستمرار بنهب الاراضي الفلسطينية لصالح تكثيف البناء الاستيطاني المتغول في الضفة الغربية والقدس المحتلتين، واليوم يستهدف الاحتلال المسجد الاقصى والكنائس تحت حماية الجيش والشرطة الاحتلالية، الموقعين على اتفاق اوسلو حصلوا على وعد بمواصلة المفاوضات “حول قضايا الوضع النهائي” في ظل غياب الدور الاقليمي والدولي الذي لعب دورا في القضاء على حل “اقامة الدولتين”، الادارة الامريكية بالتنسيق مع الاحتلال وبعض الدول الاقليمية تعمل بكل الطرق للانفتاح على مكونات الشعب الفلسطيني لاحياء بعض الامال “بتقديم رشوات مالية، تجسين الظروف المالية” بعد تخلي وابتعاد الانظمة العربية عن القضية الفلسطينية لاسباب تتعلق بوجود السلطة الفلسطينة، الادارة الامريكية تعمل ليل نهار على شطب المبادرة العربية، “كونها تشكل عائقا امام تقدم عملية التطبيع مع الانظمة العربية” ودفع السعودية الدخول في عملية وصفقة تطبيع مع الاحتلال الاحلالي.
الادارة الامريكية تحاول اليوم ان تنصب فخا اكبر من فخ اوسلو “لمساعدة الاحتلال الاحلالي” في محاولة لشطب حل “اقامة الدولتين وتهويد واسرلة القدس و 60% من الضفة الغربية” لتطريس وتابيد الاحتلال وتطبيق وتنفيذ سياسة الفصل العنصري لتصفية حقوق الشعب الفلسطيني ومنع تطبيق حق تقرير المصير، لاقامة الدولة التلمودية الكبرى من الفرات الى النيل وتغير الميزان الديمغرافي والجغرافي على ارض فلسطين لصالح المشروع الاستيطاني، بموافقة عربية واسلامية ودولية، لتعميق الخلافات السياسية والاجتماعية والاقتصادية والكفاحية والنضالية في الساحة الفلسطينية.
الادارة الامريكية والدول الغربية الاستعمارية تلعب دورا كبيرا في القضاء على مشروعية النضال والكفاح الفلسطيني، لشطب المشروع الوطني الفلسطيني، ووضع الفلسطينيين في غيتوهات ومعازل تعجها الحواجز المسكرية الاحتلالية وتكثيف البناء الاستيطاني واقامة الطرق والشوارع العنصرية الخاصة بالتلموديين، لصالح مشروع التطبيع العربي الاسلامي الاحتلالي، وخلق موازين قوى جديدة في المنطقة بقيادة الدولى الاحتلالية التلمودية الكبرى، وتحويل فلسطين التاريخية الى اراض يهودية خاصة بالتلموديين، بعد شطب حق عودة اللاجئين وتوطينهم “او تهجيرهم الى من مخيماتهم في الشتات” وتهجير من يرغب بالهجرة من الضفة الغربية وقطاع غزة، بحجة عدم وجود شريك فلسطيني يقبل بالمفاهيم التلمودية المتبناه من سموتريش وبن غفير، الذان يعملان على شطب قيادة منظمة التحرير التي وقعت على اتفاقات اوسلو، وشطب المفاوضات من القاموس السياسي التي اقرها اوسلو، الذي لعب دورا كبيرا في عملية التطبيع العربي الاحتلالي.
الادارة الامريكية المتحافة عضويا مع الاحتلال تتبنى مشروع القضاء على الكفاح والنضال والمقاومة الفلسطينية، لصالح فرض سلطة المستوطنين في الضفة الغربية والقدس، لذلك دخل المستوطنين بالتنسيق مع الجيش الاحتلالي الاحلالي مرحلة ممارسة الاعتداءات وارتكاب التدمير والحرق والاقتحامات للبلدات الرافضة للتوسع الاستيطاني في اراضيها ابرزها ما حصل في بلدة حوارة وترمسعيا وبرقة وبيتا، لخلق حالة الاحباط في صفوف الشعب الفلسطيني المنتفض ضد السياسات الاحتلالية المستوطنين في الضفة الغربية والقدس.
الكل الفلسطيني والعربي والاسلامي، يتساءل هل مرحلة التطبيع شقت طريقها في العالم العربي؟ هل تخلت الانظمة العربية الرسمية عن القضية الفلسطينية والاراضي العربية المحتلة عام 1967؟ علما ان السياسة الاحتلالية الاحلالية لا تحترم الامة العربية لدرجة انها تتنكر اليوم لموقعي اتفاق اوسلو وتتامر عليهم لاضعافهم واسقاط “السلطة الفلسطينية” في ظل ارتعاب الاحتلال الاحلالي من فتح جبهة الشمال مع المقاومة اللبنانية!؟
الشعب الفلسطيني بكل مكوناته السياسية والاجتماعية والاقتصادية والاكاديمية والثقافية مطالب اكثر من اي وقت مضى بتعزيز وحدته الداخلية والصمود والكفاح والنضال والمقاومة لتخدم الاهداف السياسية في تحقيق حق العودة والتحرر الوطني والخروج من مأساة الاحتلال الاحلالي الظالم ، سواء وافقت الموالاة والمعارضة او لم تتفقا على انهاء انقسامها الاسود” الذي جر المزيد من الويلات السياسية والديمغرافية على القضية الفلسطينية العادلة “المعترف بها دوليا واقليميا وعربيا واسلاميا”.

16/9/2023

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى