في ذكرى رحيل “العندليب” الـ 46
بقلم: غادة عايش خضر

كلما تتقدم سنون العمر بك، مالكاً أكواماً من الذكريات، تتفوق مع درجة الإمتياز على عالم الأمنيات الخفى ونظيره المحيط بك من كل اتجاه وصوب .
كلما تبحر سنوات العمر تجتاز خط الهدنة في عالم المجهول، يخجل التفكير منك تارة ويحتج العقل تارة، مُطالباً باجازة غير محسوبة وبدون دفع الثمن ، فيما يدق الحاضر طبول الحرب على الماضي ، ويرفع الأخير الراية البيضاء مُقِراً ومعترفاً بالهزيمة ، ومن ثم الانسحاب بهدوء من أرض المعركة دون غنائم تُذكر ، عائداً يجرُ خلفه أذيال الخيبة وفقدان الهيبة ، فيما يُصَرح الحاضر بالإنتصار الحالى والإنبهار الأتي من الكرم الرباني ……
عندما نكبر ويتقدم بنا العمر نركز على أكثر الشخصيات المرافقة لنا طوال سنوات الحب والحرب ، والحزن والفرح ، مترافقة وسنوات الكفاح والنجاح ، ولعل اهم هذه الشخصيات عبد الحليم حافظ !!!!! مَن يستطيع إنكار ذلك ؟؟؟
عبد الحليم هو الرفيق الحسن ، من منّا لم يسرح وأغانى حليم، وصوت ونبرات حليم في حزنه وفرحه .
ساعات قليلة وتحل الذكرى السادسة والأربعون على وفاة العندليب ، فقد رحل عن عالمنا هذا فى ٣٠ مارس/أذار ١٩٧٧ م في لندن ، وذلك بعد معاناة طويلة مع المرض.. لم يكن حليم فناناً مصرياً بل عربياً وعالمياً ، فهو من غنى لفلسطين وللجزائر ، غنى للحب والثورة وللنصر والوحدة ، غنى للوطن العربي ولشعب مصر والأمه ، غنى للشهيد والبندقية ، لسيناء والحرية ،للنهار ووقت المغربية …….
غنى للصبر والسهر ، غنى للحب والقمر ، للزمان والسفر .. غنى للضباب وأوراق الشجر تسآل عن أين المسير والدرب العسير والعمر القصير ، لم يعلم حينها انه من ذوى الأجل القصير .
حين تبحث عن أغانى حليم في جوجل تعجز عن إختيار أىٍ من أغانيه لسماعها.. تحتار ما بين نبتدى منين الحكاية، وعلى حسب وداد قلبى ،أم تنتظر مزيدا من الوقت لإستماع موعود، ويا مالكاً قلبى، أو رسالة تحت الماء .
أما عن اوقات الثورة والعنفوان فما أجمل سماع أغنية عدى النهار، أو وطنى حبيبى الوطن الأكبر، أو حكاية شعب وغيرها .
رغم مرور ما يقارب خمسة عقود على رحيله لكنه لم يغب عنا ، فهو الغائب الحاضر ، يشاطرنا احزاننا ويشاركنا أفراحنا ، ويقود أعنف ثوارتنا ضد المحتل الغاصب .
رحم الله حليم في ذكراه وطيب ثراه.