عاصفة ترابية مدمرة تثير الذعر في مصر/ فيديو

 

لليوم الثاني على التوالي تتعرض مصر لتقلبات في الطقس مصحوبة بعواصف رملية ورياح، وهو ما أسفر عن مصرع 4 أشخاص وإصابة 3 آخرين على الأقل، وفق حصيلة أولية غير رسمية.

وطبقاً لمحطات الرصد التابعة للهيئة العامة للأرصاد الجوية، سجّلت درجة الحرارة على القاهرة الكبرى 40 درجة مئوية، كما نشطت الرياح الجنوبية الغربية الجافة التي يصاحبها انخفاض في نسب الرطوبة وإثارة الرمال والأتربة في بعض المناطق.

وأغلقت السلطات مرفأين على البحر الأحمر على طول قناة السويس الخميس، مع هبوب رياح تجاوزت سرعتها 50 كيلومترا في الساعة، وأمواج تجاوز ارتفاعها 4 أمتار، وفقا لبيان صادر عن الهيئة المكلفة بالممر البحري الذي تعبر من خلاله 10% من التجارة البحرية العالمية.

وأدت العاصفة الترابية كذلك إلى انعدام الرؤيا على طريق السويس الصحراوى، كما تسببت الأتربة في سقوط لوحة إعلانات ضخمة على الطريق أدت إلى تعطيل حركة السيارات.

وفي شارع رمسيس وسط القاهرة، تطايرت بعض الأشجار بفعل العاصفة الرملية، ما أدى إلى قطع الطريق الحيوي.

وتسببت العواصف الرملية في دمار بالصحراء الغربية على طول ساحل البحر المتوسط ​​ومنطقة القاهرة الكبرى ودلتا النيل ومدن قناة السويس وصولا إلى صعيد مصر.

وشهدت مدينة العاشر من رمضان (شرقي العاصمة) واقعة صادمة، حيث لقيت مهندسة شابة مصرعها إثر سقوط لافتة إعلانية عليها جراء الرياح العاتية والعواصف الترابية التي شهدتها البلاد، هذا فضلاً عن عدة حوادث متفرقة في بعض المحافظات.

وأوردت صحف مصرية الجمعة، خبر “سقوط شجرة كبيرة بسبب شدة الرياح على منزل بالمنوفية (شمال)، ووفاة صاحبه (73 عاما) وإصابة نجله”.

ولقي شخص آخر (61 عاما) “مصرعه متأثرا بإصابته إثر سقوط جزء من سور بالطابق الثاني أثناء سيره في أحد شوارع مدينة القرين بنطاق محافظة الشرقية (شمال)، بسبب الرياح”، حسب الصحف المصرية.

كذلك لقيت سيدة (43 عاما) مصرعها في الإسماعيلية (شرقي البلاد)، نتيجة سقوط سور من المنزل الذي تقيم فيه عليها بسبب شدة الرياح.

وفي حين وجّهت الحكومة باستمرار رفع درجة الاستعداد القصوى في المحافظات التي تشهد سوء أحوال الطقس لحين الاستقرار في الأحوال الجوية، دخل البرلمان على خط الأزمة، بتقديم طلبات إحاطة حول تساقط الكثير من اللوحات الإعلانية في الشوارع.

وحول ما تتعرض له البلاد، تقول منار غانم عضو المركز الإعلامي في الهيئة العامة للأرصاد الجوية المصرية، إن هناك عدة أسباب أدت لهذه الظاهرة: أبرزها تأثر القاهرة والمحافظات المصرية بمنخفض جوي حراري خماسيني موجود في الصحراء الغربية، تصاحبه كتل هوائية جنوبية قادمة من مناطق جنوبية صحراوية، وسرعات رياح تراوحت بين 40 و45 كيلومترا في الساعة.

وأضافت أن “فصل الربيع، فصل التقلبات الجوية السريعة، ونشاط رياح الخماسين المحملة بالأتربة، وربما فقط يكون الاختلاف في أنها تأخرت بعض الشيء”.

ولا يختلف خبراء المناخ مع ما ذهبت إليه غانم من أن الرياح الخماسينية المحملة بالأتربة تعد مشهداً معتاداً خلال الربيع، لكنهم يرون أن هناك عوامل عدة ترجح وجود تأثير واضح لتغير المناخ، وهو حجم الظاهرة وشدتها وتواتر حدوثها.

ويقول سيباستيان لونينغ، من معهد الهيدروغرافيا والجيولوجيا وعلوم المناخ بسويسرا، إن “زيادة الاحتباس الحراري، بسبب تغيرات المناخ، يؤدي بدوره إلى الجفاف، الذي يعني قلة الغطاء النباتي، لذلك يمكن للرياح التقاط الغبار بسهولة أكبر”.

ويضيف: “كما أن ارتفاع درجات الحرارة أكثر من المعتاد ينتج عنه تكاثر لبخار المياه في البحار والمحيطات وتصاعده بكثرة، ما يسبّب سحباً رعدية بها رياح هابطة تؤدي إلى إثارة الرمال والأتربة”.

من جانبها، قالت وزيرة البيئة المصرية ياسمين فؤاد، إن تلوث الهواء زاد 10 أضعاف عن الطبيعي لأول مرة في تاريخ مصر، نتيجة ظاهرة التغير المناخي، وما حدث من عاصفة ترابية شهدتها محافظات مصر.

وأشارت إلى أن “المشهد الذي شاهدناه اليوم بسبب العاصفة الترابية جديد علينا، ولكنه ليس بجديد على ظاهرة التغير المناخي”.

وتتعرض المنطقة إلى منخفض حرارى – خماسينى – يصاحبه رياح جنوبية غربية نشطة تعمل على رفع درجات الحرارة وإثارة الرمال والأتربة على أغلب الأنحاء.

وتوقعت هيئة الأرصاد الجوية استمرار نشاط الرياح المثير والأتربة، على أن يكون هناك تحسن في الأحوال الجوية بدءا من السبت، في تصريح نقله إعلام محلي.

في الأثناء، تداول ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي في مصر، سلسلة فيديوهات وصور للعاصفة الترابية التي ضربت مناطق مختلفة من البلاد.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى