هل تفجر أمريكا الحرب في سوريا من جديد ؟
بقلم: توفيق المديني

يرى العديد من الخبراء في منطقة الشرق الأوسط أنَّ أجواء التوتر بين أمريكا وروسيا في شمال شرق سوريا، تزداد تفاقمًا، ويمكن أن تتحول إلى حرب مفتوحة، وهناك مؤشرات دالة على ذلك، ومنها:
أولاً: تأكيد لمسؤولين أمريكيين لصحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية ،أنَّ مؤشرات خطر المواجهة ارتفعت في ظل الهجمات الروسية المتكررة ضد طائرات مسيرة أمريكية فوق سوريا، بينما دعا البيت الأبيض، في نهاية شهر تموز/يوليو الماضي إلى وقف عملياتها “المتهورة والمهددة” في سوريا. فسلسلة حوادث الاصطدام المتكررة بين واشنطن وموسكو، تُعَدُّ مؤشرًا على التصعيد الأفقي للنزاع الممتد بينهما من أوكرانيا إلى سوريا.
وكانت القوات المركزية الأمريكية “سنتكوم” قد كشفت عن تعرض إحدى طائراتها المسيرة من طراز “MQ-9” إلى أضرار بعد أن ألقت مقاتلة روسية قنابل مضيئة فوق مسيَّرة أمريكية في أثناء مشاركتها في مهمة ضد تنظيم داعش في سوريا.وأشارت “سنتكوم” إلى أن الطائرة المسيرة لم تكن هي الوحيدة التي تعرضت للمضايقات من قبل الطيارين الروس في الأسابيع الأخيرة، فيما يعتقد المسؤولون الأمريكيون أنه جهد روسي منسق للضغط على الجيش الأمريكي للانسحاب من سوريا.
وذكّرت الصحيفة بأن وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو، كان قد أثنى على الطيارين الروس الذين تسببوا بإسقاط مسيرة أمريكية من “MQ-9” في مياه البحر الأسود، وذلك بعد إعلان وزارة الدفاع الأمريكية عن تعرض إحدى طائراتها لمضايقة طائرة روسية في آذار/ مارس الماضي.
وقال قائد القيادة المركزية الأمريكية السابق الجنرال المتقاعد فرانك ماكنزي، إنَّ استراتيجية موسكو تتمثل في محاولة إجبار القوات الأمريكية على التراجع في سوريا، بالتزامن مع تراجع وجودها العسكري في الشرق الأوسط بشكل عام.
وأضاف ماكنزي: الروس يريدون جعل عملية بقاء القوات الأمريكية في سوريا مكلفة جدًّا، بحيث لا يمكن للأمريكيين المضي قدما فيها، وبالتالي الخروج من المنطقة.ولفتت “وول ستريت جورنال” إلى أن تصرفات موسكو دفعت المسؤولين الأمريكيين إلى التفكير في كيفية الرد، بما في ذلك من خلال الوسائل غير العسكرية، في حال أقدم الروس على إسقاط طائرة مسيرة أمريكية.ونقلت عن مسؤول دفاعي أمريكي القول: “إنه بالتأكيد أمر نوليه المزيد من الاهتمام”.
ثانيًا: المعلومات التي تروجها الأطراف المعادية للدولة الوطنية السورية ، في منابرها الإعلامية من أنَّ الإدارة الأمريكية الحالية بقيادة الرئيس بايدن تريد إسقاط الدولة السورية، ليس من خلال الحرب الاقتصادية فقط، ولكنَّ بوساطة الحرب العسكرية أيضًا.ففي ظل الحرب العسكرية الروسية المشتعلة في أوكرانيا، يواجه فيها الجيش الروسي الجيش الأوكراني المدعوم من كل الدول الغربية ومن حلف الناتو، تريد أمريكا فتح الجبهة العسكرية في شرق سوريا لتشتيت قوات الجيش الروسي و تخفيف الضغط على القوات الأوكرانية.
المعلومات كثيرة وكلها تتقاطع حول تجمع ظروف إقليمية ودولية بدأت تعابيرها تمتد من أقاصي أوكرانيا مروراً بأ فريقيا والشرق الأوسط وصولاً إلى آسيا الوسطى فبحر الصين، هكذا تروج هذه الأوساط المعادية معلومات تفيد أنَّ حاملات الطائرات ومقاتلات أف 35 وأف25وأف22 وأف16، وصلت إلى البحر المتوسط باتجاه سوريا، ومعها ابراهام لينكولن وجورج واشنطن وفرقاطاتهم النووية والقوات الخاصة وقاذفات الصواريخ كلها تأتي هذه المرة لتنفذ المخطط الأمريكي ،لإسقاط الدولة ، وتقسيم سوريا إلى دويلات قائمة على أسس طائفية ومذهبية وعرقية.
ثالثًا: الديمقراطيون ومرشحهم في الانتخابات الرئاسية الرئيس الحالي جو بايدن، والذين يتحضرون لخوض لانتخابات رئاسية قد تطيح بهم، وتعيد الجمهوريين إلى البيت الابيض، يريدون استرجاع أوراق القوة في أيديهم في منطقة الشرق الأوسط، فمن وجهة نظرهم لا يجوز تسليم سوريا إلى روسيا ، ولذا فإنَّ الصراع الدولي الأمريكي-الروسي على النفوذ في سوريا ،سيزداد شراسة منعاً لأي نفوذ لروسيا.
ويرى المراقبون والخبراء أنَّ المرحلة القليلة المقبلة ستكون حافلة بالتطورات في سوريا بموازاة حراك اقليمي دولي تصادمي تستعر نيرانه في ظل الصراع الدولي الكبير الأمريكي-الروسي -الصيني على السيطرة على مناطق النفوذ ومنابع الطاقة والذهب والموارد الطبيعية الغنية في منطقة الشرق الأوسط،وأفريقيا ،والعالم.
رابعًا:الديمقراطيون الامريكيون الذين قطعوا مع الايرانيين بموضوع الملف النووي في سلطنة عمان وأحالوا روبيرت مالي للمساءلة القضائية الفدرالية وهو بالمناسبة متعاطف مع إيران منذ إدارة الرئيس السابق بيل كلينتون حين كان مستشارًا له ، واستخلصوا الدرس من تحالف ايران الواضح مع روسيا،لا يريدون التوصل إلى اتفاق نووي مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية، بل يريدون جرَّ إيران إلى المعركة المفتوحة في سوريا -امتدادًامن الشرق السوري إلى الجنوب السوري-وهذه المرَّة في مواجهة مفتوحة مع الامريكيين وحلفائهم في شمال شرق الفرات (ميليشيات “قسد” الكردية وبقايا قوات “داعش”) ، إضافة للكيان الصهيوني، في سبيل كسر التحالف الاستراتيجي بين سوريا و إيران،وهو ما يؤكد الرئيس بشار الأسد على التمسك به.
ويواصل الإيرانيون مضايقة السفن الأمريكية في الخليج، وقد هاجمت إيران أو احتجزت ناقلات النفط المرتبطة بالولايات المتحدة أو “إسرائيل” خمس مرات على الأقل في الأشهر الستة الماضية. وكثف الإيرانيون دعمهم لمختلف جماعات المقاومة الفلسطينية، كما كثف حلفاؤهم ووكلاؤهم في العراق من مضايقاتهم للقوات الأمريكية هناك. جنبا إلى جنب مع حلفائهم السوريين والروس، يفعل الإيرانيون الشيء نفسه في سوريا.
في ضوء هذه المعطيات و المعلومات التي تفيد أنَّ هناك استعدادتٍ حقيقيةٍ للحرب في شمال سوريا ، ربما قد تتطلب أشهر ، والتي ستتطلب أيضًا نقل قواعد عسكرية من دول الخليج باتجاه الاردن لتولي العمليات في مناطق التنف والعمق السوري مع انشاء مطارات ميدانية وإنزال مدرعات ثقيلة من دبابات ومدرعات وناقلات جند وهاوتزر وراجمات صاروخية مع استخدام ميليشيات “قسد”الكردية 540 الية عسكرية من الشمال الى مناطق دير الزور، فضلاً عن مناطيد المراقبة في الهواء والتي تراقب تفاصيل التحركات الميدانية،السؤال الذي يطرحه المحللون:
ماهي السيناريوهات المطروحة؟
السيناريو الأول:هو الكارثي أو بالأحرى الانتحاري ، أي إبقاء الأوضاع في الشمال السوري على ماهي عليه،حيث تسيطر القوات الأمريكية ومعها ميلشيات “قسد” الكردية على 25% من أراضي الجمهورية العربية السورية الغنية جدًّا بالنفط و الغاز، والقمح والقطن والفوسفاط، والماء، إذ تستخدم الامبريالية الأمريكية الحرب الاقتصادية و العقوبات من أجل تجويع الشعب السوري، وتدميره بالكامل،ظنًّا منها أنَّ الجوع سيولد انتفاضة ضد النظام .وفي الواقع أنَّ المتضرر الرئيس من الحرب الاقتصادية و العقوبات هو الشعب السوري بكل طبقاته وفئاته الاجتماعية.
ورغم أنَّ الرئيس بشار الأسد أصدر، ليلة الأربعاء الماضي ، مرسومًا تشريعيًا قضى بزيادة رواتب العاملين في مؤسسات الدولة بنسبة 100 بالمئة(راتب الموظف قبل الزيادة كان يساوي تقريبًا 10دولارات وفق أسعار الدولار الحالية). وجاء ذلك بعد قرار أصدرته “وزارة الداخلية وحماية المستهلك” في الحكومة السورية ، وقضى برفع أسعار البنزين والمازوت في البلاد، إلى مستويات غير مسبوقة.
وبموجب قرار الوزارة تم توحيد سعر بنزين أوكتان 90 المدعوم والحر ليبلغ 8 آلاف ليرة لليتر الواحد، في حين تم رفع سعر البنزين أوكتان 95 من 10 آلاف ليرة إلى 13500 ليرة.وشملت الزيادة رفع سعر المازوت المدعوم للمستهلك ليصبح 2000 ليرة للتر الواحد، وكذلك أصبح سعر مبيع مادة المازوت الصناعي المقدم لكل من “الزراعة خارج المخصصات المدعومة والصناعات الزراعية والمشافي الخاصة ومعامل الأدوية” 8000 ليرة سورية للتر الواحد.
ورغم كل ذلك، وصل سعر صرف الدولار أمام الليرة السورية 15 ألف ليرة، وتباعا سترتفع الأسعار في الأسواق،وستشهد سوريا موجتين شديدتين من التضخم، وستؤثران بعمق على الإنتاج والاستهلاك معًا في المرحلة القليلة القادمة.فراتب الموظف المتوسط الآن يساوي 20دولارًا أمريكيًا ، بينما كان راتبه قبل سنة 2011، يساوي 400 دولارًا أمريكيًا، وهو ما جعل القسم الكبير من السوريين يترحمون على تلك المرحلة .
ويتزايد التضخم في سوريا، من جراء أي زيادة أو رفع أسعار أو ضخ عملة ، لا سيما إذا لم تترافق مع إنتاج حقيقي واقتصاد يغطي هذا الرفع هي بمنزلة صناعة التضخم وزيادة نسبته، وهو ما يحصل في البلاد الآن.
ويعتقد خبراء الاقتصاد في سوريا أنَّ رفع الدعم عن العديد من المواد الأساسية سوف يوازيه توجه نحو الخصخصة للاقتصاد، التي لا يمكن فصلها عن الانهيار الحاصل ،ولكنَّ من هي الشركات التي سوف تتنطح لقيادة هذه الخصخصة في إطار العولمة الرأسمالية المتوحشة، وعجز الحكومات المتعاقبة عن حل معضلة الكهرباء في سوريا لإعادة بناء الاقتصاد المنتج، وتحقيق الإقلاع الاقتصادي.
حل معضلة الكهرباء يحتاج إلى استثمارات عربية أو سورية بقيمة 4 مليارات دولار بالحد الأدنى،من قبل شركات خاصة، قادرة على إيجاد بنية تحتية عصرية وحديثة لتوليد الكهرباء في البلاد،تحل محل البنى التحتية المتهالكة للكهرباء، والتي من غير المفيد تطبيق فيها سياسة الترقيع.
السيناريو الثاني:خوض الصراع التحرري الوطني الذي قد يؤدي إلى انسحاب القوات الأمريكية من سوريا،إنَّه خيار المقاومة الوطنية بقيادة الجيش العربي السوري وحلفائه لخوض معركة التحرر الوطني من أجل تحرير الشمال الشرقي من الاحتلال الأمريكي وووكلائه في المنطقة ميلشيات “قسد”،وتحقيق الدولة الوطنية السورية سيادتها الكاملة على الشرق السوري، الذي يزخربالثروات الباطنية لهدف توظيفها من أجل خروج سوريا من أزمتها الاقتصادية الخانقة، لا سيما في مجال الكهرباء والمشتقات النفطية (البنزين والمازوت) وكذلك الغاز، وتحقيق أمنها الغذائي. ففي مارس الماضي كان “برنامج الأغذية العالمي” قال إنَّ حوالي 12.1 مليون شخص في سوريا، أي أكثر من نصف عدد السكان، يعانون من انعدام الأمن الغذائي، مما يجعلها من بين البلدان الستة التي تعاني من أعلى معدلات انعدام الأمن الغذائي في العالم.ويعزى هذا التدهور في الأمن الغذائي إلى أسباب عدة، بينها اعتماد البلاد الشديد على الواردات الغذائية، بعدما كانت تتمتع باكتفاء ذاتي في إنتاج الغذاء في الحقبة الماضية.
في هذا السياق اعترف الرئيس بشار الأسد في المقابلة التي أجرتها معه قناة “سكاي نيوز عربية” في العاصمة السورية دمشق، وبُثت أول الأسبوع الماضي، بأنَّ علاقته مع الدول العربية لم تشهد تغيراً عقب عودة سوريا إلى جامعة الدول العربية في مايو/أيار الماضي في القمة التي استضافتها مدينة جدة السعودية، بناء على مبادرة طرحتها عدة دول عربية تقوم على منهجية “الخطوة مقابل خطوة”.
وردًّاعلى سؤال عما كان يتوقعه من العالم العربي، قال الأسد: “لا أستطيع أن أتوقع، أستطيع أن آمل”، مضيفاً: “من غير المنطقي والواقعي أن نتوقع أن هذه العودة، وهذه العلاقات التي بدأت تظهر بشكل أقرب إلى الطبيعي ستؤدي إلى نتائج اقتصادية خلال أشهر، هذا كلام غير منطقي”.
وفي مجال الاحتلال التركي للشمال الغربي السوري، كان الرئيس السوري “أوضح للجميع ما يعرفه الجميع”، في إشارة إلى شرط انسحاب القوات التركية من الأراضي السورية، قبل بدء أي حوار جدي مع تركيا.كما تمسك الرئيس الأسد خلال مقابلة عبر “سكاي نيوز”، باتهام تركيا بصناعة “الإرهاب” في سوريا،معتبرًا أنَّ أردوغان يسعى للقائه بهدف شرعنة “الاحتلال” للشمال السوري.
أما وزير الخارجية السورية الدكتور فيصل المقداد، فقد صَعَّدَ ضد الولايات المتحدة الأمريكية، وطالبها من العاصمة الإيرانية طهران بالانسحاب من الأراضي السورية. وقال المقداد خلال مؤتمر صحفي له مع نظيره الإيراني حسين أمير عبد اللهيان 2/8/2023 “من الأفضل للجيش الأمريكي الانسحاب من سوريا، قبل أن يُجبر على ذلك”، وأضاف: “هناك مئات الطرق التي تعلمها السوريون منذ بداية تاريخ الأمة لقهر المعتدي”.
تصريحات المقداد أتتْ بعد يوم واحد عن إبداء الرئيس الروسي بوتين استعداد بلاده لأي سيناريو في سوريا، رغم عدم رغبتها بالصدام العسكري مع الولايات المتحدة، وذلك في معرضه رده على أسئلة صحفية حول “الاستفزازات الأميركية” في سوريا. تصعيد ميداني شهد شهر تموز/ يوليو المنصرم تصعيداً ميدانياً روسياً ضد الطائرات الأميركية في سوريا، إذ قامت طائرات حربية روسية باعتراض طائرات استطلاع أميركية فوق الأجواء السورية أربع مرات، وفي إحداها قامت الطائرة الروسية بإلقاء قنبلة ضوئية على مسيرة أميركية من طراز “ريبر – إم كيو 9” في 23 من تموز/ يوليو2023.
خاتمة: وكلاء أمريكا يخوضون الحرب ضد سوريا
الولايات المتحدة لا تزال تخوض الحرب ضد سوريا،من خلال استخدام تنظيم “داعش” الإرهابي ، الذي تبنى الهجوم الذي استهدف الخميس الماضي قوات الجيش السوري بريف دير الزور الشرقي، وخلّف حوالي 30 قتيلاً.
واتهمت وزارة الخارجية السورية في بيان صدر عنها، مساء السبت الماضي ، الولايات المتحدة الأميركية بالوقوف خلف هذا الهجوم ،وجاء في البيان: “تؤكد “الجمهورية العربية السورية أن هذا العدوان الإجرامي والإرهابي يأتي في إطار التصعيد الأميركي ضد سيادة سورية واستقلالها ووحدة أراضيها، وفي سياق دعم ورعاية الولايات المتحدة الأميركية للتنظيمات الإرهابية وفي مقدمتها تنظيم داعش الإرهابي، وتوظيفها له والمليشيات الانفصالية العميلة لها كأداة لتنفيذ مخططاتها تجاه سورية والمنطقة، ولاسيما أن هذا العمل الإجرامي يتزامن مع النهب الأميريكي المستمر لثروات سورية النفطية والزراعية وزيادة الضغوط الاقتصادية على الشعب السوري، بهدف إطالة أمد احتلالها ومواصلة زعزعة أمن واستقرار المنطقة بأسرها” .
كما تعتمد الولايات المتحدة في حربها ضد سوريا على الاعتداءات الصهيونية المتكررة ، والتي استهدفت خلال شهر آب/أغسطس الحالي ريف دمشق الغربي و الجنوبي، إذ يعود العدوان على محيط دمشق لأسباب عديدة ، منها :تمركز الوحدات العسكرية بشكل كثيف في محيط دمشق ومعظمها يعود للفرقة الرابعة، سواء معسكرات تدريب أو مخازن أسلحة، وثانيها العلاقة القوية بين الفرقة الرابعة والقوات الإيرانية .ويستهدف العدوان الصهيوني ريف دمشق، خصوصاً المنطقة الغربية منه، لأنه تتم فيه الأمور اللوجستية التي تتعلق بالتنسيق والعمل والدعم مع حزب الله في لبنان، وبالتالي تقوم “إسرائيل” بضرب تلك التجهيزات لأن إعادة إصلاحها تستغرق وقتاً وجهداً وأموالاً”. فاستراتيجية “إسرائيل” العسكرية في سوريا تقوم على التعطيل وليس التدمير الكامل للمواقع التي تستهدفها، لأن التعطيل يكلف مادياً أكثر من الإنشاء الجديد.
في غضون ذلك، يبدو أنَّ عِدَاءَ إيران مُسْتَمِرٌ تجاه الولايات المتحدة و”إسرائيل”، ومن المحتمل أن تعتقد إيران أنَّ استمرار الهجمات على أفراد ومصالح واشنطن في المنطقة سيساعد في تسريع رحيل الولايات المتحدة من المنطقة.