النكبة العربية الكبرى في ذكراها الـ 75

بقلم: عبدالهادي الراجح

 

أجزم ان فلسطين العربية ستتحرر كاملة من البحر للنهر ، فليس لهذا الكيان السرطاني المجرم أي مستقبل في بلادنا العربية ، وما أقوله ليس اضغاث الأحلام، ولكنه استقراء للتاريخ وتسلسل أحداثه .
هذا ما نقوله ونجزم به اليوم ، بمناسبة الذكرى الــ75 للنكبة العربية الكبرى في فلسطين ، واصطناع ذلك النصر الرخيص لقطعان العدو الذي ما كان له أن يتم لولا خيانة الدبابات الأخرى ، والهدنة المعروفة التي أنقذت رقبة ذلك الكيان وتآمر الخونة والمرتشيين، وقبل ذلك وللانصاف فقد كانت كل الدول العربية تقريبا خاضعة للاستعمار الكونيالي البريطاني والفرنسي ، ومع ذلك حاولت الامبريالية العالمية والصهيونية صناعة اسطورة مزعومة للكيان الصهيوني، بأنه قليل العدد والعدة ولكن جيشه الصغير هزم سبعة جيوش عربية ، وهذا ما ردده أيضا الاعلام الناطق بالعربية للاسف بالمشاركة في ترويج تلك الخرافات حتى أصبحت وكأنها حقائق على الأرض .

الصحيح أن الواقع غير ذلك تماما ، حيث دخلت كل الجيوش العربية الى فلسطين بفعل التنافس والعداء بين أنظمة الحكم في ذلك الوقت ، وقد أوضح ذلك جليا الكاتب العربي الكبير محمد حسنيين هيكل رحمه الله بصراحة في كتابه الوثائقي (العروش والجيوش ، أزمة العروش وصدمة الجيوش) وكانت أعدادها أي الجيوش العربية متواضعة جدا وتدريبها ردئ، مع أن الجنود دخلوا بنية صادقة للقتال والتحرير ، ولكن الأنظمة لم تكن كذلك من حيث أعداد الجيوش المتواضعة جدا .
لقد قابلهم جيش صهيوني منظم يفوقهم عددا وعدة أضعاف المرات، ومعه متطوعون صهاينة من كل أنحاء العالم، وفوق كل ذلك بل والأهم كانت قيادة الجيوش العربية موكولة لكلوب البريطاني حيث بلده صاحبة وعد بلفور المشئوم ، وهي من سمحت قبل انهاء انتدابها لمئات الاف من القطعان الصهاينة القادمين من كل مزابل العالم بدخول فلسطين ، وبذلك غيرت بريطانيا ديمغرافية فلسطين وبالتالي لم تكن جيوش العرب مجتمعة تملك التفوق على الجيش الصهيوني من حيث العدد والعدة ، ومن قاتل معه من متطوعين من كل صهاينة العالم الذين أرادت دولهم التخلص من هذا الكم من النفايات البشرية، وساعدت على هجرتهم لفلسطين على حسابنا نحن العرب في فلسطين .

وكان المشروع الصهيوني في بدايته يتجاوز فلسطين الى الاردن وأجزاء من العراق وحتى الجزيرة العربية وسيناء ، لكن ذلك المشروع ولد ميتا وغير قابل للحياة على أرض الواقع .
نحن العرب لا نقرأ التاريخ جيدا بكل اسف، فبعد 75 عاما على النكبة هل أصبح هذا الكيان دولة لكل صهاينة العالم كما قدم نفسه ؟
ام ان كل ما استطاعت الصهيونية جمعه من كل نفايات العالم مجرد بضعة ملايين على حساب اخواننا في فلسطين التاريخية .
أما الحروب التي عقبت النكبة فان هذا الكيان لم ينتصر في معركة، فحتى عدوان حزيران يونيو عام 1967 م لم يكن حربا بل مؤامرة عدوانية صهيونية ساهمت بها الولايات المتحدة وبريطانيا، وقصته معروفة في تخدير مصر الناصرية وتطمينها بانه ليس هناك حرب ، وأن الحل سيكون سياسيا لأزمة اغلاق خليج العقبه ، وكانت تلك التطمينات من قطبي العالم أمريكا والاتحاد السوفيتي ناهيك عن خيانة اصحاب الجلالة من ملوك العرب وصاحب رسالة العار الشهيرة لسيده الرئيس الأمريكي الأكثر صهيونية ليدن جونسون معروفة ؛ بهدف الخلاص من الزعيم جمال عبد الناصر رحمه الله أو تحجيمه، وباقي التفاصيل معروفة ولا داعي للسرد ، غير ذلك خسر العدو الصهيوني كل حروبه مع العرب من حرب الاستنزاف الطويلة الى حرب الكرامة الى حرب أكتوبر المغدورة الى حروب لبنان التي تكللت بتحرير جنوبه الصامد، وصولا لهزيمة العدو الساحقة عام 2006م أمام جحافل أبطال حزب الله والمقاومة اللبنانية ، وفشل العدو في حروبه المستمره على غزه العزه ، غزه الصمود والتحدي التي يخوض اليوم فصيل من مقاومتها الحرب ضد هذا الكيان السرطاني الذي توهم أن اغتيال بعض القادة الشهداء سيحيد حركة الجهاد الاسلامي الصامدة المؤمنة ، ولكنه لم يفهم ما قاله المقاوم أبو حمزه الناطق باسم الحركة حيث قال : بأن استشهاد القادة الميدانيين لم ولن يؤثر على المقاومة، لأن كل جندي هو قائد وكل قائد هو مشروع شهيد .
رحم الله شهداء فلسطين وكل العرب .
وتمر اليوم ذكرى النكبة الـ75 ولكن بطعم المقاومة والاستشهاد والانتصار، وفشل العدو في اثبات نفسه ووجوده امام شعب عظيم تستقبل نساؤه وأطفاله شهدائهم بالفرح والزغاريد .
وفي ذكرى النكبة وغيرها سنظل نقول بكل اليقين ان فلسطين عربية ولن تكون غير ذلك، وهي الرقم الذي لا يقبل القسمة ولا دوام الاحتلال .
المجد والخلود لشهدائنا الأبرار ، ولا نامت أعين الجبناء .

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى