فوز الكتلة الأسلامية بانتخابات طلاب جامعة بيرزيت.. ثقة بالمقاومة وأختبار نادر لمعنويات الناخبين الفلسطينيين

بيرزيت – فاز مرشحون تابعون لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) بأكبر عدد من مقاعد مؤتمر مجلس الطلبة بجامعة بيرزيت يوم الأربعاء في تصويت يمثل اختبارا نادرا لمشاعر الناخبين الفلسطينيين الذين صوتوا آخر مرة في انتخابات برلمانية قبل عقدين تقريبا.

وفي الحرم الجامعي المزين باللافتات السياسية الخضراء والحمراء والصفراء، فازت القائمة التابعة لحماس بخمسة وعشرين مقعدا من أصل 51 مقعدا في مؤتمر مجلس الطلبة بجامعة بيرزيت مقابل 20 مقعدا للمجموعة التابعة لحركة فتح التي يتزعمها الرئيس الفلسطيني محمود عباس.

وفي ظل عدم إجراء انتخابات برلمانية منذ 2006، فإن انتخابات مؤتمر مجلس الطلبة تمثل أيضا تحققا من النبض السياسي لشعب فلسطيني منقسم جغرافيا وسياسيا في ظل تزايد التكهنات حول مستقبل الرئيس الفلسطيني البالغ من العمر 87 عاما.

وانتُخب عباس رئيسا في 2005 ولا يزال في المنصب رغم انتهاء ولايته في 2009 حيث مدد المجلس المركزي لمنظمة التحرير ولايته لحين إجراء انتخابات رئاسية.

وأظهرت استطلاعات حديثة أن 80 بالمئة تقريبا من الفلسطينيين يريدون من عباس أن يستقيل وأظهرت أيضا تنامي الدعم للجماعات المسلحة. ولكن مع تقييد الجيش الإسرائيلي والسلطة الفلسطينية النشاط السياسي، يقول طلاب إن الجامعات من بين أماكن قليلة في الضفة الغربية تظل مفتوحة نسبيا للتنظيمات الطلابية.

فرصة لتعزيز القيم الديمقراطية

وقالت عنان صافي (20 عاما): “فخر لجامعة بيرزيت انها المحل الوحيد الي بنمارس حقنا الديمقراطي فيه الي بننتخب”، وهي طالبة تصميم رسوميات بالجامعة ومنحت صوتها للقائمة التابعة للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين. وأردفت “لا بنصوت في انتخابات رئاسة ولا في تشريعي ولا بلديات”.

وقال إياد طومار رئيس اللجنة الانتخابية وعميد شؤون الطلبة بجامعة بيرزيت إن الانتخابات فرصة لتعزيز القيم الديمقراطية بين الشبان. وسيمثل المجلس المنتخب مصالح الطلاب.

وأضاف “ما يعزز ويجعل انتخابات مؤتمر مجلس الطلبة في جامعة بيرزيت محط اهتمام وأنظار كافة الشعب الفلسطيني هو أنها تعكس الرؤى السياسية المختلفة في المجتمع الفلسطيني”.

وبالنسبة لطالبة علوم الحاسب لور عازم (20 عاما)، أسهمت الانتماءات الأسرية في إقناعها بالتصويت لحركة فتح التي لطالما هيمنت في السابق على بيرزيت. لكن في الأعوام الماضية، ومع تراجع شعبية السلطة الفلسطينية التي تسيطر عليها فتح، واجه الفرع الطلابي بالحركة صعوبات أيضا أمام الكتلة الإسلامية التابعة لحركة حماس.

واغتنمت حركة حماس تصويت الطلاب في أنحاء الضفة الغربية كفرصة لتعزيز حضورها في الضفة الغربية.

وفي وقت سابق هذا الشهر، فازت قائمة حركة حماس بانتخابات الطلاب في جامعة النجاح بنابلس، وهي كبرى جامعات الضفة الغربية.

ثقة بالمقاومة ووفاء لمن يعمل

 

وهكذا وعبر صندوق الاقتراع، وجّه الطلبة في كبرى جامعات الضفة الغربية رسائل لا تحتمل الالتباس على التمسك بخيار المقاومة، والثقة بمشروعها الذي يصون الوحدة والثوابت وينبذ التنسيق الأمني مع الاحتلال.

وانتزعت الكتلة الإسلامية خلال أسبوع واحد، فوزين مهمين في جامعة بيرزيت والنجاح في الضفة الغربية، رغم الحملة المزدوجة التي تواجهها من الاحتلال والسلطة.

 

حركة حماس، التي باركت الفوز، وجهت رسالة تقدير لهذا الجيل الذي حطّم كل رهان غير الرهان على الوطن والقضية، وأكّد للعالم بأن بوصلته لا تنحرف عن فلسطين والقدس.

نهج المقاومة هو السائد

ويذهب هشام قاسم، عضو قيادة حركة حماس في الخارج، إلى أن فوز الكتلة الإسلامية في انتخابات جامعة بيرزيت، وحصولها على أغلبية مقاعد مجلس الطلاب، يؤكد مصداقية نهجها، واقتناع آلاف الطلبة بمبادئها التي تعلنها، وثقتهم بما تحمله من قيم دينية ووطنية، استمرارا لفوزها فيما سبق من انتخابات طلابية في الجامعات الفلسطينية.

وأشار قاسم -في تصريح صحفي- إلى أن هذا الفوز الكبير للكتلة الإسلامية، وفي أوساط طلبة جامعة عريقة مثل بيرزيت، يمنحنا الاطمئنان بأن نهج المقاومة هو السائد في أوساط نخبة أبناء شعبنا الفلسطيني من الطلبة الجامعيين.

وشدد على أن الطلبة شكّلوا على الدوام رأس الحربة في المشروع الوطني الفلسطيني منذ عقود طويلة، ووقفوا على الدوام في قيادة مسيرة المقاومة التي أوجعت الاحتلال، وأقضّت مضاجعه في كل مراحل قضيتنا الوطنية العادلة.

وأوضح أن ما حققه أبناء الكتلة الإسلامية من فوز مشرّف، رغم ما واجهوه من ملاحقة أمنية قمعية نفذها الاحتلال الصهيوني وأعوانه، يقدم نموذجا حياً ومباشرا على صدق الانتماء، وحقيقة الولاء، الذي تجسّد في التصويت الحرّ للكتلة التي أكدت في كل المحافل الجامعية والطلابية أنها عند حسن ظنّ طلابها الذين انتخبوها، على صعيد تحقيق تطلعاتهم النقابية، وتوجهاتهم السياسية في الوقت نفسه.

هذا هو الوضع الطبيعي

الكاتبة والناشطة السياسية لمى خاطر أكدت أن الكتلة الإسلامية، ستبقى العصية على الإخضاع والتطويع، الوفية للأوفياء، المجددة ثقتها بمن يستحقها، المتقدمة معهم في دروب التميز والإبداع والعطاء.

وقالت خاطر -في تصريح نقلته حرية نيوز-: إن ما حققته الكتلة ليس فوزاً طارئاً، إنما الوضع الطبيعي، لأن الكتلة الإسلامية من أهم مكونات العمل الطلابي، وتنال ثقة الطلبة نظرا لتفانيها وعطائها وتبنيها لحقوقهم ومصالحهم.

ونبهت إلى أن العامل السياسي كان له دور في فوز الكتلة، بعدّ أنها امتداد لنهج المقاومة، وأن حماس تشكل حاميتها المؤتمنة على القضية الفلسطينية.

الشعب الواعي

وأوضحت خاطر أن حركة فتح قدمت خطابا مزيفا للطلبة، يناقض مرجعيتها التابعة للأجهزة الأمنية التي بلغت ممارساتها حدا لا يعقل من اعتداءات واعتقالات وتعذيب طالت عشرات الطلبة.

وأكدت أن الشعب الفلسطيني يلتف حول المقاومة، وأصبح واعياً وقادراً على التمييز بين من يمثله وبين من لا يمثله، وأن حركة فتح تدفع ثمن المنهج الذي تتبناه.

وأشارت إلى أن طلبة الجامعات وقود لحالة المقاومة المتصاعدة في الضفة الغربية، لأنهم على تماس مباشر مع القضايا الوطنية.

وأشادت خاطر بدور جامعة بيرزيت التي تتصدر الفعاليات الوطنية في الضفة الغربية، وهو نتاج حالة المقاومة العامة التي يتفاعل معها قطاع الشباب.

الوفاء لأهل العطاء

الكاتب هلال نصار، أشار إلى أن ما حققته الكتلة الإسلامية في بيرزيت رغم ما تعرض له أبناؤها من ملاحقة واعتقال في سجون الاحتلال والسلطة.

ويرى نصار في تعليق أرسله لـ “المركز الفلسطيني للإعلام” أن هذا الجيل يصمم على خوض الانتخابات بشكلها الاكاديمي والديمقراطي وبشفافية عالية ليقول كلمته الوفاء لأهل العطاء ورفاق الدرب على العهد والوعد ويجدد بيعته على ورثة الشهداء.

وشدد على أن هذا الفوز يدلل على تمدد شعبية المقاومة واحتضان الجماهير الفلسطينية لها، وانتصار كلمة الحق وتحقيق حلم شعبنا في الحرية والعودة.

صرح شامخ

أما الناشط السياسي ماجد حسن، فعدّ أن ما جرى في جامعة بيرزيت عرس ديمقراطي في صرح أكاديمي شامخ.

وقال حسن: إن ما يميز هذه الجامعة هو الشفافية والنزاهة العالية التي تتمتع بها في إدارتها للعملية الديمقراطية بين طلبتها، وحرصها على أن تعطي مساحة واسعة من حرية الرأي والتعبير لطلبتها، مترافقة مع تكافؤ فرص لكل أطيافهم سياسيا وفكريا، وفق حرية نيوز.

ودعا حسن لأن تعمم تجرية بيرزيت في كل جامعات الوطن، وأن تتبنى الخيار الديمقراطي.

وحصدت كتلة الوفاء الإسلامية في جامعة بيرزين 25 مقعداً، مقابل 20 لشبيبة فتح، و6 للقطب الطلابي، بعد أن حصلت الكتلة على 4481 صوتاً، مقابل 3539 للشبيبة، في صناديق كليات العلوم والاقتصاد والآداب وتكنولوجيا المعلومات وكمال ناصر.

أما في جامعة النجاح، فقد حصلت الكتلة الإسلامية 7264 صوتًا بما يُعادل 40 مقعدًا، والشبيبة الفتحاوية حصلت على 6986 صوتًا بما يعادل 38 مقعدًا، وقائمة أبو علي مصطفى (الجبهة الشعبية) حصلت على 516 بما يُعادل 3 مقاعد.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى