الصهاينة يحرقون القرآن ويقتلون الفلسطينيين، وأنظمة التطبيع ” تندّد وتحمي حدودهم”

بقلم: د. كاظم ناصر

تصاعدت اعتداءات دولة الاحتلال على شعبنا الفلسطيني منذ تولي حكومة نتنياهو السلطة في يناير/ كانون الثاني من هذا العام، وازداد بطشها وقتلها ونهبها للأراضي الفلسطينية في الضفة الغربية؛ فقد هاجم الجيش مدن جنين ونابلس وأريحا وغيرها من المدن والبلدات والقرى عدة مرات، ووافقت حكومة نتنياهو على بناء 5700 وحدة استيطانية جديدة في عمق الضفة الغربية يوم الإثنين 26/ 6/ 2023، وأعلن نتنياهو بكل وقاحة ووضوح رفضه لإقامة دولة فلسطينية مستقلة وتصميمه على اجتثاث تلك الفكرة، وقطع الطريق على تطلعات الفلسطينيين لإقامة دولة مستقلة لهم، وأكد أنه لن يسمح لهم بإقامة أكثر من سلطة فلسطينية تقدم الخدمات، وتساهم في حماية أمن الدولة الصهيونية كما تفعل السلطة الفلسطينية الآن! واقتحم المستوطنون برفقة كلابهم مسجدا في قرية عوريف بمحافظة نابلس، ومزقوا القرآن الكريم وأحرقوه، وقاموا بدعم وحماية من الجيش الصهيوني بمهاجمة المدن والقرى الفلسطينية واعتدوا على المواطنين الفلسطينيين، وأحرقوا مئات البيوت والسيارات في قرى حوارة وترمسعيا.
فماذا كانت ردود فعل الدول والشعوب العربية والإسلامية؟ ولماذا تتدفق الجماهير العربية والإسلامية إلى ملاعب كرة القدم بعشرات الآلاف لحضور مباراة تنتهي بشجارات وشتائم مهينة، وأحيانا بصدامات دامية بين مشجعي الفريقين المتنافسين ولا تفعل شيئا عندما يحرق الصهاينة القرآن الكريم ويدنسون المساجد والكنائس؟
الدول العربية وفي مقدمتها دول التطبيع التي تصادر الحريات، وتكتم أنفاس شعوبها، أصدرت بيانات الاستنكار والتنديد الخجولة المحروقة التي تهدف لتضليل الشعوب والاستمرار في تخديرها وإبعادها عن الانشغال بقضايا الأمة المصيرية وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، وتصرف بلايين الدولارات على شراء الأندية الرياضية ومباريات كرة القدم لاستخدامها كملهاة لتلك الشعوب المكبوتة المضطهدة، وإبعادها عن التفكير بالخطر الصهيوني الذي يهدد وجود ها.
لكن الأخطر من ذلك كله هو أن دول التطبيع تحمي ” حدود ” الدولة الصهيونية بمنع المقاومين الفلسطينيين والعرب من اجتياز الحدود، ومنع تهريب الأسلحة للضفة الغربية وغزة، واعتقال النشطاء السياسيين المؤيدين والداعمين للمقاومة، وإنها أي دول التطبيع تدعم بذلك الاقتصاد الإسرائيلي بشكل مباشر؛ فقد اشترت أسلحة إسرائيلية بثلاثة مليارات دولار خلال العام الماضي 2022. ولهذا فإن دولة الاحتلال والولايات المتحدة الأمريكية تحرص كل الحرص على حمايتها لكونها تساهم مساهمة فعالة في حماية الدولة الصهيونية واستمرار احتلالها للأراضي الفلسطينية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى