جهود مباركة للجنة الشعبية الأردنية للإغاثة وكسر الحصار عن سوريا

جاءنا البيان الصحفي التالي الصادر، اليوم الخميس، عن اللجنة الشعبية الأردنية للإغاثة وكسر الحصار عن سوريا..

** إثر الزلزال الذي ضرب سوريا الشقيقة زار وفد من اللجنة الشعبية مدينتي دمشق وحلب مرافقا لشاحنتي معونات جمعتها اللجنة خلال حملتها التي بدأت من الساعات الأولى بعد الزلزال.
وقد التقى الوفد السيد فارس كلاس رئيس الأمانة السورية للتنمية، وهي إحدى الجهات الرئيسة العاملة في مجال الإنقاذ والإغاثة، وسلمه مبلغا نقديا دعما لصندوق الاستجابة الطارئة للزلزال. وثمّن السيد كلاس الاستجابة الاردنية الرسمية والشعبية واعتبرها دليلا على الاخوة الراسخة بين الدولتين والشعبين، وعبّر عن امتنان الشعب السوري لعودة الدفء للعلاقات الرسمية السورية الاردنية، التي عبّر عنها اتصال جلالة الملك عبد الله بالرئيس بشار الأسد وزيارة وزير الخارجية الاردني إلى دمشق، وتباحث الطرفان حول آليات تعزيز العمل المشترك وتنسيق الجهود في الفترة المقبلة.
وزار الوفد مدينة حلب، حيث التقى السيد شادي الألشي، المدير التنفيذي للأمانة السورية للتنمية واطلع منه على واقع عمليات الإنقاذ والإغاثة في المحافظة، إذ يعمل مقر الأمانة كخلية نحل على مدار الساعة ويوفر: مركز اتصالات Call Center، ومركز تدريب وتوزيع للمتطوعين والموظفين، ومركز توزيع المواد الأولية على المطابخ المجانية في الأحياء المختلفة، البالغ عددها 7 مطابخ، تقدم ثلاث وجبات مجانية يوميا لكل من يتقدم إليها سواء من متضرري الزلزال أو من المحتاجين الموجودين في المدينة.
كما قام الوفد بجولة شملت مستشفى الرازي الحكومي، حيث التقى مجموعة من الناجين الذين تلقوا علاجهم في المستشفى واجتمع مع مدير المستشفى ونائبه، واطلع منه على المعيقات والنواقص، التي يعاني منها القطاع الصحي بشكل عام ومستشفى الرازي بشكل خاص، الذي يعاني نقصًا حادًا في الأجهزة الطبية، حيث أصيب جهاز CT scan بعطل نهائي، وهو الجهاز الوحيد في المستشفى، الذي يضم 375 سريرًا، ويعتبر المستشفى العام الرئيس في المدينة.
وقد انتقل الوفد إلى حي المعالي، وزار موقع أحدى البنايات، التي تهدمت بشكل كامل. وتابع مع موظفي الأمانة عمليات إزالة الأنقاض وتدعيم أساسات البنايات المحيطة.
وانتقل الوفد إلى مدرسة عمر بن عبد العزيز حيث يوجد مركز إيواء، والتقي مجموعة من العائلات الناجية وتابع عمليات توزيع المواد الإغاثية، واطلع من المشرفين على التعليمات المعطاة لهم، التي تشمل على منع مبيت أي سوري في خيمة، وكذلك منع وقوف المحتاجين في طوابير، بل تسليم المعونات للعائلات في غرفها.
وتعرّف الوفد على مجهود المتطوعين في مساعدة موظفي الأمانة، وقد بلغ عدد المتطوعين في اليوم الأول بعد الزلزال 400 متطوع ومتطوعة، وارتفع العدد لما يتجاوز 800 متطوع ومتطوعة.
وقد خلص الوفد من الزيارة إلى أن الكارثة الحقيقية لم تكن الزلزال، ولكن الحصار الذي مس جميع جوانب الحياة وأدى إلى هشاشة البنية التحتية، ليأتي الزلزال ويكشف عن حجم الكارثة الذي يفوق الوصف، ويجعل الأزمات الاقتصادية والاجتماعية مستعصية على الحل من دون إنهاء الحصار ورفع العقوبات وإعطاء الفرصة لتنمية اقتصادية معتمدة على الذات ومدعومة بمساعدة الأشقاء.
كما خلص إلى أن البنية التحتية، بخاصة في مجال الخدمات الصحية أصابها الكثير من الضرر، ولا سيما بعد خروج أجهزة الأشعة والتخدير من الخدمة نتيجة الاستهلاك الزائد على مدى السنوات السابقة، الذي بلغ ذروته خلال الزلزال. لذا فإن أي دعم يجب أن يأخذ بعين الاعتبار التبرع بأجهزة الأشعة المختلفة وأجهزة التخدير، إضافة إلى المواد الإغاثية.
ويرى الوفد أن الضرر الذي أصاب القطاع الصحي لا يقتصر على الموارد المادية، بل امتد ليصيب الموارد البشرية، على سبيل المثال تراجع عدد أطباء التخدير في مستشفى الرازي الحكومي من 17 طبيبًا مطلع العام الماضي إلى 4 أطباء مطلع هذا العام، ولا يوجد في المستشفى سوى فني تخدير واحد، علما أنه يوجد في المستشفى 13 غرفة عمليات. تشير هذه الأرقام إلى ضرورة العمل على خلق برامج تدريبية مكثفة داخل سوريا وخارجها لتأهيل الكوادر ورفد القطاع الصحي بها.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى