الإعلان عن صفقة لتبادل الأسرى بين الولايات المتحدة وإيران.. ولكن إسرائيل تعتبرها جزءاً من “تفاهمات أوسع”

أعلن التلفزيون الإيراني الرسمي عن بدء تنفيذ اتفاق مع واشنطن بشأن تبادل الأسرى، والذي سيتمّ استكماله بعد إيداع الأموال الإيرانية المجمدة في كوريا الجنوبية، بقيمة 6 مليارات دولار، في حساب بنكي.
وبالتوازي، أكدت بعثة إيران في الأمم المتحدة، إطلاق سراح خمسة أميركيين من سجن «إوين» في طهران، بحسب ما أفادت وسائل إعلام رسمية، بعد أن تواترت الأنباء حول إفراج إيراني عن أربعة أميركيين من السجن ووضعهم في الإقامة الجبرية، وفق ما أفادت عائلة أحد السجناء.
ونقلت وكالة «إرنا» الإيرانية الرسمية أن «بعثة الجمهورية الإسلامية الإيرانية في الأمم المتحدة أكدت نبأ الافراج عن سجناء مزدوجي الجنسية من سجن إوين بطهران». وأضافت أن الافراج عنهم تم بموجب اتفاق بوساطة «طرف ثالث» وينص على أن «يمنح كل جانب عفواً ويطلق سراح خمسة سجناء».
“نيويورك تايمز”: صفقة الأسرى جزءٌ من “تفاهمات أوسع”
وقد رأت صحيفة “نيويورك تايمز”، أنّ الإعلان عن صفقة تبادل الأسرى بين الولايات المتحدة وإيران قد يزيد من التعاون الدبلوماسي، بما في ذلك التوصل إلى اتفاق نووي بين الطرفين.
وذكرت أنهّ على الرغم من وجود نقاط اشتعال متعددة وعداوات عميقة الجذور بين واشنطن وطهران، إلا أنّ نجاح اتفاق الأسرى الذي تم التفاوض عليه “بشق الأنفس” يزيل مشكلة حادة من علاقة “ليست بعيدة أبداً عن المواجهة العسكرية”.
وبموجب الاتفاق الذي أعلن يوم أمس الخميس، ستطلق إيران سراح خمسة أميركيين، مقابل إطلاق سراح خمسة إيرانيين مسجونين في الولايات المتحدة، إلى جانب رفع التجميد عن نحو 6 مليارات دولار من الأصول الإيرانية.
ونقلت الصحيفة عن هنري روما، وهو محلل بارز في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، قوله إنّ “صفقة السجناء هي خطوة رئيسية إلى الأمام، لجهود واشنطن وطهران، لخفض التوترات في الوقت الذي يتطلعون فيه إلى العودة إلى المفاوضات النووية الرسمية في وقت لاحق من هذا العام”.
وفي هذا الشأن، ذكر موقع “يديعوت أحرونوت”، أنّ مسؤولين إسرائيليين رفيعي المستوى في المؤسسة الأمنية والعسكرية الإسرائيلية قالوا إنّ “الصفقة هي جزء من التفاهمات الأوسع بين البلدين”.
وقال اثنان من كبار المسؤولين الإسرائيليين ومسؤولون أمنيون في التقرير، إن “الصفقة جزء من تفاهمات واسعة تم التوصل إليها في عمان وسيتم تنفيذها بالفعل على أرض الواقع”.
ونفى مسؤولون في الإدارة الأمريكية اقتراب الولايات المتحدة وإيران من التوصل إلى اتفاق، لكن الآن يقول مسؤولون من عدة دول أن إيران قد استوفت الشروط المحددة لها في تلك المناقشات.
وبحسب المصادر ذاتها، فإن الدول لديها “اتفاقية غير رسمية” أوقفت فيها إيران تخصيب اليورانيوم إلى مستوى 60٪ ، ولا تسمح بشن هجوم على جنود أمريكيين من قبل الميليشيات التي تدعمها في سوريا والعراق.
وأفاد مسؤلون أمريكيون، امس الخميس، بأن طهران نقلت خمسة أمريكيين من السجن إلى الإقامة الجبرية، في خطوة أولى من اتفاق ينص على مبادلة مواطنين إيرانيين محتجزين في الولايات المتحدة بخمسة أمريكيين محتجزين في إيران، والإفراج عن مليارات الدولارات من الأموال الإيرانية المجمدة.
وقالت مصادر مطلعة على المفاوضات إن الخطوة التالية ستكون تحويل 6 مليارات دولار من الأموال الإيرانية المجمدة في كوريا الجنوبية إلى حساب خاص في قطر يمكن لطهران استخدامه لشراء سلع إنسانية مثل الغذاء والدواء.
يُذكر أنّ المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض، أدريان واتسون، كانت قد وصفت نقل إيران 5 أميركيين محتجزين من السجن إلى وضعهم رهن الإقامة الجبرية بـ”الخطوة المشجعة”.
ولكنوزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن صرح، اليوم الجمعة، بأنّ الولايات المتحدة لن تخفف العقوبات على إيران، بموجب اتفاق متبادل لإطلاق سراح سجناء.