استشهاد الأسير والقيادي في حركة الجهاد الإسلامي خضر عدنان، فجر اليوم الثلاثاء، بعد 87 يومًا من الإضراب عن الطعام

 

استشهد الأسير الشيخ خضر عدنان، فجر الثلاثاء، بعد أن نقل بحالة فقدان للوعي من زنزانته بسجن “نيتسان”، إلى مستشفى أساف هروفيه في تل أبيب.

وبحسب بيان لمصلحة السجون الإسرائيلية، فإن عدنان خضع لمحاولات إنعاش، إلا أنه تم تحديد وفاته.

وكان عدنان اعتقل في الخامس من شباط الماضي ويخوض منذ ذلك الحين إضرابًا عن الطعام احتجاجًا على اعتقاله للمرة الثالثة عشر في حياته، كما ذكر البيان.

وادعت أن عدنان خلال فترة إضرابه عن الطعام كان يرفض إجراء فحوصات طبية له أو تلقي العلاج في السجون.

وعدنان من سكان عرابة في جنين، وهو قيادي بارز في حركة الجهاد الإسلامي، وقد خاض عدة إضرابات في سجون الاحتلال أولها كان عام 2005.

واعتقل عدنان لدى قوات الاحتلال عدة مرات على فترات مختلفة، بتهمة الانتماء والعضوية في حركة الجهاد الإسلامي والنشاط فيها.

وباستشهاد عدنان، يرتفع عدد شهداء الحركة الأسيرة إلى 237 شهيدًا

وفي التفاصيل، أعلنت إدارة السجون الإسرائيلية، فجر اليوم الثلاثاء، عن استشهاد الأسير والقيادي في حركة الجهاد الإسلامي خضر عدنان.

وقالت صحيفة يديعوت أحرونوت  إن الأسير خضر عدنان وجد غائباً عن الوعي في زنزانته، بعد دخوله اليوم ال 87 من إضرابه عن الطعام.

وأضافت أنه بعد متابعة حالته والفحص الطبي تبين بعد نقله للمستشفى أنه قد فارق الحياة.

ويوم أمس الاثنين، أطلقت زوجته رندة موسى، نداءً مستعجلاً، لكل الأحرار والضمائر الحية في فلسطين والعالم، للتحرك الفوري والعاجل، لإفشال محاولات الاحتلال، لاغتيال زوجها الأسير الشيخ خضر عدنان القيادي في حركة الجهاد الإسلامي، الذي يواصل إضرابه المفتوح عن الطعام لليوم الـ86 على تواليا، رغم التدهور الخطير على حالته الصحية.

وقالت زوجة الأسير لـ”المركز الفلسطيني للإعلام” إن زوجها خلال ظهوره عبر الفيديوكونفرس في جلسة محاكمته في عوفر الأحد الماضي، قال: ” أنا بموت “، مؤكدة أن كل دقيقة اعتقال يقضيها وسط ضغوط وعزل وسياسات الاحتلال، تشكل خطرا وتهديداً لحياته.

وفي الخامس من شباط/ فبراير الماضي، أعلن الأسير عدنان إضرابه المفتوح عن الطعام منذ لحظة اعتقاله، بعد أن اقتحمت قوات الاحتلال منزله في عرابة، وعاثت فيه خرابًا قبل أن تعتقله.

وخضر عدنان أسير محرر أمضى نحو 8 سنوات في اعتقالاته التي تجاوزت الـ12 اعتقالًا، خاض فيها ستة إضرابات عن الطعام، علمًا أن هذا أطول إضراب يخوضه، مقارنة مع مدد الإضرابات الخمسة السّابقة.

وتوالت ردود الأفعال على استشهاد الاسير عدنان، حيث نعت فصائل وفعاليات ومؤسسات رسمية وشعبية جريمة الاغتيال.

وحملت هيئة شؤون الأسرى والمحررين الاحتلال المسؤولية الكاملة عن استشهاد الأسير خضر عدنان، مطالبةً المؤسسات الدولية للتدخل العاجل ووضع حد للجرائم الإسرائيلية بحق الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين وتوفير الحماية لهم.

وأعلنت القوى الوطنية والإسلامية في محافظة رام الله والبيرة الإضراب الشامل، استنكارًا لجريمة اغتيال الأسير خضر عدنان، محملةً الاحتلال المسؤولية الكاملة عن هذه الجريمة.

وصية الشهيد الأسير خضر عدنان

وقد نشر مكتب إعلام الأسرى، وصية القائد الشهيد لأسير خضر عدنان، التي كتبها قبل شهر من تاريخ استشهاده.

وفيما يلي نص الوصية كما ذكرها مكتب إعلام الاسرى:

أما وقد اقتربت النفس من الشهادة فحق علينا أن نكتب وصيتنا.

بسم الله الرحمن الرحيم

“الذين آمنوا لا خوف عليهم ولا هم يحزنون”، “ولن يجعل الله للكافرين على المؤمنين سبيلا”، “وحق علينا نصر المؤمنين”.

الحمد لله رب العالمين أن وفقني للإضراب عن الطعام للحرية، الحمد لله على نعمائه التي لا تعد، ولا تحصى، والصلاة والسلام على سيد الخلق حبيب الحق سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم.

أبعث لكم بكلماتي هذه وقد ذاب شحمي ولحمي ونخر عظمي وضعفت قواي من سجني في الرملة الحبيبة الفلسطينية الأصيلة، وصيتي هذه لأهلي وأبنائي وزوجي وشعبي.

زوجتي أوصيك وأبنائي بتقواه تعالى، والاستعصام بحبله المتين والاستغناء بفضله عمن سواه وقول الحقّ في كل زمان، ومكان وصلة الأرحام والصلاة والزكاة والحفاظ على حرمات الله وحقه في حالنا، ومالنا، وحركتنا، وسكنتنا، والعلم إن خير بيوتات فلسطين هي بيوتات الشهداء، والأسرى والجرحى والصالحين.

أوصيكم بالأعمام والأخوال والأقارب والجيران وكل من له حق علينا, أوصيكم أن لا تتركوا لأحد حق عليّ معنوي أو مادي فمحبكم الأكثر حاجة إلى رحماته تعالى، إذا كانت شهادتي فلا تسمحوا للمحتل بتشريح جسدي وسجوني قرب والدي واكتبوا على قبري هنا عبد الله الفقير خضر عدنان دعواتكم له ولوالديه والمسلمين بالرحمات واجعلوه قبرا بسيطا وأطلبوا من الله لي المغفرة والرحمة والتثبيت وسعة القبر وأن يجعل قبورنا رياض من رياض الجنة لا حفر من حفر النيران وأن يتقبل أعمالنا كلها خالصة لوجهه الكريم.

أم عبد الرحمن والأولاد معالي وبيسان وعبد الرحمن ومحمد وعلي وحمزة ومريم وعمر وزينب سامحوني، وإخوتي أبو عدنان، وأبو أنس وأم نور وكل الأخوال، والأعمام والأقارب، والخلان، والجيران على أي تقصير في جنبكم وأنا أغادر هذه الحياة الدنيا، ولكن تأكدوا إنني ما شُغلت عنكم بإذن الله إلا الواجب.

يا شعبنا الأبي أبعث لكم هذه الوصية تحية ومحبة، وكلي ثقة برحمته تعالى، ونصره وتمكينه، هذه أرض الله ولنا، فيها وعد منه إنه وعد الآخرة، لا تيأسوا فمهما فعل المحتلون، وتطاولوا في احتلالهم وظلمهم، وغيهم، فنصر الله قريب، ووعده لعباده بالنصر والتمكين أقرب.

سلامي لسادتنا ذوي الشهداء، والأسرى، وتحياتي لهم وكل الأحرار والثوار.

زوجك المحب أم عبد الرحمن، والدكم المحب أبنائي، أخيكم المحب إخوتي، ابنكم المحب شعبنا.

دعواتكم أن يتقبلني الله شهيدا مخلصا لوجهه الكريم

محبكم خضر عدنان – مشفى الرملة

النخالة: شهادة عدنان عنوان لمسيرة شعبنا

قال الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي، زياد النخالة، اليوم الثلاثاء، إنّ أبناء الحركة اختارت طريق الشهادة بإرادتها وأنّ الأسير خضر عدنان خير من مثّل هذا الخيار.

وأكد النخالة أنّ شهادة خضر عدنان هي عنوان لمسيرة شعبنا الشجاع والعنيد، مؤكداً أنّه لو لم يكن لدى الشعب الفلسطيني “أمثال خضر عدنان لذهبت قضيتنا أدراج الرياح”.

وأشار الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي إلى أنّ “كل يوم يمّر في تاريخ الشعب الفلسطيني يؤكد أنّ الانتصار قادم بإذن الله”.

واعتبر النخالة أنّ الإرادة التي جسدها الشهيد عدنان في معركته الطويلة واشتباكه المباشر مع العدو هي “وسام شرف على صدر الشعب الفلسطيني الشجاع”، مشدداً على أنّ خضر عدنان سيبقى رمزاً كبيراً من رموز الشعب الفلسطيني ورموز مقاتلي الحرية في العالم وراية عالية في المسيرة نحو القدس.

وتابع بالقول إنّ “وفاؤنا اليوم للشهداء جميعاً وللأسير خضر عدنان أننا لن نُغادر طريق الجهاد والمقاومة حتى تحرير أرضنا من القتلة والمجرمين”، مضيفاً “فلنكن على قدر المسؤولية التي أوكلنا الله بها لتحرير القدس وفلسطين وطرد الغزاة القتلة من بلادنا وأرضنا”.

الجهاد الإسلامي: الاحتلال سيدفع الثمن 

وقد نعت حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، اليوم الثلاثاء، الشهيد الشيخ القائد خضر عدنان محملة الاحتلال “الإسرائيلي” المسؤولية الكاملة عن هذه الجريمة التي ارتكبها أمام العالم، مؤكدة أنها لن تمر دون رد.

وقالت الحركة في بيان لها: “في مسيرتنا الطويلة نحو القدس سنفقد الكثير من الرجال الشجعان والكثير من القادة والمقاتلين، والقائد المجاهد الشيخ خضر عدنان كان واحداً من الذين فتحوا طريقاً عريضا لكل الذين ينشدون الحرية في فلسطين والعالم”.

وأضافت “ارتقى الحر البطل خضر عدنان شهيداً في جريمة ارتكبها العدو أمام مرأى العالم الذي يوافق على الظلم والإرهاب ويحميه ويوفر له الغطاء”.

وأكدت أنها ماضية على ذات الطريق والنهج الذي مضى عليه القائد خضر عدنان وكل من سبقه من القادة والمجاهدين، وسيدرك العدو أن جرائمه لن تمر دون رد.

وقالت: بكل معاني الصمود والثبات، وأعلى درجات الثقة بالله سبحانه وتعالى وبمعيته ونصرته، تنعى حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين قائداً عظيماً ورجلاً شجاعاً ومجاهداً صلباً من أشرف الرجال وأعظمهم، القائد الشيخ خضر عدنان “أبو عبد الرحمن” الذي ارتقى شهيداً في جريمة يتحمل الاحتلال الصهيوني المسؤولية الكاملة والمباشرة عنها.

وشددت على أن الاحتلال الصهيوني الذي اعتقل القائد خضر عدنان وتنكر لمعاناته، ومارس بحقه أبشع الجرائم مستخدماً أدواته القذرة من محاكم زائفة وأجهزة أمن إرهابية ونيابة عسكرية مجرمة، سيدفع ثمن هذه الجريمة.

وقالت: ارتقى الحر البطل خضر عدنان شهيداً في جريمة ارتكبها العدو أمام مرأى العالم الذي يوافق على الظلم والإرهاب ويحميه ويوفر له الغطاء.

وشددت على أن شهادة الشيخ القائد خضر عدنان ستكون مدرسة لأجيال من الرجال الشجعان، ونحن لن نغادر طريق الجهاد والمقاومة طالما بقيت فلسطين تحت الاحتلال.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى