تل أبيب – شنت النائب بالكنيست الإسرائيلي عن حزب “الليكود”، تالي جوتليب، هجوما حادا على وزارة الدفاع المصرية، منتقدة بيانها حول عملية الحدود التي قتل وأصيب فيها 4 جنود إسرائيليين.
وقالت جوتليب، على حسابها بموقع “تويتر”، موجهة حديثها لوزير الدفاع المصري محمد زكي: “السيد وزير الدفاع المصري، لا تستهزئ بجمهور إسرائيل وترسل التعازي في القتلى من الجانبين، لا.. الجندي المصري لم يطارد مهربي مخدرات، بل قتل جنودنا واستمر في إطلاق النار على قوات الدعم – الجيش سيستخلص استنتاجاته الخاصة، لكنني لست راضية عن كلامك معالي وزير الدفاع المصري”.
فيما قال سفير إسرائيل السابق بالأمم المتحدة وعضو لجنة الخارجية والأمن بالكنيست داني دانون، إن بيان مصر حول الحادثة “مخجل ووقح”.
فيما شن الجنرال احتياط بالجيش الإسرائيلي عاموس يادلين، هجوما أكثر حدة تجاه الدولة المصرية، قائلاً: “لدينا علاقات سلام باردة مع مصر، بتقديري أن المصريين لم يتربوا على السلام معنا، لذلك علينا أن نفترض أن نشاطاً مسلحاً بين الحين والآخر سيخرج ضدنا من جهة هذا الحليف”
أما رون بن يشاي، الخبير العسكري في صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية، فقد أشار إلى أن هناك تقصيراً من الدولة المصرية أدى لهذا الحادث، فـ”الدولة المصرية ترسل ضباطاً وجنوداً عديمي الخبرة لحماية حدودنا”، على حد قوله.
وأضاف: “من غير المعقول أن تكون الرواية المصرية مقنعة، فكيف يبادر مجند بملاحقة مهربي مخدرات وحده دون إسناد من فرقته، ثم يشير الجيش المصري إلى أنه أبلغ نظيره الإسرائيلي بفقدان أحد عناصره بعد ساعات من وقوع العملية”.
وقد سارع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، لإصدار قرار بإلزام وزراء حكومته ونواب الكنيست بتجنب الحديث عن العملية التي وقعت على الحدود مع مصر، وأسفرت عن مقتل 4 جنود، خشية تدهور العلاقات مع القاهرة.
وقالت وسائل إعلام عبرية، إن قرار نتنياهو جاءت عقب خروج تصريحات من نواب بالكنيست، تعبر عن غضبها من هذه الحادثة، وتهاجم مصر بصورة كبيرة؛ لدرجة أن بعض هذه الأصوات طالبت بإعادة تقييم العلاقة مع الدولة المصرية، محملة إياها مسؤولية ما جرى.
وفتحت العملية المعقدة التي نفذها الجندي المصري محمد صلاح (22 عاما) على الحدود، السبت الماضي، باب نقاشات داخل أروقة صناع القرار في إسرائيل ووسائل الإعلام العبرية، للتشكيك بنجاح مشروع السلام بين مصر وإسرائيل.
وقال المحلل السياسي الإسرائيلي أريئيل كهانا، في تقرير له بصحيفة “يسرائيل هيوم” المقربة من حزب “الليكود” (الحاكم)، إن عملية السلام بين مصر وإسرائيل التي وقعت منذ أكثر من 4 عقود لم تنجح في مهمة الوصول لقواعد الشعوب.
وأضاف أنه بالرغم من مرور 45 عاماً على توقيع اتفاق كامب ديفيد للسلام بين حكومتي الرئيس المصري الراحل محمد أنور السادات ورئيس وزراء إسرائيل مناحيم بيجين، إلا أن “السلام لا يزال بارداً”.
وأوضح كهانا، أن الدرس المستفاد من عملية الحدود المصرية يتمثل في أنه “رغم التعاون الأمني والسياسي بين القاهرة وتل أبيب، فإن كراهية الشعب المصري لإسرائيل لا تزال كما هي، بل إنها تزداد، بدليل أن هذه العملية ليست الأولى من نوعها بل هي امتداد لعمليات مماثلة شهدتها العقود الأخيرة”.
كما أشار الصحفي اليميني المتشدد يوني بن مناحيم، إلى أن وجود عناصر مسلمة متدينة بأجهزة الأمن في كل من مصر والأردن على الحدود مع إسرائيل من شأنه أن يعرِّض اتفاقات السلام للخطر، وأن على إسرائيل أن تتحرك بشكل عاجل للحد من نفوذ هذه الأفكار في قوات الأمن كما فعلت ذلك مع السلطة الفلسطينية.
وقد طالب عدد من المحللين الإسرائيليين الحكومة في تل أبيب وقيادة الجيش الإسرائيلي بتغيير قواعد الاشتباك الممنوحة للجنود لمنع تكرار عمليات التسلل وإطلاق النار على حدود مصر وغيرها من الدول.
ودعا هاليل روزين، مراسل القناة “14” العبرية، رئيس الأركان الجيش الإسرائيلي الجرنال هرتسي هاليفي، لاتخاذ خطوات مهمة وعاجلة في الأيام المقبلة، بدءاً من تغيير المفهوم العملياتي في المنطقة الحدودية من خلال تعديل تعليمات إطلاق النار.
كما انتقد روي كياس، مراسل هيئة البث الإسرائيلية “كان 11″، اكتفاء صحيفة “الوطن” المصرية بخبر في ذيل الصفحة الأولى لمقتل الجنود الإسرائيليين.
وقال على حسابه الشخصي بـ”تويتر”: “الحادث الصعب على الحدود المصرية ليس محور اهتمام الصحافة المصرية التي طبعت في اليوم التالي، ففي صحيفة الوطن المصرية، كتب خبر صغير على الغلاف: “قتل رجل أمن مصري وثلاثة إسرائيليين خلال تبادل لإطلاق النار أثناء عملية تهريب”.
كما انتقد عدد كبير من رواد السوشيال ميديا في إسرائيل خلو بيان وزارة الدفاع المصرية من إدانة سلوك منفذ العملية.
فقد ذهبت بعض الآراء الإسرائيلية على مواقع التواصل الاجتماعي لتنتقد خلو بيان وزارة الدفاع المصرية من إدانة سلوك منفذ العملية، أو على الأقل كانت تطالب بأن يشمل البيان وصف العملية “بالعمل الإرهابي”.
ومن جانبه، قال رئيس هيئة الأركان الإسرائيلية هرتسي هاليفي :”فقدنا مقاتلين ومقاتلة في حدث عملياتي والنتيجة صعبة ولا يجوز السكوت عنها “. جاء ذلك خلال زيارته الى قاعدة عسكرية لتفقد التدريب العسكري الذي يجريه الجيش الإسرائيلي هذه الأيام، وأطلق عليه “القبضة الساحقة”.
وكان هاليفي زار مقر القيادة الأمامية مع قادة منطقة الشمال والذراع البري استمع خلالها الى استعراض ميداني حول التخطيط للتدريب وانتشار القوات في منطقة قاعدة “غاعش”، بعد اجتمع مع مقاتلين ومقاتلات من وحدة “الرعد” الذين يشاركون في التدريب، وواصل هاليفي زيارته الى قيادة الشمال، وأجرى خلال زيارته الى المكان تقييما لوضع التدريب.
وخلال حديثه مع المقاتلين قال :”فقدنا مقاتلين ومقاتلة في حدث عملياتي في مواجهة مهاجم واحد، أمام مخرب واحد، شرطي مصري، والنتيجة بالتأكيد خطيرة، مهمتنا هي أن نقوم بكل شيء حتى لا يتكرر هذا. أن نبذل كل شيء ولا نعتمد على الجانب الآخر من الحدود”.