تصعيد وتبريد .. وزارة الدفاع السودانية تستدعي كل القادرين على حمل السلاح، بينما الرياض وواشنطن تعلنان صمود الهدنة

الخرطوم – دعت وزارة الدفاع السودانية، الجنود المتقاعدين و”القادرين على حمل السلاح” للتوجه إلى أقرب قيادة عسكرية لتسليحهم، وذلك في تطور لافت لمجريات الصراع الدائر مع قوات الدعم السريع منذ منتصف الشهر الماضي.

جاء ذلك في بيان أصدره اليوم الجمعة، وزير الدفاع السوداني المكلف، الفريق ركن ياسين إبراهيم ياسين.

وقال ياسين: “بما أن قوات التمرد (يقصد الدعم السريع) تمادت في إذلال رموز الدولة من الأدباء والصحفيين والقضاة والأطباء، وأسر ومطاردة والقبض على معاشيي [المتقاعدين] القوات النظامية، إننا نوجه نداءنا هذا ونهيب بكل معاشيي القوات المسلحة من ضباط وضباط صف وجنود وكل القادرين على حمل السلاح بالتوجه إلى أقرب قيادة عسكرية لتسليحهم تأميناً لأنفسهم وحرماتهم وجيرانهم وحماية لأعراضهم والعمل وفق خطط هذه المناطق”.

وتتواصل منذ 15 نيسان/أبريل الماضي، اشتباكات عنيفة وواسعة النطاق، بين قوات الجيش السوداني، وقوات الدعم السريع، في مناطق متفرقة من السودان، تركزت معظمها بالعاصمة الخرطوم، مخلفة المئات من القتلى والجرحى بين المدنيين؛ في حين لا يوجد إحصاء رسمي من ضحايا العسكريين من طرقي النزاع العسكري.

ولم تفلح أكثر من هدنة جرى الاتفاق عليها بين طرفي القتال بوساطات عربية وأمريكية في إنهاء القتال والحد من تبعاته على المدنيين، كان آخرها اتفاق هدنة تسري لمدة أسبوع اعتبارا من مساء الاثنين 22 أيار/مايو.

تحسن في التزام طرفي الصراع بالهدنة

وعلى صعيد آجر،  قالت السعودية والولايات المتحدة، اليوم الجمعة، إن التزام طرفي الصراع في السودان بوقف إطلاق النار قد تحسن، رغم تقارير عن اشتباكات متفرقة وردت من سكان في الخرطوم ونشوب اشتباكات في مناطق أخرى في البلاد.

وتراقب الدولتان هدنة معلنة لمدة أسبوع بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع دخلت حيز التنفيذ يوم الاثنين بهدف السماح بتوصيل المساعدات وتقديم الخدمات الأساسية.

وعلى الرغم من أن القتال هدأ قليلا فيما يبدو، فلم تتوقف المعارك كليا مع ورود تقارير على مدى الأيام الماضية بوقوع اشتباكات وقصف مدفعي وضربات جوية.

وأشارت السعودية والولايات المتحدة، في بيان مشترك، “إلى التحسن الملحوظ في احترام اتفاقية وقف إطلاق النار قصير الأمد والترتيبات الإنسانية في السودان يوم 25 مايو. وبغض النظر عن رصد استخدام طائرات عسكرية وإطلاق نار متقطع في الخرطوم، فقد تحسن الوضع في الخرطوم منذ 24 مايو، عندما اكتشفت آلية مراقبة وقف إطلاق النار انتهاكات جسيمة للاتفاقية”.

وأضاف البيان: “في يوم 25 مايو، حذر الميسرون للاتفاقية الطرفين من مزيد من الانتهاكات، وناشدوهما تحسين احترام اتفاقية وقف إطلاق النار، وهو ما طبقه الطرفان بالفعل”.

وفر نحو 1.3 مليون بسبب القتال في السودان الذي نشب بسبب صراع على السلطة بين الجيش وقوات الدعم السريع، ونزحوا داخل السودان أو لجأوا لدول مجاورة.

وقالت وزارة الصحة إن 730 على الأقل قتلوا رغم أن العدد الحقيقي أكبر بكثير على الأرجح.

ويعاني السكان الذين بقوا في الخرطوم من انقطاع المياه والكهرباء لفترات طويلة وانهيار الخدمات الصحية وانقطاع الاتصالات. وتعرضت العديد من المنازل خاصة تلك الواقعة في أحياء راقية من العاصمة لمداهمات أو نهب.

وأشار البيان السعودي الأمريكي إلى أن بعض المساعدات تم توصيلها للخرطوم اليوم الجمعة دون ذكر تفاصيل. وقال الصليب الأحمر إنه تمكن من إيصال إمدادات لسبعة مستشفيات.

وأضاف البيان السعودي الأمريكي: “تمكنت فرق الصيانة من إجراء إصلاحات لبدء استعادة خدمات الاتصالات في الخرطوم ومناطق أخرى من السودان” يوم الخميس.

وخارج منطقة الخرطوم، دارت معارك في عدة مدن كبرى غرب البلاد في الأيام القليلة الماضية وفقا لما نقله نشطاء ووقعت أحدث اشتباكات في الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور.

وإلى الغرب شهدت مدينتا زالنجي والجنينة انقطاعا تاما في الاتصالات وسط هجمات تنفذها ميليشيات.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى