كمال الطويل يرغم عبد الوهاب على تلحين “انت عمري” لام كلثوم

من حكايا الزمن الفني الجميل، انه عندما انتهى محمد عبدالوهاب من تلحين أغنية “أنت عمري” لأم كلثوم، اجتمعا في بيتها وغنى لها الأغنية التي تتكون من ثلاثة أجزاء، فأعجبت بالجزئين الأول والثاني، ولكنها أبدت بعض الملاحظات على الجزء الثالث،
انتهى اللقاء وعاد عبد الوهاب الى منزله لتعديل تلحين الجزء الثالث.. انتظرت أم كلثوم لحن عبد الوهاب أسبوعا بعد أسبوع، وشهرا بعد شهر، ولكن عبد الوهاب التزم الصمت.
في هذه الأثناء استطاع الملحن الكبير كمال الطويل أن يحصل على كلمات الأغنية، وقام بتلحينها دون أن يحصل على إذن من أم كلثوم أو عبد الوهاب أو حتى المؤلف.
وفي أحد الأيام فوجئت أم كلثوم بكمال الطويل بطرق باب منزلها، وما كادت تسأل عن إنتاجه الجديد حتى اسمعها لحن “أنت عمري”. وقد ترامى إلى عبد الوهاب أن كمال الطويل قام بتلحين الأغنية، وأن أم كلثوم استمعت الى لحن الطويل وأبدت إعجابها به.
ما كاد عبد الوهاب يسمع هذا النبأ حتى جن جنونه، واتصل عبد الوهاب بالشاعر أحمد شفيق كامل، صاحب كلمات الاغنية، وسأله عن صحة هذا الخبر، فأجاب المؤلف بأن الخبر صحيح.
وسأله عبد الوهاب: وما العمل إذن؟؟ فقال أحمد شفيق كامل: أن صاحبة الحق الشرعي في هذه الأغنية هي السيدة أم كلثوم. فطلب إليه عبد الوهاب أن يكتب الجزء الثالث من الأغنية من جديد، وان يعرف كمال الطويل أن عبد الوهاب مصمم على تلحين أغنية “أنت عمري” لأم كلثوم.
وهنا قال كمال الطويل أنه على استعداد أن يتنازل عن لحنه لهذه الأغنية، إذا كان عبد الوهاب جادا وينوي حقيقة إعداد اللحن لأم كلثوم.
واضاف كمال الطويل أنه مستعد للتواري عن المسرح لحساب عبد الوهاب، بدافع من إعجابه بالعبقريتين الوهابية والكلثومية.
وقد بدأ عبد الوهاب فعلا في وضع اللمسات الأخيرة للحن “أنت عمري”، ولو لم يظهر كمال الطويل على المسرح في آخر دقيقة لما استيقظ عبد الوهاب من نومه، ولما دفعته الغيرة والحماسة إلى وضع موسيقى وأنغام أول أغنية لأم كلثوم