حماس تعزز حضورها عربياً والسلطة تضعف.. زيارة الوفد الحمساوي للسعودية “دينية” ولكنها تكتسب زخماً سياسياً

وصل رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، اليوم الاثنين، إلى مدينة جدة السعودية، وفق ما ذكرت وكالة الأنباء السعودية “واس”.

وقد كان في استقباله، في مطار الملك عبد العزيز الدولي، الأمير بدر بن سلطان بن عبد العزيز، نائب أمير منطقة مكة المكرمة، وأمين محافظة جدة صالح التركي، ومدير شرطة جدة اللواء سليمان الطويرب، والسفير الفلسطيني لدى المملكة باسم عبد الله الآغا، ومدير مكتب المراسم الملكية بمنطقة مكة المكرمة أحمد عبد الله بن ظافر.

وكانت صحيفة هآرتس العبرية قد قالت، اليوم الإثنين، وفق ترجمة لجريدة “القدس” المقدسية، إن حركة “حماس” تنتهز الفرص التي تتاح لها، لتعزز حضورها وموقعها في المنطقة وخارجها، في وقت تتراجع فيه السلطة الفلسطينية وتضعف أكثر.

وأشارت الصحيفة إلى الزيارة المرتقبة لوفد قيادي من المكتب السياسي لحركة “حماس”، برئاسة إسماعيل هنية وخالد مشعل وقيادات أخرى، إلى السعودية، وقالت ان مسؤولا كبيرا في الحركة اعتبر هذه الزيارة بأنها نافذة لفرص تحسين العلاقات مع المملكة، على الرغم من وصفه بأن الزيارة بالأساس “دينية”.

ووفقًا لذات المصدر، فإن السعودية وافقت على السماح لقيادة حماس بأداء مناسك العمرة، مشيرًا في ذات الوقت إلى أنها تكتسب أهمية سياسية رغم أنها زيارة ذات طبيعة دينية.

وأشارت الصحيفة، إلى أن الزيارة لم تتم بدون موافقة القصر الملكي في الرياض وأجهزة المخابرات في المملكة.

وبحسب الصحيفة، فإن حماس وجهات فلسطينية أخرى ترى في الزيارة المرتقبة استمرارًا للتطورات الأخيرة على الساحة العربية، وتجديد العلاقات بين السعودية وإيران ودفء علاقات الرياض مع سوريا.

وتقول الصحيفة: على الرغم من محاولة حماس تصوير زيارة الوفد على أنها زيارة دينية بدون جانب سياسي، إلا أنها تعتبر على الساحتين الفلسطينية والعربية خطوة أخرى في تعزيز مكانة الحركة، على خلفية ضعف نفوذ السلطة الفلسطينية.

وأشارت إلى أن حماس، من خلال إطلاق الصواريخ من غزة وجنوب لبنان باتجاه إسرائيل، إلى جانب التطورات الإقليمية وخاصة التقارب السعودي مع إيران وسوريا، توفر لها الكثير لتحقيق مكاسب غير متوقعة، على الرغم من التوقعات بأنها لن تستأنف نشاطها سريعًا في السعودية أو سوريا، ولا زالت تركز على البقاء في قطر التي تعتبر قاعدة مركزية لقيادة حماس بالخارج، إلى جانب العلاقات الواسعة لها في تركيا ولبنان واندونيسيا وباكستان.

وترى الصحيفة، أن قيادة حماس في غزة قلقة من أي تحرك قد يضر بالعلاقات مع مصر، ودورها المهم خاصة فيما يتعلق بالعلاقة غير المباشرة مع إسرائيل، والحدود والمعابر مع سيناء.

وقال مصدر قيادي من حماس للصحيفة العبرية، إن “الانفتاح مع السعوديين مهم للغاية والتنظيم يشعر بالارتياح لرياح التغيير في الشرق الأوسط، لكن الحذر هنا مطلوب .. فحماس تحاول تجنب تضارب مصالحها مع مصالح الدول الأخرى، وهناك ارتياب مصري من العلاقة مع إيران وتركيا، في حين أن السعودية لها مصالح مختلفة تمامًا عن مصالح طهران وأنقرة، ولكل دولة خريطة مصالح خاصة، وفي خضم كل هذا تريد حماس أن تكون منفتحة وشريكًا للجميع”.

وتشير الصحيفة إلى زيارة الرئيس محمود عباس، المقررة اليوم الاثنين إلى السعودية بدعوة من الملك سلمان بن عبدالعزيز، لتناول وجبة إفطار طعام رمضاني.

ونقلت عن مصادر في السلطة الفلسطينية أنه لن يعقد أي لقاء بين الرئيس عباس، وإسماعيل هنية.

واعترف مسؤولون في السلطة الفلسطينية – كما تقول الصحيفة – بأن قيادتها ليست لاعبًا مهمًا في التطورات بالمنطقة، وأن الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي لا يبديان أي اهتمام كبير بالصراع الإسرائيلي – الفلسطيني، خاصة في ظل توجه الحكومة الإسرائيلية الحالية، باستثناء تدخلهما وأطراف أخرى لمحاولة منع التصعيد والتعامل مع قضايا مدنية.

وقال مسؤول في حركة “فتح”: “من المشكوك فيه أنه في نهاية شهر رمضان وبعد عيد الفطر سوف يتحرك شيء في اتجاه إيجابي، والعكس صحيح”.

وول ستريت جورنال: “انتكاسة” لأمريكا وإسرائيل

وفي واشنطن، ذكرت صحيفة وول ستريت جورنال، أن مسؤولون سعوديون كبار يخططون للقاء قادة حركة حماس، لمناقشة تجديد العلاقات الدبلوماسية التي كانت باردة بين الطرفين منذ عام 2007، في خطوة تعتبر جزءا من حملة دبلوماسية يقودها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان والتي جعلت الرياض تقترب أكثر من إيران.

ووفق الصحيفة، فإن إعادة العلاقات بين حماس المدعومة من إيران، والمملكة من شأنه أن يمثل انتكاسة للجهود التي تبذلها الولايات المتحدة وإسرائيل لإقامة تحالف عسكري بين إسرائيل والدول ذات الأغلبية السنية الأخرى ضد إيران وحلفائها، كما أنها تعقد هدف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو المتمثل في تطبيع العلاقات مع الرياض، مع معارضة إيران باعتبارها المصلحة المشتركة الأساسية بينهما.

ونقلت الصحيفة عن مسؤولين سعوديين ودبلوماسي مطلع على الزيارة قولهم:” أن مسؤولي حماس يأملون كجزء من المحادثات، في إطلاق سراح عشرات السجناء الفلسطينيين المحتجزين في السعودية الذين تم سجنهم عندما كان الطرفان على خلاف.

وامس الاحد،كتب موسى أبو مرزوق المسؤول في حماس الذي سيحضر الاجتماع:”نسعى لإقامة علاقات مع كل القوى في المنطقة والعالم، وليس لدينا عداوة لأي أحد باستثناء العدو الصهيوني”.

ولم يرد ممثلو الحكومة السعودية على طلب للتعليق ورفض مكتب نتنياهو التعليق.

وكانت قد تراجعت علاقات حماس مع الرياض عام 2007 بعد أن انتزعت السيطرة على قطاع غزة من حركة فتح المنافسة التي تسيطر على السلطة الفلسطينية المدعومة من الولايات المتحدة. وفق تعبير الصحيفة

وأضافت الصحيفة: “أدت العلاقات المتنامية بين حماس وإيران إلى إضعاف علاقتها مع الرياض، التي نظرت أيضًا إلى حماس بريبة لكونها فرعًا من جماعة الإخوان المسلمين، وهي حركة اعتبرتها الرياض في كثير من الأحيان تهديدًا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى