رغم قلق الصهاينة من تشكيل محور صيني إيراني سعودي.. أمريكا: اتفاق السعودية مع ايران لا يعيق تقاربها مع إسرائيل

نفت الخارجية الأمريكية أن يشكل التقارب السعودي الإيراني، عائقا أمام تطبيع العلاقات بين المملكة وإسرائيل، لافتة إلى أن الاتفاق لا يؤثر على دور واشنطن بالمنطقة.
وقال المتحدث باسم الوزارة للإعلام العربي، ساميويل وربيرغ إن بلاده لا ترى أي تأثير سلبي، للاتفاقية التي وقعتها الرياض مع طهران بوساطة صينية الجمعة، وبين تقارب سعودي إسرائيلي محتمل.
وأضاف، في مقابلة تلفزيونية، إلى أنه لا يوجد أي شيء في الاتفاقية، يشكل حاجزا ومانعا أمام السعودية، من أن تكون لديها علاقة مع إسرائيل”، لافتا إلى أن واشنطن مستمرة بتشجيع الدول، على إقامة علاقات مع إسرائيل، “لأن ذلك سيحول المنطقة، إلى منطقة أكثر أمنا وازدهارا”.
وكرر المتحدث ترحيب بلاده بالتقارب السعودي الإيراني، وبأي محاولة لخفض التصعيد في المنطقة”، وأوضح أن السؤال هو ليس موقع الولايات المتحدة في المنطقة بعد الاتفاق، وإنما “هل سيحترم النظام الإيراني التزاماته بها، لأنه عودنا على انتهاك تعهداته، أمام الوكالة الدولية للطاقة الذرية، أو ملف حقوق الانسان، أو التدخل بالشؤون الداخلية لدول المنطقة”، وفق تعبيره.
ولم يظهر وربيرغ خشيته من تراجع دور الولايات المتحدة في المنطقة بعد الاتفاق، وقال:” حلفاؤنا وشركاؤنا في المنطقة، يدركون تماما، أهمية العلاقة التاريخية والاستراتيجية معنا، كما رأينا اليوم، بصفقة شراء السعودية طائرات بوينغ، وكل يوم، هناك ما يذكر بمتانة العلاقات الدبلوماسية، بين الولايات المتحدة ودول المنطقة.
السعودية ترسل إشارات سلبية لإسرائيل
ومن جانبها، قالت الصحفية الإسرائيلية رينا باسيست، إن وزير خارجية بلادها إيلي كوهين، أضطر إلى إلغاء رحلته إلى السعودية التي كانت مقررة الأحد، وهي خطوة اعتبرها مسؤولون إسرائيليون “إشارة دبلوماسية سلبية” من قبل الرياض لتل أبيب.
وأضافت في تقرير نشره موقع “المونيتر” وترجمه “الخليج الجديد” أن كوهين قرر عدم السفر إلى السعودية بعد أن تجاهلت سلطاتها مرارًا طلبات مناقشة الإجراءات الأمنية للزيارة.
وعلى الرغم من عدم إجراء أي وزير إسرائيلي زيارة رسمية علنية من قبل للمملكة، كان كوهين يأمل في المشاركة بحفل “أفضل القرى السياحية” الذي تنظمه منظمة السياحة العالمية التابعة للأمم المتحدة، حيث تم اختيار قرية “كفر كما” من بين 32 موقعا آخر كأفضل وجهات السياحة الريفية لهذا العام.
ووفق تقرير نشرته صحيفة “والا” العبرية، فإن الرياض لم ترفض بشكل قاطع طلب منظمي الفعالية الأممية لمشاركة كوهين.
وأوضحت “والا” أنه بالرغم من ذلك، عندما حاولت السلطات الإسرائيلية مناقشة الترتيبات الأمنية للزيارة، أصبح من الواضح أن السعوديين لم يكونوا منفتحين على مثل هذه المحادثات.
وأشارت إلى أن هذا الأمر دفع كوهين في الواقع إلى وقف الخطط الخاصة بوصوله. ولم يحصل ممثلو قرية كفر كاما على تأشيرات دخول إلى السعودية، وبالتالي لم يتمكنوا من السفر أيضًا.
وبحسب التقارير الواردة، كانت إسرائيل تأمل في أن يسمح السعوديون بوصول كوهين كنوع من التوازن بعد الاتفاق الذي تم التوصل إليه يوم الجمعة الماضي بين الرياض وطهران عبر الصين لتجديد العلاقات الدبلوماسية.
كما دفع المسؤولون الأمريكيون الرياض للسماح بوصول كوهين، كعلامة على التقارب بين السعودية وإسرائيل، لكن هذا لم يحدث.
وأضافت أنه “يبدو أن الإعلان الإيراني السعودية فاجأ رئيس الوزراء (بنيامين نتنياهو) الذي قبل ساعتين فقط من الكشف عنها أخبر رجال الأعمال الإيطاليين أنه يأمل في تعزيز عملية التطبيع مع السعودية”، مشيرًا إلى أن الاحتمالات الاقتصادية التي سيخلقها هذا التقارب واضحة وستكون مهمة للمنطقة بأسرها.
في وقت لاحق، قال مسؤول إسرائيلي كبير سافر مع نتنياهو إلى روما للصحفيين، إن رئيس الوزراء كان على علم بالاتصالات بين البلدين لفترة طويلة جدًا، وأن هذا التطور الجديد لا ينبغي أن يؤثر على جهود التطبيع الإسرائيلي السعودي.
قلق إسرائيلي
مهما كان الأمر، هناك قلق متزايد في إسرائيل بشأن محور صيني – إيراني – سعودي جديد قد يشمل العراق أيضًا. مثل هذا التحالف سيعزل تل أبيب إقليمياً ويهدد التوسع الذي طال انتظاره لاتفاق أبراهام (اتفاق التطبيع)، وقد يؤدي هذا إلى تقويض جهود إسرائيل لتشكيل تحالف إقليمي مناهض لإيران.
حتى يوم الجمعة، بدت الأمور مختلفة بالنسبة لإسرائيل. فقد دفعت التطورات الجيوسياسية التي حدثت خلال العام ونصف العام الماضيين الغرب أكثر من أي وقت مضى إلى مواقف إسرائيل فيما يتعلق بإيران، الأمر الذي يمنح الصهاينة الأمل في عدم التوصل إلى اتفاق نووي جديد.
ويعتقد بعض الخبراء في إسرائيل أن السعودية خلصت إلى أن إسرائيل ليست قوية بما يكفي لإسقاط البرنامج النووي الإيراني، وبالتالي اختارت وسائل أخرى لحماية سلامتها.