لعبة مفضوحة.. إسرائيل تهدد باستهداف قادة الجهاد الإسلامي في الخارج، بينما تُعطي الأمان لقادة حماس

القدس/ الحرة – يحيى قاسم

في الوقت الذي يتحدث الجيش الإسرائيلي عما يصفه بإنجازاته في داخل قطاع غزة، يبدو أن استمرار العملية العسكرية لن يكون في صالحه.

فمنذ بدء العملية العسكرية والتي يركزها قصدا ضد الجهاد الإسلامي، أفلح في تصفية ستة من قياديي التنظيم بينهم خليل بهتيني عضو المجلس العسكري وقائد المنطقة الشمالية والذي كان يحرك العمليات ضد إسرائيل بصورة أساسية، حسبما قال مصدر تحدث إلى “الحرة”.

تصفية القياديين أضعفت قدرات التنظيم حيث أن إطلاق القذائف خلال الساعات الأخيرة من، السبت، من قطاع غزة انخفض بنسبة 50 في المئة حسبما رصد اللفتنانت كولونيل “ع” قائد وحدة طلاق النار في الجيش الإسرائيلي.

وفيما يبدو تصعيدا عسكريا من جانب إسرائيل من أجل لجم إطلاق النار من قبل الجهاد الإسلامي، بدأ سلاح الجو الإسرائيلي خلال اليومين الماضيين استهداف مقار ومساكن تابعة لقياديين أخرين في الجهاد الإسلامي والتي يقول إنها تستخدم كمقار عسكرية.

تم استهداف منزل محمد أبو العطا شقيق بهاء أبو العطا الذي اغتالته إسرائيل في عام 2019، كما أغارت طائرة أخرى على مقر قيادة آخر لمسؤول في الجهاد الإسلامي هو المدعو خالد عزام الناشط البارز في الوحدة الصاروخية للواء غزة في الجهاد.

واستهدف الجيش الإسرائيلي أيضا منصات صاروخية تحت الأرض في أنحاء قطاع غزة حيث تم رصد إطلاق قذائف صاروخية من بعضها نحو منطقة غلاف غزة.

لكن يبدو أن بنك الأهداف ضد الجهاد الإسلامي بدأ ينفد، ففي هذه الأثناء يدرك الجيش الإسرائيلي أن التكتيك العسكري قد ينقلب عليه في حال وقوع حادثة على سبيل المثال ومقتل أبرياء في الجانب الإسرائيلي أو الفلسطيني ما يثير ردود أفعال محلية أو عالمية ضده.

وفي الوقت الذي لا تزال حركة حماس تقف على الحياد من العملية العسكرية، فإن وقوع إصابات في صفوف المدنيين في غزة قد يقحمها على الدخول في خط المواجهة.

يدرك كبار الضباط في الجيش الإسرائيلي هذا الأمر ويقولون إنهم يعملون ما يمكنهم من أجل تفادي إصابة الأبرياء ويحاولون إثبات ذلك من خلال نشر مقاطع فيديو من سلاح الجو تؤكد أنه يعمل لتجنب إصابة الأبرياء حتى وإن كان الثمن التخلي عن هدف له في الجانب الفلسطيني.

أما الأمر الثاني الذي يتفادى الجيش الإسرائيلي استهدافه، فهم قادة حركة حماس.

وفي حين يستهدف الجيش الإسرائيلي قيادة الجهاد الإسلامي في داخل قطاع غزة وفي الضفة الغربية، فإنه لا يستبعد القيام بتصفيات مشابهة لقياديين في الخارج موجودين في لبنان أو أماكن أخرى، حسبما ألمح المصدر الإسرائيلي خلال حديثه مع مراسل “الحرة” في القدس.

وتواصل قوات الأمن الإسرائيلي عملها ضد قياديي الجهاد الإسلامي في الضفة الغربية، ففي عملية مشتركة قامت قوات من الجيش بتوجيه استخباري من جهاز الشاباك بالعمل في مخيم بلاطة في نابلس وصادرت أسلحة وعبوات ناسفة وعتادا عسكريا.

وخلال العملية العسكرية اقتحمت القوات المبنى الذي استخدم كشقة اختباء لعناصر تابعين للجهاد الإسلامي في المخيم، والذي قال الجيش الإسرائيلي إنه “من هناك خططوا لتنفيذ هجمات ضد قواته في المنطقة وقاموا بتصنيع عبوات ناسفة ومتفجرات للهجمات”، مضيفا أن مدنيين فلسطينيين سقطا في العملية نتيجة تبادل لإطلاق النار.

وفي الوقت الذي لا تزال إسرائيل ترى أن حركة حماس هي “تنظيم معاد”، إلا أنها تتعامل معها على أنها مسؤولة عن حوالي مليوني شخص من سكان قطاع غزة.

ولذلك تدرك حركة حماس أن مواجهة عسكرية في هذه المرحلة قد تعيد قطاع غزة إلى الوراء.

ومن ناحية ثانية تدرك إسرائيل أن عدد القذائف لدى حركة حماس هو أضعاف العدد المتواجد لدى الجهاد الإسلامي وذات مديات أبعد ودقة أكبر وهو ما يخلق نوعا من ميزان الردع لدى الطرفين.

وفيما يبدو محاولة من قبل إسرائيل لممارسة الضغط على الطرف الفلسطيني لوقف إطلاق النار، حذر مسؤولون في وزارة الدفاع الإسرائيلية من استمرار إغلاق معبري كرم أبو سالم جنوبي القطاع وبيت حانون شماله وخاصة بعد تعرضهما لإطلاق قذائف هاون متواصل منذ بدء التصعيد العسكري.

يشكل هذا الأمر خطرا على فتح هذه المعابر لغرض حركة الأشخاص أو إدخال البضائع، وكذلك على مشغّلي المعبر أو المارين منه.

من جانب آخر وفي إطار المساعي الدولية للتوصل إلى تهدئة، دعت نائبة وزير الخارجية الأميركي وندي شيرمان في اتصال هاتفي، الجمعة، مع الوزير المسؤول عن الشؤون الاستراتيجية في إسرائيل رون درمر إلى إبرام اتفاق فوري لوقف إطلاق النار.

وأدانت شيرمان بشدة “الإطلاق العشوائي للصواريخ على إسرائيل من الجماعات الإرهابية المتمركزة في غزة، مما يعرض للخطر رفاه الإسرائيليين والفلسطينيين”.

وشددت أن الإسرائيليين والفلسطينيين على حد سواء يستحقون العيش بأمان وأمان. وأعربت عن أسفها العميق لسقوط ضحايا مدنيين فلسطينيين وإسرائيليين” حسبما جاء في بيان للخارجية الاميركية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى