هل يفعلها عسكر باكستان ؟؟

بقلم: د. زيد احمد المحيسن

الوضع السياسي معقد ومربك في باكستان وتلمس اثاره على الحياة الاقتصادية والاجتماعية ، والمشهد يوحي بتنبؤات كثيرة للخروج من نفق الايام المظلمة التي يعيشها المواطن الباكستاني يوميا نتيجة للصراع السياسي المحموم بين شهاباز وعمران خان ، لا تبدو في الافق بوادر قريبة في انفراج للازمة التي اشتعلت منذ اقصاء خان عن سدة الحكم بخيوط خارجية وادوات تنفيذ محلية – اميركا – المتهم الرئيس فيها ، فالوضع الاقتصادي ينزلق نحو الهاوية من جراء عدم الاستقرار السياسي في باكستان.. ركود اقتصادي ، تضخم متصاعد ، ديوان خارجيه مستحقه ، احتياط العملة الصعبة في انخفاض مستمر، مقرضين جدد في تقلص تام ، ازمة ميزان المدفوعات في تصاعد مشكلاً ازمة، وواقع اقتصادي صعب التعافي السريع يحتاج الى سنوات طويلة في حال توفر عامل الاستقرار السياسي الذي هو صعب المنال حاليا ويحتاج الى جراحه موجعه.

قد يكون الانقلاب العسكري هو الخيار الامثل لهذه الاوضاع، خاصة بعد ظهور الارهاب المنظم من الداخل ومن دول الاطراف تجاه باكستان، حيث تمثل ذلك في الاعتداءات المستمرة على المرافق العامة والمراكز الامنية في كافة انحاء البلاد، وسقوط ضحايا يوميا من المدنيين ورجال الامن والجيش.

امام هذه التحديات التي اصبحت ماثلة للعيان ومادة خصبة للاعلام اليومي ووكالات الانباء العالمية للحالة المزرية التي تعاني منها باكستان حاليا ، وفي ظل ساسة همهم الكراسي اولا وفي ظل معاناة الاغلبية الساحقة من ابناء الشعب الباكستاني الذي ينشد الاستقرار وتوفير فرص العمل وخوفا من اندلاع الفوضى وانزلاق المشهد السياسي الحالي الى حرب اهلية وعدم وجود حل وسط يجمع طرفي الصراع الى توافقات يغلب فيها الصالح العام على المصالح الذاتية ، فان العسكر في طريقهم الى اخذ زمام المبادرة لوضع حد لهذه الفوضى التي قد تودي بالبلاد الى التقسيم والتدخلات الخارجية، كما حدث في عهود سابقة عندما انفصلت بنغلاديش عن باكستان نتيجة لظروف مشابهة للوضع الحالي الذي تمر به باكستان حاليا.

بكل اسف يبدو ان الانفراج السياسي بعيد المنال في ظل تمترس اطراف النزاع السياسي في خنادقهم وعدم وجود نوايا جدية لايجاد توافقات في المشتركات وفي حدها الادنى الجلوس معا على طاولة للبحث عن حلول وسط ترضى الطرفين وتكون قابلة للتنفيذ، وهذا لا عيب فيه في السياسة ولا يقلل من اهمية كل طرف من اجل الصالح العام .

امام هذا الصلف والجمود في المواقف اعتقد بأن الحل يصبح بيد الجيش الذي سيعيد الحياة الى طبيعتها يعد ان فقد الشعب الباكستاني ثقته كليا يالسياسيين الذين غلبوا مصالحهم الذاتية على الصالح العام ، نأمل ان لا يفعلها العسكر لكن الواقع المزري السياسي والاقتصادي والاجتماعي في باكستان يؤشر الى قدوم العسكر للمشهد بوضوح تام في اية لحظة .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى