أبعاد زيارة الرئيس الإيراني إلى دمشق

وصل الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، يوم الإربعاء 3آيار/مايو 2023، إلى دمشق على رأس وفد وزاري سياسي واقتصادي رفيع المستوى ،يتكون من وزير الخارجية حسين أمير عبد اللهيان، ووزير الدفاع محمد رضا آشتياني، ووزير النفط جواد أوجي، ووزير الطرق والتنمية العمرانية مهرداد بذرباش، ووزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات عيسى زارع بور، ورئيس مكتب الرئاسة غلام حسين إسماعيلي، وممثل عن مجلس الشورى عباس كلرو.
وتُعَدُّ هذه الزيارة الرسمية التي استمرت يومين، الأولى لمسؤول إيراني بهذا المنصب للدولة الحليفة لسوريا التي قدّمت الدعم الكبير، الاقتصادي والسياسي والعسكري للرئيس الأسد منذ اندلاع الحرب في سوريا ، في الوقت الذي قطعت معظم الدول العربية علاقاتها مع دمشق في العام 2011، بسبب الإسقاطات المدمرة لهذه الحرب، التي شردت أكثر من 14 مليون شخص في الداخل والخارج. فقد أدَّى الدعم الذي حظيت به دمشق من روسيا وإيران لإنقاذ الدولة الوطنية السورية من السقوط ،ما ساعد الحكومة السورية في تغيير مجرى الحرب لصالحها، واستعادة السيطرة على معظم مناطق البلاد
واستقبل الرئيس بشار الأسد الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي وسط مراسم استقبال رسمية لدى وصوله إلى قصر الشعب، لكنَّه لم يَقُمْ باستقبال رئيسي في المطار، وربما هذه هي “رسالة من دمشق للعواصم العربية وإيران” حسب رأي بعض المحللين المتخصصين في شؤون المنطقة .وقال الأسد خلال المحادثات الموسعة مع رئيسي : إنَّ “العلاقات السورية الإيرانية غنيّة بالمضمون، غنيّة بالتجارب وغنيّة بالرؤية التي كوّنتها، ولأنَّها كذلك كانت خلال الفترات العصيبة علاقة مستقرّة وثابتة بالرغم من العواصف الشديدة السياسية والأمنية التي ضربت منطقة الشرق الأوسط”.
من جانبه قال الرئيس رئيسي: إنَّ “سورية حكومة وشعباً اجتازت مصاعب كبيرة، واليوم نستطيع القول بأنكم قد عبرتم واجتزتم كل هذه المشاكل، وحققتم الانتصار رغم التهديدات والعقوبات التي فرضت ضدكم”
وكان الرئيسان الأسد ورئيسي قد بحثا العلاقات الثنائية في مختلف المجالات وسبل تطويرها، كما تناولت المباحثات التطورات في منطقة الشرق الأوسط وانعكاس التغيرات العالمية على المنطقة، وتوحيد الجهود من أجل استثمار هذه التغيرات لصالح البلدين وشعوب المنطقة.
ووقع الرئيس بشار الأسد والرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي يوم الإربعاء الماضي مذكرة التفاهم لخطة التعاون الشامل الاستراتيجي طويل الأمد بين الجمهورية العربية السورية والجمهورية الإسلامية الإيرانية.كما جرى بحضور الرئيسين توقيع عدد من اتفاقيات التعاون في مجال الزراعة والنفط و النقل والمناطق الحرة والاتصالات وعدد من المجالات الأخرى.
وخلال إفادة صحفية عقب توقيع الاتفاقيات، قال الرئيس الأسد: “كان هناك حيز هام للعلاقات الاقتصادية في نقاش اليوم. ومذكرات التفاهم التي تم توقيعها، والمشاريع التي تمت مناقشتها، وهي كثيرة وعديدة ستعطي دفعاً كبيراً لهذه العلاقات عبر تطوير آليات ترفع مستوى التبادل التجاري والاستثمار بين البلدين، وتخفف من آثار العقـوبات المفروضة علينا مستفيدين من تغير الخارطة الاقتصادية للعالم وانتقال التوازن تدريجياً باتجاه الشرق والذي من شأنه أن يحرر الاقتصادات الدولية من هيمنة الغرب ويفقد الحصار مفاعيله تدريجياً”.
من جهته قال الرئيس الإيراني: “بحثنا تطوير العلاقات في كافة المجالات، ونحن عازمون على تطوير العلاقات بيننا وبين دول المنطقة، كما أن كافة مذكرات التفاهم وخاصة في المجالات الاقتصادية والتجارية يمكن أن تصب في مصلحة البلدين وفي توسيع العلاقات بينهما”.
الظروف الإيجابية للزيارة
تأتي زيارة الرئيس الإيراني ، إبراهيم رئيسي، لسوريا، في خضم تحركات دبلوماسية إقليمية يتغير معها المشهد السياسي في المنطقة ،لاسيما بعد توقيع الاتفاق السعودي-الإيراني في بكين في مارس الماضي،لاستئناف العلاقات الدبلوماسية بين المملكة العربية السعودية والجمهورية الإسلامية الإيرانية بعد طول قطيعة دامت سبع سنوات على خلفية الحرب في سوريا. فالمصالحة السعودية الإيرانية كان لها تأثير إيجابي على كل بؤر التوتر التي لا تزال موجودة في المنطقة، من سوريا إلى لبنان واليمن.
كما تتزامن هذه الزيارة في ظل الانفتاح العربي الإقليمي ، خصوصًا من جانب السعودية والإمارات ، تجاه سوريا التي قاطعتها دول عربية عدة منذ اندلاع الحرب.فقد شهدت دمشق استقبال الشخصيات العربية البارزة خلال الفترة الأخيرة ،بعد 12 عاما من العزلة الإقليمية التي تقترب من نهايتها ، إذ يتحدث المحللون و الخبراء في منطقة الشرق الأوسط عن التطبيع العربي مع سوريا ،الذي تقوده كل من الإمارات العربية المتحدة والمملكة السعودية ،حيث التقى وزير خارجيتها الرئيس الأسد في نيسان/ إبريل في أول زيارة علنية من مسؤول سعودي منذ 2011 ،وإعادة تأهيل نظام الرئيس الأسد ،حتى و إن كانت هناك بعض التباينات في مواقف الدول العربية من بينها قطر والكويت اللتان ترددتا بدعم الخطط التي تقودها السعودية لدعوة سوريا لحضور القمة العربية هذا الشهر،لكنَّ الاختلاف تلاشى بشكل كبير في وقت زاد فيه الاهتمام المشترك لتعزيز استقرار سوريا،و الحفاظ على وحدة ترابها، وسيادتها.
وتأتي الزيارة على وقع الوساطة الروسية لإصلاح العلاقات بين دمشق وأنقرة التي دعمت بدورها الحركات الإرهابية و التكفيرية لسورية خلال سنوات الحرب، وبعد أيام من اجتماع استضافته موسكو بحضور إيران وجمع مسؤولين سوريين وأتراكا، لبحث سبل تطبيع العلاقات بين تركيا وسوريا.
العدوان الإسرائيلي المستمر يستهدف الوجود الإيراني في سوريا
في ظلّ الحرب الروسية الأوكرانيّة، تراجع الدور الروسي في سوريا، ولم يعد من داعم حقيقي للدولة السورية سوى إيران والقوى الحليفة، وهو ما يفسر بكلام أوضح زيادة التواجد العسكري الإيراني في سوريا،الأمر الذي أعطى المبرر للكيان الصهيوني لشَنِّ خلال السنوات الماضية مئات الغارات الجوية في سوريا على مواقع عسكرية للجيش العربي السوري وأهداف إيرانية وأخرى لحزب الله اللبناني بينها مستودعات أسلحة وذخائر في مناطق متفرقة من ريف دمشق ، وحمص، وحلب، وليس آخرها العدوان الصهيوني ليل الإثنين 1أيار/مايو 2023،الذي استهدف منطقة مطار حلب الدولي ومطار النيرب العسكري المحاذي له، مما أدى إلى تدمير مستودع ذخائر بشكل كامل.كما سقطت صواريخ على معامل تابعة للدفاع الجوي في الجيش السوري بمنطقة السفيرة (جنوب شرقي حلب)، تستخدمها القوى الحليفة. وأسفرت الضربة على المستودع قرب النيرب عن مقتل أربعة عسكريين سوريين وثلاثة مقاتلين موالين لإيران غير سوريين. ونادراً ما تؤكد إسرائيل تنفيذ ضربات في سوريا، لكنها تكرر أنها ستواصل تصديها لما تصفه بمحاولات إيران الرامية إلى ترسيخ وجودها العسكري في سوريا.
ونادرا ما تؤكد إسرائيل تنفيذ الضربات، لكنها تكرر أنها ستواصل تصديها لما تصفه بمحاولات إيران ترسيخ وجودها العسكري على مقربة من حدودها. وأعلنت إسرائيل في التاسع من الشهر نيسان/أبريل 2023قصفها مواقع في جنوب سوريا، بعد إطلاق صواريخ منها باتجاه هضبة الجولان.
لقد ظلت سوريا وفية لتحالفها الاسترتيجي مع إيران ، ولن تتخلى عنه من أجل إسرائيل أو غيرها، على خلفية المطالب الإسرائيلية بقطع دمشق لعلاقاتها مع طهران كشرط للسلام، الأمر الذي رفضته سورية مرارًا.
الرئيس الأسد وسياسة التوازنات الإقليمية بين الإيرانيين والعرب
على رغم الطبيعة الأيديولوجية المختلفة في كل من نظام الجمهورية الإسلامية الإيرانية، ونظام حزب البعث الحاكم في سورية، فإنَّ العلاقات السورية–الإيرانية شهدت استقرارًا واضحًا طيلة العقود الأربعة الماضية، على رغم ما أصاب المنطقة من ويلات الهزات السياسية والجيوبوليتيكية العنيفة بسبب الحروب الإقليمية التي حصلت في المنطقة،منذ الحرب العراقية-الإيرانية (1980-1988)،مرورًا بالحروب الأمريكية على كل من أفغانستان (7أكتوبر 2001)والعراق(20مارس 2003)، وأخيرًا الحرب الإرهابية على سورية (2011-2019).
لقد أصبح لكل من سوريا وإيران، بعد سقوط نظام صدام حسين في العراق، عدوًا مشتركًا هو أمريكا ،ونظرًا لسياسة الممانعة ضد السياسة الأمريكية في المنطقة التي ينتهجها البلدان، أصبح التحالف بين سورية وإيران في ظل المتغيرات الإقليمية والدولية ضرورة استراتيجية دفاعاً عن الوجود والاستمرار أمام التهديدات الأمريكية والإسرائيلية التي يواجهها كل من البلدين.
وفيما كانت الدول الخليجية ،إضافة إلى أمريكا و الكيان الصهيوني وتركيا يدعمون الحركات الإرهابية و التكفيرية في حربها الضروس لإسقاط الدولة السورية ، وقفت إيران مع نظام الرئيس الأسد في هذه الحرب،وفق ما تقتضيه عملية المجابهة مع المخطط الأمريكي للهيمنة، ومقتضيات الصراع العربي-الصهيوني.
وقد خلق هذا الخيار للرئيس بشار الأسد نزاعات مع العالم العربي، بسبب تراجع السياسة التوازنية الإقليمية لمصلحة إيران بعد مرور سنوات العواصف الهوجاء من الحرب التي صمدت فيها سورية بفضل تحالفها الاستراتيجي مع روسيا و إيران،وهذا الوضع يختلف مع ما كان قائما إبان حكم الرئيس حافظ الأسد الذي ظل يراعي كثيرًا التوازنات الإقليمية مع العالم العربي بما يتناغم مع  توجّهه نحو القيام بمهام قوة إقليمية مؤثرة؛ ردّاً على نهج كامب ديفيد الذي بدأ يعمّ العالم العربي بعد توقيع الرئيس المصري أنور السادات اتفاقيات كامب ديفيد عام 1979 التي أخرجت أكبر دولة عربية من دائرة الصراع العربي-الصهيوني، والضربة التي تعرّض لها لاحقاً نظام صدّام حسين في العراق بعد احتلاله الكويت 1990، والحملة الدولية التي أدّت إلى إخراجه منها عام 1991؛ ما خلق محورًا جديدًا يمتد من طهران عبر دمشق إلى جنوب لبنان يرفع راية المقاومة.
وفي الوقت الذي تؤكد فيه دمشق على تحالفها الاستراتيجي مع طهران، يرى المحللون والخبراء أنَّ النفوذ الإيراني في تزايدٍ ،بعد أن هدأتْ الجبهات في سوريا نسبيا منذ 2019، وإن كانت الحرب لم تنته فعليا. وتسيطر القوات الحكومية حاليا على غالبية المناطق التي فقدتها في بداية الحرب . وبات استقطاب أموال مرحلة إعادة الإعمار أولوية لدمشق بعدما أتت الحرب على البنى التحتية والمصانع والإنتاج.
يريد الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي من خلال زيارته إلى دمشق تحقيق أهداف عدَّةٍ ، لعلَّ أبرزها، هو تثبيت وجود طهران في سوريا، إذ تشعر إيران أنَّ هناك محاولات لسحب البساط من تحتها، في إشارة إلى المباحثات التركية والعربية مع قيادة الدولة السورية .
وفضلاً عن ذلك، يؤكِّدُ الرئيس الإيراني عبر زيارته هذه ،إِنَّ إيران موجودةٌ في سوريا، وإنَّ نفوذها ومصالحها مصانةٌ، ولا يمكن الحدِّ من نفوذها في سوريا، كما ترغب بعض الأطراف العربية،وإنَّ إيران لديها الاستعداد للدخول في مشاريع إعادة إعمارسوريا ، حيث تراقب طهران ما يجري من مداولات بخصوص الحل السياسي في سوريا، لمعرفة دورها، ويبدو أنَّ “طهران تريد أن تكون الرابح الأكبر من إعادة تأهيل النظام السوري.
وليس خافيًا على أحدٍ إنّ إيران تشعر بالقلق من الانفتاح العربي والإقليمي على سوريا ، لا سيما أنَّ مصالحها باتت مهددة، ولذلك تحاول الآن تثبيت دورها الاقتصادي في إعادة الإعمار، بعد تثبيت نفوذها العسكري، والسياسي أيضاً في سوريا.
وهذا ما أكَّد عليه المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، ناصر كنعاني، خلال مؤتمره الصحفي الأسبوعي في طهران، الإثنين الماضي ،حين قال: “سوريا دخلت مرحلة إعادة الإعمار، والجمهورية الإسلامية في إيران (…) جاهزة لتكون مع الحكومة السورية في هذه المرحلة أيضا”، كما كانت إلى جانبها “في القتال ضد الإرهاب” الذي اعتبره “مثالا ناجحا على التعاون بين الدولتين”.
ومنذ بداية الحرب فتحت طهران خطًا ائتمانيًا لتأمين احتياجات سوريا من النفط خصوصا.  ووقع البلدان اتفاقات ثنائية في مجالات عدة خلال السنوات الماضية، تضمّن أحدها مطلع عام 2019 تدشين “مرفأين هامين في شمال طرطوس وفي جزء من مرفأ اللاذقية”. كما أنَّ إيران تريد استعادة الديون المستحقة على سوريا ، وهي ديون يسعى الإيرانيون إلى تحديد رقم لها مع زيارة رئيسي لدمشق. إضافة إلى هذه الديون، توجد الاستثمارات الإيرانيّة في سوريا… وهي استثمارات ضخمة.
وخلال استقباله الأسبوع الماضي وفدا اقتصاديا ترأسه وزير الطرق والمدن الإيراني في دمشق، اعتبرالرئيس الأسد أنَّ “ترجمة العمق في العلاقة السياسية بين سوريا وإيران إلى حالة مماثلة في العلاقة الاقتصادية هي مسألة ضرورية ويجب أن تستمر حكومتا البلدين في العمل عليها لتقويتها وزيادة نموها”.
الحراك العربي لاحتواء سوريا
تعيش سوريا في ظل سباق تنافسي بين التحرك الإيراني والحراك الدبلوماسي العربي الذي يستهدف إعادة سوريا إلى حاضنتها العربية، وفي هذا السياق استضافت العاصمة الأردنية عمّان يوم الإثنين 1آيار/مايو2023اجتماعاً تشاورياً خماسياً لوزراء خارجية الأردن ومصر والسعودية والعراق، بمشاركة وزير الخارجية السوري فيصل المقداد، تم فيه بحث الأزمة السورية من كافة جوانبها السياسية والاجتماعية والأمنية.
يمكن القول إنَّ اجتماع عمّان التشاوري وضع خارطة طريق عربية للحل السياسي من منطلق المحافظة على وحدة سوريا وتماسكها وسيادتها وبما يلبي طموحات شعبها ويخلصها من الإرهاب. وتم تحديد خطوات للوصول إلى هذا الهدف وفق جدول زمني يُتفق عليه، ويشمل الأوضاع السياسية والأمنية والإنسانية، خصوصاً ما يتعلق بالعودة الآمنة للاجئين السوريين. وأكد البيان الختامي على أن العودة الطوعية والآمنة للاجئين إلى بلدهم هي أولوية قصوى ويجب اتخاذ الخطوات اللازمة للبدء في تنفيذها فوراً، من خلال التعاون بين الحكومة السورية والدول المستضيفة للاجئين، والتنسيق مع هيئات الأمم المتحدة ذات العلاقة، لـ”تنظيم عمليات عودة طوعية وآمنة للاجئين وإنهاء معاناتهم، وفق إجراءات محددة وإطار زمني واضح”.
وطالب المشاركون في الاجتماع الحكومة السورية، في البدء بالتنسيق مع هيئات الأمم المتحدة ذات العلاقة، بتحديد الاحتياجات اللازمة لتحسين الخدمات العامة المقدمة في مناطق عودة اللاجئين للنظر في توفير مساهمات عربية ودولية فيها، “مع توضيح الإجراءات التي ستتخذها لتسهيل عودتهم، بما في ذلك في إطار شمولهم في مراسيم العفو العام”.
كما بحث الاجتماع سبل عودة اللاجئين السوريين من دول الجوار وبسط الدولة السورية سيطرتها على أراضيها، ووفقاً للبيان للختامي اتفق المجتمعون على أن “العودة الطوعية والآمنة للاجئين (السوريين) إلى بلدهم هي أولوية قصوى ويجب اتخاذ الخطوات اللازمة للبدء في تنفيذها فورا”
وحضوا على تعزيز التعاون بين سوريا والدول المضيفة للاجئين بالتنسيق مع الأمم المتحدة “لتنظيم عمليات عودة طوعية وآمنة للاجئين وإنهاء معاناتهم، وفق إجراءات محددة وإطار زمني واضح”.
ووفقا لأمم المتحدة يعيش نحو 5.5 مليون لاجئ سوري مسجل في لبنان والأردن وتركيا والعراق ومصر.
وأكد نائب رئيس الوزراء الأردني وزير الخارجية وشؤون المغتربين أيمن الصفدي، أنَّ الاجتماع هو بداية للقاءات ستتابع إجراء محادثات تستهدف الوصول إلى حل الأزمة السورية ينسجم مع قرار مجلس الأمن 2254، ويعالج جميع تبعات الأزمة الإنسانية والسياسية والأمنية.
وشدَّد الوزير الأردني، على أنَّ أولوية إنهاء الأزمة لا تكون إلا عبر حل سياسي يحفظ وحدة سوريا وتماسكها وسيادتها، ويلبي طموحات شعبها، ويخلصها من الإرهاب، ويسهم في تعزيز الظروف المناسبة للعودة الطوعية والآمنة للاجئين، ويفضي إلى خروج جميع القوات الأجنبية غير المشروعة منها، وبما يحقق المصالحة الوطنية.
من الواضح وفقاً للبيان الذي صدر عن وزراء الخارجية الخمسة أن مسألة عودة سوريا إلى الجامعة العربية، ومشاركتها في القمة العربية في الرياض، مؤجلة إلى حين استكمال خطوات حل الأزمة السورية، لكنَّ هذا لا يعني أنَّ سوريا سوف تبقى بعيدة عن الاهتمام العربي، بل على العكس، هذه أول مرة تبدي فيها الدول العربية عزمها على أن تكون في قلب الأزمة وتعمل على حلها، بعد أن ظل غيابها طيلة أكثر من عقد محل تساؤل، بل إن غيابها كان له أثر سلبي في تعقيد الأزمة، خصوصاً أن بعضها لعب دوراً سلبياً في مجرى ما تعرضت له سوريا من إرهاب وظهور منظمات مسلحة، وبالتالي تدخلات إقليمية وأجنبية أدت إلى ما أدت إليه وصولاً إلى الوضع الراهن.
خاتمـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة:
يقوم الرئيس الإيراني بحركة استباقية تجاه سورية، حتى لا تدفع إيران ثمن التطبيع العربي والإقليمي مع دمشق ، لا سيما أنَ إيران تعاني هي أيضا من الأزمة الاقتصادية ، والعقوبات منذ عقود طويلة، ولا تمتلك الأموال الكافية لإعادة إعمار سوريا،بينما أصبح الحل الواقعي لإعادة الإعمار يكمن في تدفق “الأموال العربية” إلى دمشق، لا سيما في ظل غرق موسكو في المستنقع الأوكراني، وتوجّه الغرب نحو خنق إيران بسبب دعمها روسيا في حرب أوكرانيا، وفشل الرهان على الصين. ولكنَّ الدول العربية تطالب الرئيس بشار الأسد بإيجاد تسوية حقيقية للأزمة السورية ، بما في ذلك خروج وجود المليشيات المسلحة في الأراضي السورية ووقف تجارة المخدرات وضمان عودة اللاجئين.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى