غزا اسم الشهيد المصري محمد صلاح مواقع التواصل الاجتماعي في عموم الوطن العربي، وسط إشادات واسعة بما فعله بعد قتله 3 جنود إسرائيليين على الحدود المصرية الإسرائيلية.
وجرى الكشف، مساء امس الأحد، أن المصري صلاح المجند بـ”الأمن المركزي” هو منفذ الهجوم يوم السبت الماضي قرب معبر “العوجا” على الحدود.
وتقول معلومات إن صلاح ينحدر من مدينة عين شمس شرق العاصمة القاهرة، والتحق عام 2020 بالخدمة العسكرية.
وحسب تحقيقات للجيش الإسرائيلي، فقد دخل الشرطي المصري من “معبر خاص” مخصص للطوارئ وكان يحمل بندقية “كلاشينكوف” قديمة وسكاكين، وغادر معسكره ليلاً وسار نحو 5 كيلومترات وصولا إلى مكان تنفيذ العملية.
وفي وقت سابق من امس الإثنين، سلمت إسرائيل جثة الشهيد صلاح إلى مصر، فيما أفادت تقارير مصرية بأن جنازته أقيمت في ظروف خاصة وبحضور عدد محدود من عائلته.
وما إن تم الكشف عن هوية الشهيد صلاح حتى حتى اهتز الوجدان العربي وامتلأت مواقع التواصل باسم وصور الشهيد.
وقد تصدر وسم “محمد صلاح” منصة تويتر في مصر، وجاء في قائمة الأعلى تداولا في العديد من الدول العربية.
واعتبر ناشطون ومغردون أن الشهيد المصري وجه ضربة قوية لإسرائيل وأعاد إلى الأذهان البطولات العربية ضدها.
ودعا ناشطون إلى تكريم الشهيد صلاح، عبر فتح بيوت عزاء وإقامة صلاة الغائب على روحه.
واعتبر ناشطون أن “الشهيد محمد صلاح وجه ضربة قوية للتطبيع بين إسرائيل والدول العربية”.
وفي نفس الوقت، أدان ناشطون المحاولات الهادفة للتعتيم على بطولة الجندي المصري وملاحقة عائلته ومنع إقامة جنازة تليق به.
وكان الشهيد المصري قد جندل الجنديين “أوري يتسحاق إيلوز” و”أوهاد دهان”، والمجندة “ليا بن نون” من جيش العدو الصهيوني، خلال عمليته التي استغرقت أكثر من 5 ساعات، قبل أن تقتله القوات الإسرائيلية عقب اكتشاف أمره.
الله يقف مع فلسطين
الله يقف مع فلسطين.. من هذا الوسم (هاشتاج) الذي انتشر إبان معارك غزة عام 2021 كانت بداية القصة التي يتحدث عنها العالم في الساعات الماضية.. قصة شاب في مقتبل العشرينات من عمره يدعى محمد صلاح يتعامل معه رواد منصات التواصل الاجتماعي على أنه رمز للبطولة والشجاعة بعد أن فاضت روحه إلى بارئها، حيث نشر الإعلام الإسرائيلي صورته باعتباره فرد الأمن المصري الذي قتل ثلاثة من الجنود الإسرائيليين بالقرب من معبر العوجا على الحدود الدولية بين مصر والأراضي المحتلة.
أصدقاء وأهل محمد صلاح نعوه ووصفوه بـ”البطل”، وذكروا أن جثمانه ووري الثرى امس في مدفن أسرته بالعمار بالقليوبية.
وبعد ساعات من انتشار أخبار الحادث والكشف عن هوية فرد الأمن المصري، أصبح اسم محمد صلاح هو الأكثر بحثاً على منصات التواصل الاجتماعي، وانتشرت التغريدات والمنشورات التي تتحدث عن بطولته وشجاعته وشهامته.
وهذا المنشور الذي شاركه محمد صلاح عن فلسطين في 19 مايو 2021، الذي كتب فيه: “الله يقف مع فلسطين” أصبح أكثر المنشورات مشاركة على منصة فيسبوك، وكان الراحل دون هذا المنشور تحت هاشتاج “#GazaUnderAttack” أثناء القصف الإسرائيلي على قطاع غزة، وترجم المتابعين للحدث هذا المنشور أنه اهتمام واضح من الراحل بالشأن الفلسطيني رغم صغر سنه، حيث كان ينتظر أن يتم عامه 23 في نهاية شهر يونيو الجاري.
وبالبحث في الحساب الشخصي للمجند محمد صلاح نجد أنه كان مهتماً كغيره من الشباب البسطاء بنشر صوره مصحوبة بالدعاء إلى الله في أغلب الأحيان، فقد تعددت المنشورات التي يدعو فيها، مثل “اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك”، و” كفى بالله وكيلاً”، و”اللهم أجبرني جبراً يعوض قلبي عن كل شيء”، و” من عُز بقوم ذُل بذلهم ، ومن عُز بالرحمن ظل عزيزاً…”.
كما كان مهتماً بمشاركة صوره بالجلباب يوم الجمعة ونشر الأدعية، حيث نشر على سبيل المثال، في 10 يونيو 2022، قائلاً: “اللهم في يوم الجمعه المبارك عليكم وعلى امه محمد صلى الله عليه وسلم بخير ان شاء الله”.
ويتضح من الصور التي اعتاد محمد مشاركتها عبر صفحته أنه أحب التنزه في الأماكن ذات الطبيعة الصحراوية بفضائها المتسع، كما نشر صورا من مناطق مميزة في مصر، مثل المقطم، ومنطقة الأهرامات، والتي شارك صورة له فيها في 29 مايو 2021، وعلق عليها :“أنا ثابت وسط ناس كتير خابت”.
وفي آخر احتفال له بعيد ميلاده، مسجل على فيسبوك، كتب: “وها أنا قدَ بَدأت فـي عامِي الجَديد لا أدري أي عُمر انقضي ولأي أجَل سأعيش، اللهُم إني أشَهدك بأني قد رضُيت بكل ما أردته لي في عامِي الماضي مِن عطاء وحرمان وجَبر وكسَر ومن فرح وألِم ومِن نجاح وفشل، فأرضني فـِ عامِي الجديد بِفرح وجَبر مِن حيث لا احتسب”.
كانت هواية محمد الرسم، ويشهد بذلك أصدقائه الذين شاركوا ذلك مع المتابعين المتعطشين لمعرفة قصة الشهيد، حيث كتب صديقه أدهم إيهاب عبر صفحته على فيسبوك: “جبتله كرتونه في مركز التدريب وقالي هرسم القطاع من أول العنابر لحد البوابة ودفعتي كلها تشهد على الابداع والفن اللي عنده ورسم القطاع بفن أحسن من رسم المهندسين والله وذكرياتك مع أي حد قليلة بس اللي كان يقعد معاك كان يحبك وشايف فيك رجولة الدنيا كلها ولله، سلام ياصحبي”
ينتمي صلاح لمنطقة شعبية في القاهرة، فهو من سكان منطقة عين شمس، ووالده توفي منذ سنوات في حادث سير وكان يعمل بهيئة النقل العام، وهو الأوسط بين شقيقين، ولم يكمل صلاح تعليمه، فهو حاصل على إعدادية، لذلك كان يعمل “صنايعي ألوميتال” في إحدى الورش وفي أعمال النجارة بشكل عام.
وكان آخر ما شاركه صلاح على صفحته صورة له في 26 مارس 2023، وهو يمتطي حصاناً في منطقة الهرم، مصحوبة بتعليق: ” اللهم كما أصلحت الصالحين اصلحنى واجعلنى منهم”، وأصبحت هذه الصورة هي الأكثر انتشاراً على منصات التواصل الاجتماعي والمستخدمة بكثرة للحديث عن الشاب الراحل.
وقد نشرت وكالة شهاب الاخبارية الفلسطينية هذه الصورة مصحوبة بخبر “بيع خاتم ذهب تم التبرع به عن روح الجندي المصري محمد صلاح 21 مرة بـ50 ضعف ثمنه لصالح مسجد حمزة في خانيونس جنوب قطاع غزة”.
إلى فلسطين طريق واحد يمرّ من فوهة بندقية…
قولوا لمن يسأل عن قضيتي…
بارودتي صارت القضية…
أصبح عندي الآن بندقية!
ومن يوم أن حملت بندقيتي صارت فلسطين على أمتار…#محمد_صلاح pic.twitter.com/YTpIqGkjuj— Katia Nasser كاتيا ناصر (@katyushia2) June 5, 2023
استشهاد البطل الجندي المصري محمد صلاح إبراهيم أعاد إلى أذهاننا كل بطولات عربية ضد جيش الكيان والاحتلال وما فعله البطل سليمان خاطر وكل الأبطال على الحدود مع فلسطين المحتلة التي تظل قضية كل الأحرار في الوطن العربي.
تقرير الكيان في صدمة ثلاثية @eltreiki_f على قناة @AJArabic pic.twitter.com/U3zrh0ofIL
— احمد فوزي – Ahmed fawzi (@AFYemeni) June 5, 2023