استشهاد 3 مقاومين ليلة امس في قصف جوي إسرائيلي، يعيد التذكير بآخر عملية اغتيال جوي نفذها العدو في الضفة

 

استشهد 3 مقاومين، ليل امس الأربعاء، جراء قصف جوي إسرائيلي استهدف مركبة في منطقة قريبة من الحدود، شمال جنين.

وقد أعلنت كتيبة جنين في بيان لها، أن الشهداء هم القيادي فيها صهيب الغول (27 عامًا)ـ، والقيادي في كتائب الأقصى محمد عويس (28 عامًا)، وأشرف السعدي (17 عامًا) من السرايا.

وبحسب ناطق عسكري إسرائيلي، فإن القصف استهدف مركبة بعد معلومات استخباراتية حول تورط من بداخلها في سلسلة عمليات إطلاق نار مؤخرًا، مشيرًا إلى أن أفرادها وعددهم 3 تم تصفيتهم، بعد إطلاقهم النار تجاه حاجز الجلمة هذا المساء.

وهذه أول عملية اغتيال تنفذ بالضفة الغربية عبر استخدام الطائرات الإسرائيلية، منذ انتهاء الانتفاضة الثانية وتحديدًا عند العام 2005.

كما أن هذه أول مرة تستخدم طائرات بدون طيار في الهجمات بالضفة، حيث كانت يستخدم الجيش الإسرائيلي الطائرات المروحية أو الحربية لكن بشكل نادر جدًا.

وقد نشرت صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية، اليوم الخميس، تفاصيل آخر عملية اغتيال تمت باستخدام الطائرات الإسرائيلية، في الضفة الغربية، عام 2006، قبل أن يعاود الجيش الإسرائيلي استخدام الطائرات مجددًا بتصفية خلية مسلحة مساء أمس، لأول مرة منذ 17 عامًا.

في آب 2006، بينما كانت الأنظار إلى الجبهة الشمالية كجزء من حرب لبنان الثانية، هاجمت طائرة مروحية “أباتشي”، منزلًا في داخل مخيم جنين، كان بداخله اثنان من نشطاء الجهاد الإسلامي هما، محمد عتيق من سكان جنين، وأمجد العجمي من بلدة عتيل في طولكرم، شكلا خلية لتنفيذ هجوم.

في ذاك الوقت، كان العجمي مطلوبًا منذ مايو/ أيار 2005، وكان مختبئًا في جنين، بعد أن جندته حركة الجهاد الإسلامي ليكون واحدًا من اثنين سيتم إرسالهما لتنفيذ هجوم مزدوج في القدس، ولكنه تم إحباط الهجوم قبل تنفيذه، كما أنه شارك في التخطيط لهجمات وتجنيد فلسطينيين لتنفيذ أخرى.

في إسرائيل، قالوا في ذلك الوقت أن هذه الخلية كانت مسؤولة عن العديد من الهجمات التفجيرية في داخل الخط الأخضر في ذلك العام، بما في ذلك الهجوم على المحطة المركزية بتل أبيب في أبريل/ نيسان 2006، ومركز تجاري في نتانيا بشهر ديسمبر/ كانون أول 2005، وفي سوق الخضيرة بشهر أكتوبر/ تشرين أول 2005، وهجوم آخر في نتانيا بشهر يوليو/ تموز 2005، وهجوم في تل أبيب بشهر فبراير/ شباط 2005.

ووفقًا للصحيفة العبرية، فإن الجيش الإسرائيلي حاول آنذاك الوصول إليهما من خلال عملية برية لكنه لم ينجح، وتقرر استخدام مروحية، ولكن الهجوم الجوي في ذلك الوقت غير عادي، خاصة أنه جاء حينها بعد عام ونصف من آخر هجوم جوي للجيش بالضفة الغربية.

وتقول الصحيفة، إنه بعد 17 عامًا تقريبًا، تم العودة لاستخدام هجوم جوي مضاد مركز، “عملية اغتيال”، باستخدام طائرة بدون طيار من طراز “زيك”، بقصف خلية مكونة من 3 نشطاء من الجهاد الإسلامي وفتح بعد إطلاقهم النار تجاه حاجز الجلمة، ولوقوفهم خلف سلسلة هجمات مماثلة سابقًا.

وقال دانيال هاجاري الناطق باسم الجيش الإسرائيلي، إن الهجوم كان الهدف منه “إزالة تهديد” ولا يتعلق بعملية اغتيال مسؤول كبير، وتم تنفيذ العملية باستخدام طائرة بدون طيار من طراز زيك من قبل الوحدة 5252.

وأشار إلى أن الخلية أطلقت النار على معبر الجلمة، وكانوا في طريقهم لتنفيذ هجوم آخر، وتم العثور على أسلحة بحوزتهم، وتم حجز جثامينهم.

وفي تقرير آخر للصحيفة العبرية، قالت الصحيفة، إنه من غير المستبعد أن تكون هناك هجمات جوية مماثلة للهجوم الذي وقع الليلة الماضية، في مناطق أخرى من الضفة الغربية، وسيكون التركيز في هذه المرحلة فقط على نابلس وجنين في ظل تنامي الهجمات المسلحة منها.

وتقول الصحيفة، في الواقع هذا على عكس ما حدث في قطاع غزة مؤخرًا، فإن الأمر لا يتعلق بعملية اغتيال مركزة بناءً على معلومات استخباراتية مسبقة عنهم، وما جرى كان هدفه إحباط خطر فوري.

وبينت أنه بالرغم من التصعيد حاليًا، ومحاولة فرض إجراءات تهدف لخلق ردع ضد المسلحين في شمال الضفة الغربية، إلا أن الأمر لا يتعلق بالعودة حاليًا إلى عمليات الاغتيال المركزة، وستستمر عمليات الاعتقال باستخدام القوات البرية كما يجري كل ليلة تقريبًا.

كتيبة جنين تزف الشهداء

من جهتها، زفت “كتيبة جنين” ثلاثة مقاومين استشهدوا بقصف السيارة، عقب تنفيذهم عملية إطلاق نار.

وأعلنت الكتيبة، في بيان عسكري وصل “صفا” نسخة عنه، أن الشهداء الثلاثة هم: الشهيد القائد الميداني: صهيب عدنان الغول (٢٧ عاماً) قائد إحدى تشكيلات كتيبة جنين – سرايا القدس، والشهيد: محمد بشار عويس (٢٨ عاماً) أحد قادة كتائب شهداء الأقصى، والشهيد: أشرف مراد السعدي (١٧عاماً) أحد مجاهدي سرايا القدس _ كتيبة جنين.

وقالت الكتيبة في بيانها: “إننا في سرايا القدس _ كتيبة جنين، إذ نزف الشهداء الأبطال نعاهد الله تعالى أن نواصل الدرب الذي خطه شهداؤنا بدمائهم الطاهرة، وأن نبقى على عهدهم ووصاياهم حتى يكتب الله لنا النصر والتحرير”.

وأضافت “وأمام هذا القرار الأحمق لقيادة العدو واستهداف ثلة من مجاهدينا باستخدام طائراته المسيرة واحتجاز جثامين مجاهدينا، فعلى قيادة العدو أن تتحمل ما سيكون من عقاب وعذاب على هذا القرار وليفعل بنا الله بعد ذلك ما يشاء”.

وأكدت الكتيبة “أن هذه الاغتيالات لن تنال من عزيمتنا، فلقد أعددنا لكم بإذن الله ما يسوء وجوهكم ويشفي صدور قوم مؤمنين”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى