تلافياً لتقويض الاتفاق التاريخي بينها وبين السعودية.. وزير خارجية إيران يلتقي نظيره الكويتي لحل الخلاف حول حقل نفطي

أكدت الكويت وإيران، اليوم الخميس، ضرورة استمرار الحوار بين البلدين ودعم كافة الجهود لتعزيز الأمن والاستقرار الإقليمي.
وقالت وزارة الخارجية الكويتية، في بيان لها، إن “الوزير الشيخ سالم عبد الله الجابر الصباح، التقى مساء أمس الأربعاء، بنظيره الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، على هامش الاجتماع الوزاري لحركة عدم الانحياز المنعقد في باكو”.
وأضافت أن “اللقاء تمحور حول استكمال المحادثات التي تمت في الكويت، خلال زيارة الوزير الإيراني الأخيرة للبلاد، الشهر الماضي”، مشيرة إلى أن الوزيرين أكدا أهمية تعزيز التعاون المشترك لحفظ أمن وسلامة المنطقة واستقرارها، وضرورة استمرار الحوار ودعم كافة الجهود التي من شأنها أن تعزز الأمن والاستقرار الإقليمي والدولي.

وكان مصدر مسؤول في وزارة الخارجية الكويتية قد أكد الاثنين الماضي، أن للكويت والمملكة العربية السعودية وحدهما الحق في ثروات حقل “الدّرة”.
وأكد أن “المنطقة البحرية الواقع فيها حقل الدرة تقع في المناطق البحرية لدولة الكويت، وأن الثروات الطبيعية فيها مشتركة بين الكويت والمملكة العربية السعودية، اللتين لهما وحدهما حقوق خالصة في الثروة الطبيعية في حقل الدرة”، وفقا لصحيفة “الراي” الكويتية.
وأضاف المصدر المسؤول أن “الكويت تجدد دعوتها إلى الجانب الإيراني للبدء في مفاوضات ترسيم الحدود البحرية بين الجانبين الكويتي والسعودي، كطرف تفاوضي واحد مقابل الجانب الإيراني”.
من جهتها، وجّهت المملكة العربية السعودية رسالة إلى إيران بشأن المنطقة البحرية التي يقع فيها حقل “الدّرة” للغاز، وجددت دعواتها السابقة للجانب الإيراني للبدء في مفاوضات لحل الخلافات المتعلقة بالحقل.
وذكرت وكالة الأنباء السعودية، نقلًا عن مصدر في وزارة الخارجية، يوم الثلاثاء الماضي، تأكيده أن ملكية الثروات الطبيعية في المنطقة المغمورة المقسومة بما فيها حقل الدّرة بكامله هي “ملكية مشتركة بين المملكة ودولة الكويت فقط”.
وأضاف المصدر أن “السعودية والكويت لهما وحدهما كامل الحقوق السيادية لاستغلال الثروات في تلك المنطقة”.
وكانت السعودية والكويت قد اتفقتا في وقت سابق على الإسراع في تطوير واستغلال حقل غاز “الدّرة” الذي تؤكد إيران أنها مشتركة معهما فيه، مجددتان الدعوة لإيران لترسيم الحدود البحرية في المنطقة التي يقع بها الحقل.
وترغب السعودية والكويت في العمل معا كفريق في أي مفاوضات لأن لهما مصلحة مشتركة في هذه الموارد.

لكن ثمّة ملاحظات يمكن إيرادها في هذا السياق، وعلى رأسها أن الكويت، وانطلاقاً من الحاجة إلى العيش مع الجيران بسلام، كان يجدر بها أن لا تسعى إلى تحويل مشكلة ثنائية، إلى مشكلة متعدّدة الأطراف، وتحديداً أن لا تحاول الزجّ بالسعودية في خلاف جديد مع إيران في الوقت الذي يراهن فيه كثيرون على الاتفاق السعودي – الإيراني، لإراحة المنطقة كلّها من الكثير من المشكلات، علماً أن الكويت من بين أكثر المستفيدين من هذا التقارب، لأنه يوفّر عليها عناء التوتر مع إيران الذي لم يكن يوماً في مصلحتها، وإنّما وجدت نفسها أكثر من مرة مجبرة على الانحياز فيه ضدّ طهران، مسايرة لدول أخرى، وعلى رأسها السعودية في أغلب الأوقات.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى