مصرع 5 أشخاص بينهم يهوديان وأصابة 10 آخرين في عملية إطلاق نار وقعت بالقرب من كنيس في جزيرة جربة التونسية

 

تونس – قتل 5 أشخاص وأصيب 10 آخرون بجروح متفاوتة، وذلك جراء عملية إطلاق نار وقعت بالقرب من كنيس في جزيرة جربة التونسية، بحسب ما أفادت وزارة الداخلية التونسية، اليوم الأربعاء، علما أن من بين القتلى منذ عملية إطلاق النار.

وقالت وزارة الداخلية التونسية، إن مهاجما حاول الوصول في ساعات متأخرة من الليل إلى معبد يهودي في جزيرة جربة وقتل اثنين من عناصر الأمن واثنين من الزوار اليهود، بالتزامن مع احتفالات سنوية لليهود داخل المعبد.

وأضافت الوزارة أن عنصر أمن داهم مركز الحرس البحري بجزيرة جربة وقتل عنصرا أمنيا في المركز وسرق سلاحه، ثم توجه إلى محيط الكنيس وأطلق النار على اثنين من الزوار، قبل أن يلقى مصرعه خلال تبادل إطلاق نار مع قوات الأمن.

ووفقا لبيان وزارة الداخلية، فإن هذه العملية أسفرت عن مقتل عنصر أمن واثنين من الزوار لم يكشف عن هويتهما، كما أصيب 5 من عناصر الأمن و5 أشخاص إصابات متفاوتة الخطورة.

وأكدت الداخلية أنه تم تطويق الكنيس وتأمين جميع الموجودين داخله وخارجه، مضيفة أن البحث مستمر لمعرفة دواعي هذا الهجوم.

وأظهرت فيديوهات حالة من الخوف والاضطراب داخل الكنيس أثناء إطلاق النار.

وذكرت وزارة الخارجية التونسية في بيان لها أن الزائرين الضحيتين هما تونسي في الثلاثين من العمر، وفرنسي في الثانية والأربعين من عمره، دون تحديد إن كان الاثنان يهوديين أو مجرد زوار.

وأكدت وزارة الداخلية التونسية أنه تم تطويق الكنيس وتأمين جميع المتواجدين داخله وخارجه، مشيرة إلى استمرار التحقيقات لمعرفة دواعي هذا الاعتداء الذي وصفته بـ”الغادر والجبان”.

وفي سياق متصل، قالت إذاعة الجيش الاسرائيلي إن السلطات التونسية أحبطت “هجوما كبيرا” كان يستهدف اليهود في كنيس الغريبة في جربة التونسية.

وأضافت الإذاعة الإسرائيلية نقلا عن شهود عيان، أن الحادث وقع خلال احتفال مئات اليهود بينهم إسرائيليون بإحياء ذكرى الحاخام شمعون بار يوحاي في الكنيس.

وأفاد الشهود أنه، في خضم هذه الاحتفالات، سمع إطلاق نار خارج المعبد، وأغلقت قوات الأمن على الفور بواباته ومنعت الزوار اليهود من المغادرة.

 مقتل يهودي يحمل الجنسية الإسرائيلية

وأصدرت وزارة الخارجية الإسرائيلية، اليوم الأربعاء، بيانا جاء فيه “وقع حادث إطلاق نار في جزيرة جربة في تونس، وبحسب معلومات تلقتها وزارة الخارجية، فمن بين القتلى اثنين يهوديين أبناء عمومه أحدهما يحمل الجنسية الإسرائيلية والآخر يحمل جنسية أجنبية”.

وأضاف في البيان “وزارة الخارجية على اتصال بأفراد عائلة المتوفى وهي على استعداد لمساعدة إسرائيليين إضافيين حسب الحاجة”.

من جهته، قال المتحدث باسم وزارة الخارجيّة الأميركية ماثيو ميلر، على تويتر، إن “الولايات المتحدة تندد بالهجوم الذي وقع في تونس ويتزامن مع موسم الحج اليهودي السنوي الذي يجتذب مصلين من كل أنحاء العالم إلى كنيس الغريبة”. وأضاف “نعرب عن تعازينا للشعب التونسي ونثني على التحرك السريع لقوات الأمن التونسية”.

وفقا للمنظمين، فقد وفد هذا العام أكثر من 5000 يهودي، معظمهم من الخارج، للمشاركة في حج الغريبة الذي استؤنف السنة الماضية بعد انقطاع دام عامين بسبب كوفيد-19.

ينظم الحج إلى كنيس الغريبة سنويا في اليوم الثالث والثلاثين من عيد الفصح اليهودي، وهو في صميم تقاليد اليهود التونسيين الذين لا يزيد عددهم على 1500، يعيشون بمعظمهم في جربة، في مقابل مئة ألف قبل الاستقلال عام 1956.

ويأتي حجّاج أيضا من الدول الأوروبية أو الولايات المتحدة أو حتى إسرائيل، لكن عددهم تضاءل إلى حد كبير بعد اعتداء عام 2002.

ويجتذب موسم الزيارة السنوية لكنيس الغريبة، وهو أقدم كنيس في أفريقيا، مئات اليهود من أوروبا وإسرائيل إلى جزيرة جربة التي تعد منتجعا سياحيا رئيسيا قبالة سواحل جنوب تونس وتبعد 500 كيلومتر عن العاصمة تونس.