تواصل الاشتباكات لليوم الثاني بالسودان، والموساد يعتبرها صراعاً على السلطة لن يؤثر على العلاقات مع إسرائيل

تل ابيب – علق جهاز الاستخبارات الإسرائيلي “الموساد” على الأحداث الجارية في دولة السودان، بالقول أنها صراع على السلطة.
ووفقاً لموقع انتلي تايمز العبري، فإن الموساد يرى أن ما يحدث في السودان هو محض صراع داخلي على السلطة، ولن يؤثر على العلاقات مع إسرائيل.
وتشهد عدة مدن في السودان وعلى رأسها العاصمة الخرطوم اشتباكات عنيفة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، حيث يحاول كل طرف منهما السيطرة على السلطة في البلاد.
وتتواصل أعمال العنف والاشتباكات لليوم الثاني على التوالي في السودان بين الجيش وقوات الدعم السريع، ولا نية لأحد الأطراف النية بضبط النفس وتهدئة الأوضاع، رغم النداءات الدولية، في وقت بلغ عدد الضحايا من المدنيين وقاتلي الطرفين المتناحرين أكثر من 57 قتيلاً.
وقال الجيش في بيان نشره على “فيسبوك” اليوم الاحد، إن القوات سيطرت على قواعد ومقرات الدعم السريع في بورتسودان وكسلا والقضارف والدمازين وكوستي وكادوقلي.
وأضاف البيان أن أفراد قوات الدعم فروا من تلك المواقع، تاركين كل عتادهم ومركباتهم.
وفي وقت سابق، أعلن الجيش فرض سيطرته على أكبر قاعدة لقوات الدعم السريع في كرري (جبل سركاب) في أم درمان.
وأفاد بيان ثان بأن الفرقة الرابعة مشاة (الدمازين) التابعة للجيش، استلمت 35 عربة لاندكروزر من قوات الدعم السريع المتمردة بكامل أسلحتها وعتادها.
هذا وقد نفى الجيش السوداني سيطرة قوات الدعم السريع على أي مقر من مقرات القيادة العامة.
وقال الجيش في بيان آخر نشره على “فيسبوك”: “لا صحة لادعاء الميليشيا المتمردة استيلاءها أو مجرد اقترابها من أي من مقرات القيادة العامة”.
وأضاف أن الحريق الذي اندلع في برج القوات البرية ناجم عن الاشتباكات الصباحية، وتمت السيطرة عليه ولم يصب أحد بأذى.
وبحسب مراسلين الصحفيين، فان من أبرز القتلى من الرتب الرفيعة في الجيش والدعم السريع حتى صباح اليوم الأحد: مقتل قائد قطاع شمال دارفور بالدعم السريع، ومقتل قائد قطاع غرب دارفور بالدعم السريع، ومقتل قائد قوة القيادة العامة بالجيش السوداني، ومقتل قائد قاعدة الجيش في جبل أولياء.
وأعلنت قوات الدعم السريع أنها سيطرت على برج القوات البحرية في القيادة العامة.
وأعلنت أمس السبت، السيطرة على مقر القيادة العامة للقوات المسلحة وعلى الملاحة الجوية في كافة أنحاء السودان، وكذا السيطرة على مقر الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون.
هذا ويتواصل القتال بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع لليوم الثاني على التوالي، في إشارة إلى أن الجانبين غير مستعدين لإنهاء الأعمال العدائية على الرغم من تصاعد الضغوط الدبلوماسية لوقف إطلاق النار.
وقالت منظمة تمثل الأطباء إن ما لا يقل عن 56 مدنيا لقوا مصرعهم جراء الاشتباكات، وإنها تعتقد أن هناك عشرات القتلى الإضافيين بين القوات المتناحرة. كما قالت نقابة أطباء السودان إن هناك نحو 600 مصاب، بينهم مدنيون ومقاتلون.
وجاءت الاشتباكات بعد شهور من التوترات المتصاعدة بين الجيش وقوات الدعم السريع الشريكة التي تحولت إلى خصم. وأدت هذه التوترات إلى تأخير التوصل إلى اتفاق مع الأحزاب السياسية لإعادة البلاد إلى فترة انتقالها القصيرة الأمد إلى الديمقراطية، والتي خرجت عن مسارها.
وفي غضون ذلك، بدا أن الضغط الدبلوماسي يتصاعد. وحث كبار الدبلوماسيين، وبينهم وزير الخارجية الأميركي والأمين العام للأمم المتحدة ومنسق السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي ورئيس جامعة الدول العربية ورئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي، الجانبين على وقف القتال. كما دعت الدول العربية التي لها مصالح في السودان – قطر ومصر والسعودية والإمارات – إلى وقف إطلاق النار وعودة الطرفين إلى المفاوضات.
وقال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، إنه تشاور مع وزيري خارجية السعودية والإمارات. وأضاف في بيان في وقت مبكر الأحد قائلا “اتفقنا على أنه من الضروري للطرفين إنهاء الأعمال العدائية على الفور دون شرط مسبق”.
وتنبع التوترات الأخيرة من الخلاف حول كيفية دمج قوات الدعم السريع، بقيادة دقلو (حميدتي)، في القوات المسلحة، وما هي السلطة التي يجب أن تشرف على العملية. ويعد الاندماج شرطا أساسيا لاتفاق السودان الانتقالي غير الموقع مع الجماعات السياسية.
وفي وقت لاحق مساء اليوم الاحد، اتفق الجيش السوداني والقوات شبه العسكرية (الدعم السريع) في السودان على السماح بفتح مسارات آمنة للحالات الإنسانية لمدة مؤقتة، بينما تتواصل المواجهات بين الطرفين في العاصمة، وأجزاء عديدة من البلاد.
وأفاد مكتب الناطق الرسمي باسم القوات المسلحة، على صفحة الجيش في موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، بأن “القوات المسلحة السودانية توافق على مقترح الأمم المتحدة بفتح مسارات آمنة للحالات الإنسانية، لمدة 3 ساعات تبدأ من الساعة الرابعة عصر اليوم”، مشيرا إلى أن هذه المسارات لن تمنع الجيش من “الرد عند حدوث أي تجاوزات من قبل المليشيا المتمردة”.
كما قالت بعثة الأمم المتحدة في السودان إن قائد الجيش السوداني وقائد قوات الدعم السريع شبه العسكرية وافقا على وقف القتال لمدة ثلاث ساعات بدءا من بعد ظهر يوم الأحد بناء على اقتراح من الأمم المتحدة.
وقال الجيش وقوات الدعم السريع في بيانين إنهما وافقا على وقف القتال بدءا من الساعة الرابعة مساء حتى السابعة مساء بالتوقيت المحلي (1400 إلى 1700 بتوقيت جرينتش).
وقال شاهد من رويترز في وسط الخرطوم إن إطلاق النار هدأ فيما يبدو، لكن لا يزال من الممكن سماع دوي إطلاق نار وشوهدت أعمدة من الدخان في العاصمة السودانية.