مع انه أقرب الى الفوز.. أردوغان يستخدم لغة الزعران في التهجم على منافسه الانتخابي كليجدار أوغلو، وكيل الاتهامات له

أنقرة – سبوتنيك
حذر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أمس الخميس، من أنه إذا فاز منافسه، كمال كليجدار أوغلو، في الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية، فإن “المنظمات الإرهابية والشركات الأمريكية هي التي ستفوز”.
وقد جاءت تصريحات أردوغان، في مقابلة صحفية قال خلالها: “بعون الله، إذا فزنا في 28 مايو، سيفوز 85 مليون شخص، لكن إذا فاز السيد كليجدار، فستفوز المنظمات الإرهابية وسماسرة لندن والشركات الأمريكية، لا ينبغي أن نمنحهم الفرصة، بهدف ضمان وحدتنا وتضامننا”.
وكان الرئيس التركي قد صرح، يوم الثلاثاء الماضي، بأنه “سيدفن أولئك الذين يسيرون جنبا إلى جنب مع الإرهابيين في صندوق الاقتراع، في يوم الأحد المقبل”.
وقال، في كلمة له أمام مؤيديه في مدينة ملاطية التركية: “كمال كليجدار أوغلو يسير مع الإرهابيين، أمتي ستدفن أولئك الذين يسيرون جنبا إلى جنب مع الإرهابيين في صندوق الاقتراع يوم الأحد”.
وتابع أردوغان، متحدثا عن كليجدار أوغلو: “لقد خسر 15 انتخابات ومُني بـ15 خسارة، لن يحدث له شيء، نحن نعرفه منذ أن كان رئيس مؤسسة التأمين الاجتماعي، ونحن نعلم كيف تحطمت على يديه”.
يشار إلى أن أردوغان كان قد حصل على 49.52 % من الأصوات في الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية، وحصل منافسه من أحزاب المعارضة السبعة كمال كليجدار أوغلو على 44.88 %.
ومن المقرر إجراء الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية بعد غد الاحد 28 مايو/ أيار الجاري، وللفوز في الانتخابات، يحتاج المرشح إلى أغلبية بسيطة من الأصوات.

أردوغان وكليتشدار أوغلو متقاربان

وقد أفاد استطلاع للرأي في تركيا، أجراه موقع “المونيتور” بالشراكة مع شركة “بريمس داتا”، قبل ساعات من إجراء جولة الإعادة لانتخابات الرئاسة يوم الأحد المقبل، بأن الرئيس الحالي رجب طيب أردوغان، ومرشح المعارضة، كمال كليتشدار أوغلو، متقاربان للغاية، وأن نسبة كبيرة من الناخبين “مترددة”.

وشمل الاستطلاع 970 شخصا في الفترة ما بين 19 و23 مايو/أيار الجاري في جميع أنحاء تركيا، بهامش خطأ يبلغ +/- 3، حسبما أورد تقرير للموقع .

ويشير الاستطلاع إلى سباق قضم الأظافر في تركيا، مظهرا أن 40% من المستطلعين يؤيدون أردوغان و39% يؤيدون كليتشدار أوغلو، فيما لا يزال 15% مترددين.

وتبرز قضايا الاقتصاد واللاجئين والعدالة باعتبارها أهم 3 قضايا يرى المستطلعون أنها تمثل تحديات كبرى لتركيا، بحسب التقرير.

الأكراد يبقون دعمهم لكليتشدار اوغلو

وكانت الأحزاب الموالية للأكراد في تركيا قد اعلنت، امس الخميس، دعم مرشح الرئاسة المعارض كمال كليتشدار أوغلو في جولة الإعادة بالانتخابات الرئاسية الأحد المقبل دون ذكر اسمه، وذلك بعد يوم من إبداء غضبها من اتفاقه مع حزب يميني متطرف.
وقال مسؤولون من حزب الشعوب الديمقراطي وحلفاؤهم من حزب اليسار الأخضر إنهم يسعون إلى التغيير في جولة الإعادة، وإن موقفهم بقي كما هو لكنهم لم يذكروا كليتشدار أوغلو بالاسم.
وذكرت برفين بولدان، الرئيسة المشاركة لحزب الشعوب الديمقراطي، إنهم سيصوتون يوم الأحد لإنهاء “نظام الرجل الواحد” لأردوغان.
وأضافت “النظام الغريب الذي أسسه أردوغان وشركاؤه سبب المشاكل المجتمعية التي نعاني منها، ما سيتم التصويت عليه في 28 مايو هو مدى إمكانية استمرار هذا النظام الغريب من عدمه”.
كما انتقدت بولدان خطاب الحملة الذي يتم فيه استخدام المهاجرين لأغراض سياسية، وممارسات الأمناء المعينين من قبل الدولة.
وقالت بولدان “لا يمكن حل مشكلة اللاجئين والمهاجرين إلا بالنضال من أجل السلام ضد سياسات الحرب”.
ودعا مدحت سنجار، الرئيس المشارك لحزب الشعوب الديمقراطي، الأشخاص الذين لم يصوتوا في الجولة الأولى للتوجه إلى صناديق الاقتراع في جولة الإعادة للإطاحة بأردوغان، الساعي لتمديد فترة حكمه التي استمرت لعقدين.
وأمس الأربعاء، أعلن كليتشدار أوغلو وحزب النصر المناهض للهجرة عن اتفاق يدعم فيه حزب النصر زعيم المعارضة في جولة الإعادة.
وحصل حزب النصر على 2.2 بالمئة من الأصوات في الانتخابات البرلمانية التي جرت هذا الشهر.
وأثار الاتفاق غضب حزب الشعوب الديمقراطي بسبب مادة تقول إنه يؤيد استبدال رؤساء البلديات بأوصياء تعينهم الدولة إذا حكمت المحكمة بأن لديهم صلات بالإرهاب.
وتم استبدال معظم رؤساء البلديات من حزب الشعوب الديمقراطي المنتخبين في 2019 بمثل هؤلاء المسؤولين.
ويخشى الأكراد المعارضون للأردوغان من أن فوزه في الانتخابات الرئاسية قد يعزز حملة القمع التي تشنها الدولة ضدهم منذ سنوات، مع تصاعد النبرة القومية.
ويُنظر إلى الأكراد، الذين يشكلون نحو خُمس سكان تركيا، على أنهم ربما يكونوا عنصر الحسم بالنسبة للمعارضة التي تأمل في إنهاء حكم أردوغان المستمر منذ 20 عاما. وبدأ الرئيس التركي عهده في البداية بالتودد للأكراد لكنه قمعهم بشدة بعد ذلك.
وبالنسبة لبعض الناخبين الأكراد، لن تكون هناك مخاطر أكبر من ذلك مع تشديد أردوغان نبرته القومية في محاولة لكسب أصوات المزيد من الناخبين قبل جولة الإعادة.
وقال أردلان ميسى (26 عاما)، وهو صاحب مقهى في مدينة ديار بكر التي تقطنها أغلبية كردية في جنوب شرق تركيا “التصويت مسألة حياة أو موت الآن. أردوغان شدد موقفه من الأكراد خلال الحملة الانتخابية”.
وأضاف “لا أستطيع أن أتخيل ما الذي يمكن أن يفعله بعد إعلان الفوز”.
وفاز حزب الشعوب الديمقراطي بنسبة 61 بالمئة في ديار بكر في الانتخابات البرلمانية، التي جرت في 14 مايو/أيار، بينما حصل حزب العدالة والتنمية بزعامة أردوغان على 23 بالمئة. لكن على مستوى البلاد، حصل حزب الشعوب الديمقراطي على 8.9 بالمئة.
وفي سنواته الأولى في السلطة، منح أردوغان المزيد من الحقوق السياسية والثقافية للأكراد، وهم مجموعة من الأشخاص لا يحملون جنسية ومنتشرون بين تركيا وإيران وسوريا والعراق.
وألغى القيود المفروضة على استخدام اللغة الكردية وأشرف على عملية سلام مع حزب العمال الكردستاني، الذي حمل السلاح ضد الدولة في عام 1984، وتعتبره تركيا وحلفاؤها في الغرب جماعة إرهابية.
لكن بعد انهيار وقف إطلاق النار في عام 2015، غير أردوغان مساره وشنت السلطات حملة قمع أدت إلى اعتقال الآلاف من أعضاء حزب الشعوب الديمقراطي، عادة بتهمة الضلوع في أعمال مسلحة، مع عزل العديد من المشرعين ورؤساء البلديات المنتمين للحزب من مناصبهم وسجنهم.
واستغل أردوغان دعم حزب الشعوب الديمقراطي لكليتشدار أوغلو، واتهم المعارضة مرارا بتأييد الإرهاب. وينفي حزب الشعوب الديمقراطي الاتهامات بأن له علاقات مع مسلحين.
كما لفت أردوغان الانتباه مرارا إلى شريط فيديو مزيف لاتهام كليتشدار أوغلو بأن له صلات بحزب العمال الكردستاني، الذي يشن تمردا راح ضحيته أكثر من 40 ألف قتيل.
ووصف كليتشدار أوغلو هذه الاتهامات بأنها افتراءات.
لكن موقف أردوغان أيده سنان أوغان، وهو قومي متشدد حل في المركز الثالث في الجولة الأولى من الانتخابات. وقال أوغان إن تأييده للرئيس التركي يستند إلى مبدأ “النضال المستمر (ضد) الإرهاب” في إشارة إلى الجماعات الموالية للأكراد.
وعبر طيب تيميل، أحد كبار المسؤولين في حزب الشعوب الديمقراطي، عن مخاوفه من أن أردوغان قد حقق هدفه المنشود من خلال “الدعاية السوداء” التي يزعم فيها وجود صلات بين كليتشدار أوغلو والإرهابيين.
وقال تيميل، نائب الرئيس المشارك لحزب الشعوب الديمقراطي “انتصار أردوغان سيعزز حكم الرجل الواحد ويمهد الطريق لممارسات مروعة وسيجلب أياما حالكة السواد لجميع فئات المجتمع”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى