انسحاب المرشح محرم إنجه من سباق الرئاسة سوف يصبّ في صالح مرشح المعارضة التركية قليجدار أوغلو

إسطنبول- أعلن محرم إنجه، أحد المنافسين الأربعة للرئيس التركي رجب طيب أردوغان في الانتخابات الرئاسية المقررة الأحد المقبل، انسحابه من السباق، وهو ما قد يساعد على انتخاب كمال قليجدار أوغلو المعارض الرئيسي لأردوغان، في وقت كانت المعارضة تتخوف فيه من تأثير الانقسام على حظوظها.

ويأتي هذا بعد أن أظهر استطلاع رأي أخير أن أردوغان يتخلف عن منافسه قليجدار أوغلو بأكثر من خمس نقاط مئوية.

وقال إنجه رئيس حزب “الوطن”، الذي نال ما بين 2 و4 في المئة من نوايا التصويت في استطلاعات الرأي الأخيرة، خلال مؤتمر صحفي “أسحب ترشّحي” للانتخابات.

وقد استقال عدة مسؤولين من حزبه في الأيام الماضية تخوفا من أن يصب ترشح إنجه في صالح أردوغان ويضعف فرص مرشح المعارضة في الفوز.

وبرر إنجه انسحابه قائلا إن تحالف المعارضة بقيادة قليجدار أوغلو “سيحمّله كل المسؤولية” في حال خسارته أمام الرئيس التركي، مضيفا “لا أريد أن يكون لديهم أي عذر”.

وسبق أن اتهمت المعارضة إنجه بتفتيت الأصوات.

وقال أردوغان إنه “حزين” لدى سماعه نبأ انسحاب إنجه، وأضاف أمام حشد انتخابي في أنقرة “أتمنى أن يستمر هذا السباق كما هو الحال حتى النهاية”.

وفي وقت لاحق دحض المرشح الثالث للرئاسة، السياسي القومي سنان أوغان، مزاعم تفيد بأنه سينسحب أيضا. وغرد عبر تويتر “نوشك أن نبدأ”.

وكان محرم إنجه في 2018 مرشح حزب الشعب الجمهوري، الذي يرأسه قليجدار أوغلو، للانتخابات الرئاسية لكن أردوغان هزمه من الدورة الأولى. ثم أنشأ إنجه لاحقا حزبه القومي العلماني في مايو 2021.

ويعتبر قليجدار أوغلو، مرشح التحالف الذي يضم ستة أحزاب معارضة، في موقع جيد لمنافسة الرئيس التركي الذي يواجه للمرة الأولى منذ عشرين عاما معارضة موحدة.

وفي أحدث استطلاع للرأي نشره الخميس معهد كوندا الشهير، حصل قليجدار أوغلو على 49.3 في المئة من الأصوات في الدورة الأولى مقابل 43.7 في المئة لأردوغان و2.2 في المئة لمحرم إنجه. وقد يحصل المرشح سنان أوغان على 4.8 في المئة من الأصوات.

وتعزز هذه النتائج انطباع أن أردوغان سيواجه في الانتخابات المرتقبة أكبر تحد في فترة حكمه التي استمرت عقدين.

وتعقدت مهمة أردوغان بسبب أزمة تكاليف المعيشة التي نجمت عن تراجع الليرة وارتفاع التضخم والزلزال المدمر في فبراير الذي أودى بحياة أكثر من 50 ألف شخص في تركيا وترك الملايين بلا مأوى.

وَوِفقًا لاستطلاع أجراه معهد ميتروبول في مطلع أبريل الماضي، سيعود انسحاب محرم إنجه بالفائدة على قليجدار أوغلو أكثر من الرئيس المنتهية ولايته.

وسيخوض أردوغان الاقتراع الأكثر غموضا الأحد منذ توليه السلطة في عام 2003، أولا كرئيس للوزراء.

ووعد الرئيس التركي، الذي تراجعت شعبيته بسبب الأزمة الاقتصادية التي ضربت البلاد، الخميس بمضاعفة رواتب موظفي القطاع العام بعد أن أعلن الثلاثاء زيادة رواتب موظفي هذا القطاع بنسبة 45 في المئة لـ700 ألف موظف حكومي.

وينافسه قليجدار أوغلو، الموظف الحكومي الكبير سابقا البالغ من العمر 74 عامًا، والذي وعد بالعودة إلى لعبة الديمقراطية.

وبالإضافة إلى دعم ائتلافه حصل المرشح على دعم حزب الشعوب الديمقراطي، الحزب الرئيسي الموالي للأكراد في البلاد والقوة السياسية الثالثة في تركيا.

وفي مدينة سيفاس المحافظة أكد قليجدار أوغلو الخميس أنه سيحمي حقوق جميع الأتراك.

وتعتبر الانتخابات الرئاسية والبرلمانية التي ستُجرى الأحد بمثابة حكم على أردوغان الذي أمضى الفترة الأطول في الحكم، وعلى التحوّل الاجتماعي الذي قاده حزبه ذو الجذور الإسلامية.

وتعدّ هذه الانتخابات الأكثر أهمية في تركيا منذ أجيال، كما أنّها الأصعب في مسيرة الرجل البالغ من العمر 69 عاما.

ومن المقرر أن يجدد ناخبو البلاد البالغ عددهم 64 مليونا أعضاء البرلمان أيضا الأحد حيث يتمتع الرئيس المنتهية ولايته وحلفاؤه بالأغلبية.

وصوّت أكثر من 1.8 مليون تركي في الخارج وفي مراكز الجمارك، وفقًا لأرقام اللجنة العليا للانتخابات التركية.

وقال نائب وزير الخارجية التركي ياسين أكرم سيريم “لقد سجلنا مشاركة قياسية في الخارج مقارنة بالانتخابات السابقة”.

وقبل خمس سنوات صوت الأتراك في الخارج، الذين يشكلون 5 في المئة من إجمالي 64.1 مليون ناخب تركي، في الدورة الأولى بنحو 60 في المئة لصالح أردوغان مقابل 52.6 في المئة لجميع الأتراك.

المصدر: جريدة العرب

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى