أعلن المغرب الحداد الوطني لثلاثة أيام بعد الزلزال المدمر الذي بلغت قوته 6.8 درجة وخلّف مئات القتلى.
وقال الديوان الملكي، في بيان صدر مساء اليوم السبت، بعد يوم من وقوع الزلزال، إنه سيتم تنكيس العلم الوطني في جميع أنحاء البلاد.
وأضاف أن القوات المسلحة ستنشر فرق إنقاذ لتزويد المناطق المتضررة بمياه الشرب النظيفة والإمدادات الغذائية والخيام والبطانيات.
وقد ارتفعت حصيلة الزلزال، مساء اليوم السبت، إلى 1037 قتيلا و1204 جريحا، من بينهم 721 في حالة حرجة، معظمهم في مناطق جبلية جنوبي مراكش، وفق آخر حصيلة رسمية أعلنتها وزارة الداخلية السبت.
وقالت الوزارة إن “عملية الإنقاذ متواصلة”، مشيرة إلى “تجنيد وحدات تدخل متخصصة مكونة من فرق البحث والإنقاذ”، فيما تشهد المرافق الصحية في مختلف المناطق المتضررة تعبئة شاملة لتقديم العلاجات اللازمة.
وقد نشرت القوات المسلحة الملكية المغربية، بشكل مستعجل، على أثر الزلزال الذي ضرب منطقة الحوز، وسائل بشرية ولوجستية مهمة، جوية وبرية، إضافة إلى وحدات تدخل متخصصة مكونة من فرق البحث والإنقاذ، ومستشفى طبي جراحي ميداني. وذلك بتعليمات من الملك محمد السادس، القائد الأعلى ورئيس أركان الحرب العامة للقوات المسلحة الملكية.
وذكر بيان للقيادة العليا للقوات المسلحة الملكية، أنه تم اتخاذ التدابير الضرورية على مستوى القيادة العليا للقوات المسلحة الملكية، والحاميات العسكرية للمملكة؛ للتواصل والتنسيق مع السلطات المحلية.
كما جرى نشر وحدات للتدخل، وطائرات، ومروحيات، وطائرات من دون طيار، ووسائل هندسية، ومراكز لوجيستية بالمكان عينه؛ بهدف تقديم الدعم الضروري لمختلف القطاعات المعنية والسكان المتضررين.
وكان التلفزيون الرسمي قد اعلن، نقلا عن وزارة الداخلية ظهر اليوم السبت، إن حصيلة قتلى الزلزال القوي الذي ضرب المغرب قد ارتفعت إلى 820 قتيلا.
وأضاف أن ما لا يقل عن 672 شخصا أصيبوا، منهم 205 في حالة خطيرة جراء الزلزال الذي بلغت شدته 7.2 درجة وضرب منطقة جبال الأطلس الكبير في وقت متأخر يوم الجمعة.
وقبلها كان التلفزيون الرسمي قد قال، نقلا عن وزارة الداخلية، إن ما لا يقل عن 632 شخصا لقوا حتفهم، وأصيب 329 في الزلزال الذي ضرب المغرب في وقت متأخر يوم امس الجمعة، ووصف بالأعنف منذ قرن.
وكانت الداخلية قد قالت في وقت سابق: “في حصيلة أولية أسفرت هذه الهزة عن وفاة 296 شخصا بأقاليم وعمالات الحوز ومراكش وورزازات وأزيلال وشيشاوة وتارودانت”. كما سجلت إصابة 153 شخصا تم نقلهم إلى المستشفيات.
وذكر المركز الوطني للبحث العلمي والتقني -ومقره الرباط- أن قوة الزلزال بلغت 7 درجات على مقياس ريختر.
ووصف رئيس قسم المعهد الوطني للجيوفيزياء المغربي هذا الزلزال -الذي ضرب جنوب غرب مراكش- بأنه الأعنف منذ قرن.
ومن جانب آخر، ذكرت وكالة الأنباء المغربية أن السلطات الصحية تناشد المواطنين التبرع بالدم لإنقاذ المصابين في الزلزال.
واضافت أن الزلزال وقع حوالي الساعة الـ 11 مساء الجمعة (الساعة الـ 22 بتوقيت غرينتش) وكان مركزه إقليم الحوز جنوب غرب مراكش، وعلى عمق 8 كيلومترات.
وقالت أن هذا الزلزال مختلف عن غيره، إذ إن الزلازل التي وقعت السنوات الماضية كانت لا تزيد قوتها على 3 أو 4 درجات، ويكون مركزها عادة في عمق البحر ولا يشعر بها سوى سكان المناطق الساحلية.
وقد أظهرت مقاطع مصورة بثت على منصة التواصل الاجتماعي “إكس” أشخاصا يهرولون في الشوارع، وأبنية تهتز.
انهيار أبنية
وفي مراكش أقرب المدن الكبرى لمركز الزلزال، انهارت بعض المنازل بالمدينة القديمة المزدحمة، ويعمل الناس جاهدين لرفع الأنقاض بينما ينتظرون وصول المعدات الثقيلة، حسبما ذكر أحد السكان.
وأظهرت لقطات لسور المدينة -الذي يعود تاريخه إلى العصور الوسطى- شقوقا كبيرة في أحد أقسامه، وسقوط أجزاء منه وتناثر الأنقاض في الشارع.
وقال سكان بمراكش إن بعض المباني انهارت في المدينة القديمة المدرجة على قائمة منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو) وعرض التلفزيون المحلي صورا لسقوط مئذنة مسجد وتناثر الأنقاض على سيارات مهشمة.
من جانبها، أفادت القناة الأولى المغربية (حكومية) بأن الزلزال خلّف خسائر مادية بعدد من مدن المملكة.
كما قال موقع “اليوم 24” (مستقل) إن الزلزال تسبب في انهيار أبنية سكنية في مدينة مراكش، بينها صومعة أحد مساجد المدينة.
ونشرت مواقع محلية عددا من المقاطع المصورة التي بثتها منصات التواصل، تظهر انهيار أبنية سكنية بسبب الزلزال.
وأضاف هيمي أن الخوف يسيطر على الكثير من الأشخاص الذين ظلوا في الخارج تحسبا لوقوع زلزال آخر.
وكانت وكالة الصحافة الفرنسية نقلت -عن أحد سكان الصويرة الواقعة على بعد 200 كيلومتر غرب مراكش- قوله عبر الهاتف “ليس هناك دمار كثير بل ذعر. سمعنا صرخات وقت الزلزال. الناس (الآن) في الساحات والمقاهي ويفضلون النوم خارجا. وثمة أجزاء سقطت من الواجهات”.
انقطاع الطريق إلى مركز الزلزال
تواجه السلطات المغربية، اليوم السبت، أزمة في ملاحقة تبعات الزلزال المدمر الذي أودى بحياة نحو 300 شخص، ووُصف بأنه “الأسوأ منذ قرن”، حيث تسببت الكميات الكبيرة من الحجارة المتراكمة، في إغلاق عدد من الطرق التي تقود إلى المناطق المتضررة، مما يعيق وصول سيارات الإسعاف والمساعدات.
ونقلت القناة المغربية الرسمية الثانية، أن “الطريق الجبلي الذي يوصل إلى منطقة إيغيل بإقليم الحوز، وهي مركز الزلزال، يشهد انهيارات صخرية كبيرة، حيث يقع في منطقة جبلية صعبة في سلسلة جبال الأطلس”.
وأصبح مواطنون وسيارات إسعاف وطواقم صحفية، “عالقين في هذا المحور الطرقي، في انتظار الوصول إلى مركز الزلزال”، في وقت تعمل فيه السلطات على إزاحة الصخور الكبيرة المتساقطة بواسطة جرافات.
ونقلت وكالة الأنباء المغربية الرسمية، السبت، عن المسؤول بالمعهد الوطني للجيوفيزياء، ناصر جابور، قوه إنها “المرة الأولى منذ قرن التي يسجل فيها المركز هزة أرضية عنيفة بهذا الشكل في المغرب”.
