فيما رحب الرئيس تبون بعودتها.. اجتماع “استثنائي” بالقاهرة، غداً الاحد، للتصويت على عودة سوريا للجامعة العربية/ فيديو

 

الجزائر – رحب الرئيس الجزائري، عبد المجيد تبون بعودة سوريا إلى المحيط العربي، مبرزا أن سوريا عضو مؤسس للجامعة العربية ولا يمكن حرمانها من حقوقها، مؤكدا بأن موقف الجزائر من سوريا “لم يتغير أبدا”.

وأشار تبون، خلال لقائه مع مدراء الصحف في احتفالية اليوم العالمي لحرية الصحافة، إلى أن المساعدة التي قدمتها الجزائر لسوريا عقب الزلزال مدمر في شباط/فيفري المنصرم كانت “هبة من القلب، غير خاضعة لأي حسابات سياسية”، مسجلا في هذا الصدد أن مواقف الجزائر وجميع مبادراتها ترتكز حصريا على مبدأ التضامن والتآزر العربي بعيدا عن كل الحسابات السياسية أو المصالح الضيقة.

وربط الرئيس الجزائري الوضع في سوريا بالنظام الدولي قائلا: ”هناك نظام دولي يفرض فيه القوي منطقه على الضعيف ونتمنى أنت تتغير الأمور “، معربا عن أمله في أن “تتغير الرؤية العربية” وأن يلتئم الصف العربي ويصبح قوة. وأضاف قائلا في السياق ذاته: “من المفروض أن نكون نحن أول من يؤمن بقوتنا”.

ويأتي تصريح تبون بعد يومين من استقباله رئيس مجلس الشورى السعودي الذي أدى زيارة للجزائر في خطوة تستهدف وفق مراقبين احتواء التوتر الصامت الذي أعقب اجتماع جدة الذي جمع 9 دول عربية لغرض تباحث المسألة السورية، والذي لم تحضر فيه الجزائر على الرغم من كونها الرئيس الحالي للجامعة العربية على مستوى القمة

وقد عملت الجزائر على إعادة سوريا إلى مقعدها خلال القمة التي احتضنتها في تشرين الثاني/نوفمبر لكن الخلافات العربية حالت دون ذلك. وظل مقعد سوريا شاغرا في الجامعة العربية منذ تشرين الثاني/ نوفمبر 2011، عقب اجتماع طارئ في القاهرة، علق فيه وزراء الخارجية العرب عضويتها بأغلبية 18 دولة، بعد نحو 8 أشهر من اندلاع الاحتجاجات والثورة التي تحولت فيما بعد إلى حرب أهلية طاحنة حصدت آلاف القتلى وملايين المهجرين وخلفت دمارا هائلا بالبلاد.

 اجتماع “استثنائي” للتصويت على عودة سوريا للجامعة 
هذا وقد أفاد مسؤول دبلوماسي رفيع المستوى لشبكة “سي إن إن” الإخبارية إن أعضاء جامعة الدول العربية سيصوتون على “إلغاء تجميد عضوية سوريا”، غدا الأحد، وذلك خلال “جلسة استثنائية”، في وقت يصمم فيه الأردن على إنهاء تجارة المخدرات عبر حدوده حتى لو لجأ للخيار العسكري داخل دمشق.

وقال الدبلوماسي الرفيع الذي لم تكشف “سي إن إن” عن هويته، إن هذه الجلسة التي تستضيفها القاهرة، “تمت الدعوة لعقدها لمناقشة (قضيتي) سوريا والسودان”.

وأضاف الدبلوماسي أنه إذا تمت الموافقة على عضوية سوريا، فمن المحتمل جدا أن يترأس الرئيس السوري، بشار الأسد، وفد بلاده خلال القمة العربية التي تحتضنها الرياض في يوم 19 مايو.

وبعد الحرب الأهلية الدامية في أعقاب ثورات ما يسمى الربيع العربي عام 2011، قطعت عدد من الدول العربية علاقاتها بسوريا التي جمدت عضويتها من جامعة الدول العربية.

في وقت سابق، نقلت وكالة فرانس برس عن دبلوماسي وصفته بـ “رفيع المستوى” دون الكشف عن اسمه، قوله إن جامعة الدول العربية ستعقد، غددا الأحد، اجتماعين غير عاديين على مستوى وزراء الخارجية لبحث الحرب في السودان ومسألة عودة سوريا إلى الجامعة.

وسيرأس هذه الاجتماعات وزير الخارجية المصري، سامح شكري، الذي تتولى بلاده حاليا الرئاسة الدورية لمجلس جامعة الدول العربية.

ومنتصف أبريل الماضي، عُقد اجتماع لدول مجلس التعاون الخليجي في جدة غرب السعودية، شاركت فيه أيضا مصر والعراق والأردن لبحث مسألة عودة سوريا إلى الجامعة العربية.

وعقب اجتماع جدة بأيام زار وزير الخارجية السعودي دمشق، في أول زيارة رسمية سعودية إلى سوريا منذ القطيعة بين الدولتين مع بدء النزاع في سوريا قبل 12 عاما. وسبق هذه الرحلة زيارة وزير الخارجية السوري، فيصل المقداد، إلى المملكة.

إلى ذلك، يعتقد وزير الخارجية الأردني، أيمن الصفدي، في مقابلة مع الشبكة الأميركية ذاتها أن هناك أصواتا كافية داخل جامعة الدول العربية لعودة سوريا.

وقال الصفدي إن “الجميع” في الجامعة العربية مستعدون لإنهاء الأزمة السورية، لكن هناك خلافات حول النهج الأفضل.

وأودى النزاع بحياة أكثر من نصف مليون شخص وشرد أكثر من نصف سكان سوريا داخل البلاد وخارجها. كما أنه حول البلاد إلى ساحة تصفية حسابات بين قوى إقليمية ودولية، وترك كل ذلك أثره على الاقتصاد المنهك جراء الدمار الهائل الذي لحق بالبنى التحتية والمصانع والإنتاج.

وهدأت الجبهات نسبيا منذ 2019، وإن كانت الحرب لم تنته فعليا. وتسيطر القوات الحكومية حاليا على غالبية المناطق التي فقدتها في بداية النزاع بفضل دعم حليفين رئيسيين، إيران وروسيا.

 

https://www.facebook.com/watch/?v=1122012248733181

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى