جنين – صفا
حملت عائلات مخيم جنين شمالي الضفة الغربية المحتلة، المحافظ أكرم الرجوب وقادة الأجهزة الأمنية مسؤولية الأحداث الأخيرة التي شهدها المخيم، داعية إياهم للتوقف عن اقتحامه وملاحقة المقاومين والمواطنين.
وقالت العائلات، في بيان صادر عنها: “في الوقت الذي لا زلنا نلملم جراحنا، بعد اجتياح مخيم جنين، وعدوان الاحتلال، تفاجأنا الليلة الماضية (الثلاثاء – الأربعاء) بشن الأجهزة الأمنية الفلسطينية حملة اعتقالات ضد عدد من الشبان من المخيم ومدينة جنين”.
وأكد البيان أن “غالبية من تم اعتقالهم شارك في الدفاع عن المخيم، والتصدي لعدوان الاحتلال قبل أيام، وساهموا في تسهيل زيارة الرئيس محمود عباس للمخيم والمدينة”.
وأضاف: “لقد بذل وجهاء العائلات جهودًا كبيرة، عبر التواصل مع قادة الأجهزة الأمنية، لمنع حملة الاعتقالات، وحاول بعضهم التعاون، لكن أصر معظم قادة الأجهزة على تنفيذ قرار اللجنة الأمنية المشتركة بتنفيذ حملة الاعتقالات، وهو ما دفع بوقوع الاشتباكات المسلحة”.
وتابع البيان “ضغطنا على الشبان بشكل كبير بمنع الاشتباك مع الأجهزة الأمنية، لكن إصرار الأجهزة الأمنية على الاقتحام، بدعوى وجود قرار من أعلى مستوى بتنفيذ الحملة، هو ما فاقم من الوضع الأمني الذي لا زال متوترا، وقابلا للانفجار، خاصة بعد تهديدات وصلت للشبان عبر الأجهزة الأمنية بأنهم ماضون في حملة الاعتقال، حتى لو وقع ضحايا لذلك”.
وطالبت العائلات بوقف فوري لحملة الاعتقالات في مدينة جنين، وإطلاق سراح الشبان الذين تم اعتقالهم، وعدم اقتحام المخيم من قبل الأجهزة الأمنية، وتجنيبه نتائج ذلك.
وشددت على أن شباب المدينة يدافعون عن المدينة في وجه الاحتلال، وأن سلاحهم سيوجه للاحتلال فقط، داعية إلى وقف التعرض لمواكب إطلاق الأسرى من سجون الاحتلال، والسماح للعائلات لاستقبال أبنائهم بما يليق بهم و بنضالهم.
وفي الآونة الأخيرة كثفت الأجهزة الأمنية بالضفة من اعتقال المقاومين والناشطين السياسيين في ظل تصاعد المقاومة ضد الاحتلال.
واندلعت اشتباكات مسلحة عنيفة، فجر امس الأربعاء، بين مقاومي مخيم جنين وبين الأجهزة الأمنية، عقب تصدي الأخيرة لمسيرة خرجت في المخيم للمطالبة بالإفراج عن المقاومين وذويهم.
عباس طلب منع تحوّل مخيم بلاطة إلى “جنين جديدة”
وعلى صعيد متصل، نقلت صحيفة عبرية، اليوم الخميس، عن مسؤول في السلطة الفلسطينية قوله إن الرئيس محمود عباس طلب من قادة الأمن العمل على منع تحوّل مخيم بلاطة شرقي نابلس شمالي الضفة الغربية المحتلة إلى “جنين جديدة”.
وقال المسؤول لصحيفة “يسرائيل هيوم” العبرية: “إن عباس طلب من رجاله العمل على زيادة السيطرة على مخيم بلاطة ومنع تحوله إلى جنين”.
وذكر أن “اعتقال مقاتلي حركة الجهاد الإسلامي في شمال الضفة الغربية يجب أن يزداد”.
وأشارت الصحيفة إلى أن أجهزة الأمن الفلسطينية أزالت الليلة الماضية الحواجز الحديدية والحجرية التي وضعها مقاومون على مدخل المخيم، وهو ما أدى لاندلاع اشتباكات مسلحة.
وأضافت: “هذه العوائق وضعها المسلحون في المخيم لتجعل من الصعب على قوات الجيش دخول المنطقة وتنفيذ أنشطة أمنية، كما فعلوا في مخيمي جنين ونور شمس بطولكرم”.
وذكرت أن “التوترات تصاعدت بين السلطة الفلسطينية والمسلحين في شمال الضفة خلال الأسابيع الأخيرة بعد اعتقال الأمن عددًا من المسلحين، ولاسيما في جنين ومحيطها”.
وأشارت الصحيفة إلى الاشتباكات العنيفة التي اندلعت ليل الثلاثاء – الأربعاء الماضي بين الأمن والمقاومين في جنين على خلفية استمرار اعتقال عدد منهم لدى السلطة بعد العدوان الإسرائيلي على المخيم الشهر الماضي.
وأوضحت أن المقاومين وأهالي المخيم نزلوا إلى الشوارع مطالبين بالإفراج الفوري عن خالد عرعراوي، عم الشهيد مجدي ووالد الجريح كمال.
ولفتت إلى أن الأمن الفلسطيني أطلق الرصاص والغاز المسيل للدموع باتجاه المتظاهرين، وهو ما أدى لإصابات، وعلى أثر ذلك أطلق مقاومون النار باتجاه مقر المقاطعة التابع للسلطة في المدينة.