دعوات للتبرع بالدم
وإثر الهزة القوية، بدأت حملات رسمية تدعو للتبرع بالدم، حيث ناشد المركز الجهوي لتحاقن الدم بمراكش، “جميع المواطنين إلى التوجه إلى المستشفيات القريبة من أجل التبرع بالدم”، ابتداءً من صباح السبت.
فيما أعلن مهرجان تميتار للموسيقى في مدينة أكادير، إلغاء ما تبقى من فعالياته بعد الزلزال المدمر. وكان من المقرر أن يشهد اليوم فعالياته الختامية.
وأوقفت الفنانة نجوى كرم فقرتها الغنائية في المهرجان، مساء الجمعة، بعد شعور الحضور بالزلزال في أكادير.
وسجل المعهد الوطني للجيوفيزياء هزة أرضية بلغت قوتها 7 درجات على سلم ريختر، بإقليم الحوز، ووقعت الهزة حوالي الساعة الحادية عشرة و11 دقيقة (بالتوقيت المحلي) مساء الجمعة.
هروب إلى البحر
ونقل موقع “هسبريس” المحلي، أن عددا من المواطنين في الرباط، هربوا من منازلهم بعد الزلزال الذي شعروا به، تخوفًا من احتمال وقوع هزات جديدة بقوة أكبر.
ونقل الموقع عن أحد المواطنين قوله: “الأمر كان مدهشا للغاية وغير متوقع بالمرة، مما خلق حالة من الهلع”.
كما توجه كثيرون إلى البحر وافترشوا الرمال، وقالت امرأة غادرت منزلها رفقة بناتها الثلاث: “مع الهزة الأولى أحسست بخوف شديد، مما دفعني إلى حمل بناتي على الفور، والركض بشكل هستيري نحو البحر”.
وأضافت: “الخوف الذي انتابني كان جراء تذكري أحداث زلزال تركيا، التي لا تزال في مخيلتي، والتي ترسخت عبر الأخبار والفيديوهات التي كانت تتداول عبر مواقع التواصل الاجتماعي”.
لكن المسؤول بالمعهد الوطني المغربي للجيوفيزياء، ناصر جابور، حذر في تصريحات للتلفزيون الرسمي المغربي، من أن هذا “سلوك خاطئ”، مشددا على أنه “لا يجب التوجه إلى البحر مطلقًا، خوفًا من وجود موجات تسونامي مرافقة للزلزال”.
وقد: “انقطعت الكهرباء 10 دقائق، وكذلك شبكة (الهاتف) لكنها عادت. الجميع قرروا البقاء خارجا”.
وكان المغرب قد شهد في 24 فبراير 2004، زلزالا قويًا ضرب محافظة الحسيمة شمال شرقي الرباط، وتسبب في مقتل 628 شخصًا.
وكان الأقوى في فبراير من عام 1960، حين ضرب زلزال مدينة أكادير، وأسفر عن مقتل أكثر من 12 ألف شخص، وبحسب فرانس برس، كان هذا العدد يمثل نحو ثلث سكان المدينة آنذاك.
📸🌍 Cameras reveal the extent of the earthquake's damage in #Morocco. The aftermath is both astonishing and heart-wrenching. 💔 #EarthquakeDamage #MoroccoQuake #Earthquake #Seisme #زلزال_المغرب pic.twitter.com/tBh0i0QL9n
— DailyDose (@DDose27191) September 9, 2023
Horrible #earthquake hits Morocco 😱
Please Pray 🙏
7Mg crushed the city into ashes. 🙏🙏#هزة_أرضية #المغرب #زلزال_المغرب #مراكش #seisme #earthquakes #RishiSunak #G20India2023 #ChandrababuNaidu #BookMyShow #JawanBlockBuster pic.twitter.com/QdKI7dxMBl— I ain nobody (@5thSuspendedAcc) September 9, 2023