بدء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية التركية.. أردوغان اليوم الاحد أمام أصعب إمتحان، فهل يُكرم أم يُهان ثم يُهان ؟؟

انقرة – افتتحت مراكز الاقتراح في تركيا أبوابها أمام الناخبين، في الثامنة من صباح اليوم الأحد، للتصويت في واحدة من الانتخابات الرئاسية والبرلمانية الأكثر أهمية في تاريخ البلاد الحديث الممتد لمئة عام، والتي تشكل تحديا جديا للرئيس، رجب طيب إردوغان، بعد 20 عاما في السلطة، حيث يواجه معارضة موحدة مدعومة بقاعدة شعبية واسعة.

وقد توجه الناخبون الأتراك إلى صناديق الاقتراع للتصويت في الانتخابات الرئاسية، والانتخابات البرلمانية بدورتها الثامنة والعشرين. واصطف الناخبون في طوابير طويلة تشكلت قبل فتح أبواب مراكز الاقتراع عند الساعة الثامنة صباحا في اسطنبول وأنقرة.

وفتحت مراكز التصويت أبوابها في الثامنة صباحا (0500 بتوقيت غرينتش) على أن تغلق في الخامسة مساء (1400 بتوقيت غرينتش).

ووفق وكالة الأناضول، تنتشر في عموم البلاد أكثر من 191 ألف صندوق اقتراع، حيث يدلي نحو 60 مليون و600 ألف ناخب بأصواتهم، من ضمنهم نحو 4 ملايين و900 ألف ناخب يشاركون لأول مرة، لاختيار رئيس البلاد لفترة تمتد خمس سنوات، إلى جانب اختيار أعضاء البرلمان.

وبموجب قانون الانتخابات التركي، يحظر إعلان أي نتائج حتى التاسعة مساء.

وبحلول ساعة متأخرة، الأحد، قد يكون هناك مؤشر جيد على ما إذا كان سيتم إجراء جولة إعادة في انتخابات الرئاسة.

انتخابات مصيرية
لن يقرر التصويت فحسب من يقود تركيا، وهي دولة عضو في حلف شمال الأطلسي يبلغ عدد سكانها 85 مليون نسمة، ولكن أيضا طريقة الحكم، وإلى أين يتجه اقتصاد البلاد وسط أزمة غلاء معيشة عميقة، وشكل سياستها الخارجية التي اتخذت منعطفات غير متوقعة.

وقبل فتح باب الاقتراع، أظهرت استطلاعات الرأي أن المنافس الرئيسي لإردوغان، كمال كيليتشدار أوغلو، الذي يرأس تحالفا من ستة أحزاب معارضة، يتقدم على نحو طفيف.

لكن إذا فشل أي منهما في الحصول على أكثر من 50 بالمئة من الأصوات، فستجرى جولة إعادة في 28 مايو.

وفي هذه الانتخابات يختار الناخبون أيضا برلمانا جديدا، ومن المحتمل أن يكون هناك سباق متقارب بين تحالف الشعب الذي يتألف من حزب العدالة والتنمية المحافظ ذي الأصول الإسلامية بزعامة إردوغان، وحزب الحركة القومية اليميني وآخرين، وتحالف الأمة بزعامة كيليتشدار أوغلو، المكون من ستة أحزاب معارضة، بما في ذلك حزب الشعب الجمهوري الذي أسسه، مصطفى كمال أتاتورك، مؤسس تركيا الحديثة.

انتخابات ما بعد الزلزال
وتجري الانتخابات بعد ثلاثة أشهر من وقوع زلازل في جنوب شرق تركيا أودت بحياة أكثر من 50 ألف شخص.

وقد عبر كثيرون في الأقاليم المتضررة عن غضبهم من بطء استجابة الحكومة الأولية للكارثة، لكن لا يوجد دليل يذكر على أن هذه القضية قد غيرت اتجاهات الناس في التصويت.

ولا يُعرف مدى تأثير الزلزال القوي الذي دمر الربع الجنوبي من البلاد وأسفر عما لا يقل عن 50 ألف قتيل.

وفي أنطاكية القديمة المدمرة، سافر الناس أحيانًا بالحافلة لساعات عائدين للتصويت في المدارس المدمرة، أو في حاويات حُولت إلى مراكز اقتراع.

دور محوري للأكراد
وسيلعب الناخبون الأكراد، الذين يمثلون 15-20 بالمئة من الناخبين، دورا محوريا، ومن غير المرجح أن يحصل تحالف الأمة على أغلبية برلمانية بمفرده.

وحزب الشعوب الديمقراطي المؤيد للأكراد ليس جزءا من تحالف المعارضة الرئيسي، لكنه يعارض بشدة إردوغان بعد حملة قمع ضد أعضائه في السنوات الأخيرة.

وقد جاءت دعوة حزب الشعوب الديموقراطي التركي المعارض إلى التصويت لصالح، كمال كيليتشدار أوغلو، المنافس الرئيسي للرئيس رجب طيب إردوغان، في الانتخابات الرئاسية التركية، لتثير التساؤلات حول مدى قدرة مرشح المعارضة على الوصول لكرسي الرئاسة، بينما يكشف خبراء لموقع “الحرة” تأثير تلك الدعوة على نتائج الانتخابات المرتقبة.

وأعلن الحزب دعمه كيليتشدار أوغلو، في السباق الرئاسي.

ويخوض “الشعوب الديمقراطي” الانتخابات البرلمانية تحت شعار حزب اليسار الأخضر الصغير بسبب دعوى قضائية رفعها ممثل ادعاء كبير يسعى إلى حظر حزب الشعوب الديمقراطي بسبب صلته بالمسلحين الأكراد، وهو ما ينفيه الحزب.

نهاية حقبة؟
عشية انتخابات حاسمة لتركيا ومستقبلها، حشد الرئيس المنتهية ولايته إردوغان مؤيديه في كل أنحاء اسطنبول طوال السبت الذي ختمه بالصلاة في آيا صوفيا، الكاتدرائية التي أعاد تحويلها إلى مسجد، فيما أشاد كيليتشدار أوغلو في أنقرة بمؤسس الجمهورية العلمانية مصطفى كمال أتاتورك.

وإردوغان البالغ من العمر 69 عاما، خطيب قوي وصاحب باع طويل في الحملات الانتخابية، وبذل قصارى جهده خلال حملته الانتخابية وهو يكافح من أجل اجتياز أصعب اختبار سياسي له.

ويحظى بولاء قوي من الأتراك المتدينين الذين شعروا في وقت ما أنهم محرومون من حقوقهم في تركيا العلمانية، ونجت حياته السياسية من محاولة انقلاب في عام 2016 والعديد من فضائح الفساد.

والانحراف الاستبدادي الذي شهده العقد الماضي واشتد منذ الانقلاب الفاشل في العام 2016 والاقتصاد المتعثر مع انخفاض قيمة الليرة التركية بمقدار النصف خلال عامين وزيادة التضخم حتى 40 بالمئة على مدار عام واحد وفقًا للأرقام الرسمية التي لا تحظى بالإجماع، كل هذا أضر بمصداقية رئيس الدولة وشعبيته فيما يروج للإنجازات العظيمة والتنمية الحقيقية التي حققها خلال حكمه منذ العام 2003 ، وفقا لوكالة “فرانس برس”.

إردوغان أقر بصعوبة جذب الشباب الذين سيصوت أكثر من 5,2 ملايين منهم لأول مرة.

وإذا أطاح الأتراك بإردوغان، فسيكون ذلك إلى حد كبير لأنهم رأوا ازدهارهم ومساواتهم وقدرتهم على تلبية الاحتياجات الأساسية تتدهور مع معدل تضخم تجاوز 85 بالمئة في أكتوبر 2022، إلى جانب انهيار الليرة، وفقا لوكالة “رويترز”.

أما كيليتشدار أوغلو البالغ من العمر 74 عاما فهو موظف حكومي سابق ويعد بأنه إذا فاز سيعود إلى السياسات الاقتصادية التقليدية.

ويقول أيضا إنه سيسعى لإعادة البلاد إلى نظام الحكم البرلماني، من النظام الرئاسي التنفيذي لإردوغان الذي تم تمريره في استفتاء عام 2017.

كما وعد باستعادة استقلال القضاء الذي يقول منتقدون إن إردوغان استخدمه في قمع المعارضة.

وخلال الفترة التي قضاها في السلطة، سيطر إردوغان بشدة على معظم المؤسسات التركية وهمش الليبراليين والمنتقدين.

وقالت “منظمة هيومن رايتس ووتش”، المدافعة عن حقوق الإنسان في تقريرها العالمي لعام 2022 إن حكومة أردوغان تسببت في تراجع سجل تركيا في مجال حقوق الإنسان لعقود.

وإذا فاز كيليتشدار أوغلو، فسيواجه تحديات في الحفاظ على تحالف معارض موحد يضم قوميين وإسلاميين وعلمانيين وليبراليين.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى