أثارت تصريحات الأكاديمي والمحلل السعودي والعضو السابق بمجلس الشورى محمد آل زلفة، والتي هاجم فيها الإمارات ودورها الإقليمي والخليجي، جدلا واسعا بين الناشطين.
وقال آل زلفة، إن الإمارات ركزت على قضايا تخص انفصال جنوب اليمن عن شماله، قبل أن تنسحب عسكريا “بطريقة غير محسوبة”، وتترك السعودية تقاتل الحوثي وحدها.
وحول طموح الإمارات بانفصال جنوب اليمن، وبسط نفوذها على جزر يمنية، قال آل زلفة: “يبدو أن الإمارات ذهبت بعيدا في مشاريعها أكثر من قدراتها، وأكثر من إمكانياتها”.
وجاءت تصريحات آل زلفة على قناة قضائية يمنية، خلال برنامج حواري عن واقع الحرب في اليمن، رافضا الاتهامات الملقاة على حكومة بلده بأنها أخطأت في الدخول بالحرب.
وأضاف: “لا نستطيع أن نقارن بين السعودية والإمارات، لا سيما أنها كانت تريد منافسة قطر في التدخل بقضايا دولية وإقليمية، وللأسف هذه الدول أقحمت نفسها بقضايا أكبر من حجمها مع احترامي وتقديري لحجم أي دولة بصرف النظر عن عدد سكانها”.
تصريحات آل زلفة الاستفزازية دفعت أنور قرقاش، المستشار الدبلوماسي لرئيس الإمارات، للرد بالقول إن مواقف أبوظبي “اتسمت دائما بالشجاعة والأصالة والتقييم الاستراتيجي الذي يرى أن أمن واستقرار وازدهار المنطقة كل لا يتجزأ”.
وأضاف في تغريدة: “تبقى هذه رؤيتنا حتى وإن تغيرت الظروف والأدوات، وتبقى مواقفنا مع الأشقاء والأصدقاء راسخة و مستمرة”، مختتما بالقول “الإمارات لا تتغير و تسمو فوق منطق القيل والقال”.
ولاحقا، رد الأكاديمي الإماراتي عبدالخالق عبدالله بالقول: “محمد آل زلفة كان يمدح الإمارات وأشاد بنجاحها في تحرير عدن سابقا، فما الذي يجعله ينقلب على مواقفه ويقلب المديح إلى انتقادات مجانية؟”.
وأضاف: “تناقض يؤكد أن موقف آل زلفة يعكس وجهة نظر آخرين، وليس وجهة نظر شخصية”.
وقد واصل عبدالله دفاعه عن الإمارات بالقول: “شيطنة الإمارات تجارة بائرة لأولئك الذين اشتروا الضلالة بالهدى، فما ربحت تجارتهم وما كانوا مهتدين”.
من جانبها، رأت صحيفة “العرب” اللندنية المقربة من الإمارات، أنه لا يمكن التهوين من هذه الانتقادات والرسائل التي تحملها تصريحات آل زلفة، خاصة أنها تأتي هذه المرة على لسان شخصية وهو على معرفة دقيقة بالتزامات السعودية وأهمية تحالفها مع الإمارات في اليمن.
وقالت “العرب” لقد أثارت تصريحات مستفزة أطلقها عضو مجلس الشورى السعودي السابق محمد آل زلفة بشأن الإمارات ودورها في اليمن غضبا كبيرا بين الإماراتيين، خاصة أن الرجل شخصية حاضرة باستمرار في الإعلام السعودي، ما يوحي بأنه يتحرك ضمن مناخ عام بدأ يتشكل منذ أشهر في المملكة ويفتح الباب أمام إطلاق مثل هذه التصريحات.
واضافت الصحيفة: وقال متابعون للشأن الخليجي إن آل زلفة ومن يسيرون على خطاه في توجيه انتقاداتهم للإمارات، إما بشكل مبطن أو علني، يحسون بأجواء يعكسونها، ربما بشكل مبالغ فيه، ويريدون الاستثمار فيها من خلال الظهور الإعلامي المتعدد، لاستهداف دور الإمارات خاصة في اليمن.
وقالت “الغرب” ايضا: ويشير المتابعون إلى أن الذين يستهدفون الإمارات بالانتقاد والاستفزاز على مواقع سعودية مختلفة أخذوا يتوسعون في الإساءة، خاصة أنهم لم يجدوا أي جهة على صلة بالإعلام السعودي توقفهم أو تضع أمامهم خطوطا حمراء وتلزمهم باحترام الضوابط والقواعد التي يفترض أن يلتزموا بها في الحديث عن دولة جارة وحليف إستراتيجي في ملفات مختلفة ليس اليمن سوى واحد منها.
ولا يمكن التهوين من هذه الانتقادات والرسائل التي تحملها، خاصة أنها تأتي هذه المرة على لسان شخصية معروفة مثل آل زلفة، وهو على معرفة دقيقة بالتزامات السعودية وأهمية تحالفها مع الإمارات في اليمن.
وتابعت بالقول: لقد سبق لآل زلفة نفسه أن مدح في سنوات ماضية دور الإمارات وقواتها في اليمن وأشاد بنجاحها في تحرير عدن من قبضة الحوثيين، فما الذي يجعله ينقلب على مواقفه كليا ويقلب المديح إلى انتقادات مجانية.
واستغربت الصحيفة “صمت الجهات الرسمية في السعودية على تصريحات آل زلفة التي تعمّد فيها بأسلوب مستفز السعي للاستنقاص من دور الإمارات وقواتها وشهدائها وجرحاها في تحقيق الاستقرار باليمن، وتحرير عدن من الحوثيين”.
وتساءلت الصحيفة: “ماذا ستفعل السلطات السعودية لضبط هذا الانفلات، وجعْل العلاقة مع الإمارات خطا أحمر على الجميع الالتزام بعدم تخطيه؟، لأن ترك الحبل على الغارب يعني استنتاجا آخر، وهو أن الأمر مقصود”.
شاهد:
عضو مجلس الشورى السعودي السابق د. محمد ال زلفه يشن هجوماً عنيفاً على سلطات أبوظبي ويتهمها بمحاولة لعب دور أكبر من حجمها وأكبر من دورها. pic.twitter.com/nZZU70j9fA— د. حسين اليافعي (@hussain2015y) August 16, 2023