تحذير.. تحقيق دولي يكشف عن مجموعة قرصنة إسرائيلية تتدخل في الحملات الانتخابية بجميع أنحاء العالم

كشفت صحيفة /الغارديان/ البريطانية في تحقيق لها، اليوم الأربعاء، عن وحدة إسرائيلية تدخلت في أكثر من 30 عملية انتخابات حول العالم، مستخدمة عمليات التضليل الآلي والقرصنة والتخريب.

وكشف التحقيق عن مجموعة “تيم خورخي” (فريق خورخي) التي قامت بتنظيم هجمات على خوادم حاسوب واستخدم حسابات مضللة، أن الفريق قام بـ 33 عملية سرية في انتخابات رئاسية بأحد الدول.

وبحسب التقرير، فقد بقي فريق القرصنة الإلكترونية ويديره ضابط تم تعريفه باسم حنان (50 عاما)، الجندي السابق في القوات الخاصة بالجيش الإسرائيلي، ويعمل بشكل سري تحت اسم خورخي، في عدد من الدول حول العالم.

وتم الكشف عن هويته ووحدته من خلال مجموعة دولية من الصحافيين. وتم فضح خورخي عبر تحقيق استقصائي صور فيه مدير الفريق إلى جانب وثائق مسربة. ولم يجب حنان على أسئلة حول نشاطات فريق خورخي لكنه قال “أنفي ارتكاب أي خطأ”.

وأخبر حنان الفريق الصحافي السري أن خدماته والتي وصفها آخرون بـ “العملية السوداء” بأنها متوفرة للوكالات الاستخباراتية والحملات الانتخابية والشركات الخاصة، التي تريد أن تتلاعب بطريقة خفية بالرأي العام.

وقال إن فريقه قدم خدماته لدول أفريقية، وفي جنوب ووسط أمريكا والولايات المتحدة وأوروبا.

وتشمل أهم الخدمات التي تقدمها مجموعة “خورخي” حزمة برمجيات متقدمة وحلولا إعلامية متطورة، أو أهداف “إيمز”. وتسيطر على جيش من المعلومات الشخصية على “تويتر” و”لينكدإن” و”فيسبوك” و”تلغرام” و”جي ميل” و”انستغرام” و”يوتيوب”.

ويعتبر مشروع التحقيق الصحفي، الذي فضح هذه المجموعة، جزءا من فضح صناعة التضليل، ونسقته المجموعة الفرنسية غير الربحية “فوربدن ستوريز” والتي تعمل على متابعة مهام الصحافيين المعتقلين والذين تم اغتيالهم.

وتم تصوير اللقطات من خلال الصحافيين الذين قدموا أنفسهم على أنهم عملاء مهتمون. وفي تسجيلات مدتها 6 ساعات تحدث الضابط الإسرائيلي حنان كيف قام هو وفريقه بجمع المعلومات الاستخباراتية عن المنافسين واستخدامهم طرق القرصنة والدخول إلى حساباتهم على “جي ميل” و”تيلغرام”.

ويظهر أن حنان أدار بعض حملات التضليل من خلال شركة إسرائيلية اسمها “ديمومان انترناشونال” والمسجلة على موقعها بأنها تابعة لوزارة الحرب الإسرائيلية لدعم الصادرات الدفاعية.

وعبرت /الغارديان/ عن دهشتها من سماح حنان وفريقه بتصويرهم ونقل شهاداتهم، رغم ما لديهم من خبرة في عمليات القرصنة والتجسس والتحايل. وعمل الصحافيون بجهد للكشف عن حملات التضليل التي حاول المروجون لها تجنب الكشف عنها. ولكن اللقاءات السرية المصورة على الفيديو والتي تمت في الفترة ما بين تموز/يوليو- كانون الأول/ديسمبر 2022، تقدم نافذة نادرة حول آلية عمليات التضليل المعروضة للبيع.

وقام ثلاثة صحافيين من “راديو فرنسا” و”هآرتس” و”ذي ماركر” العبريتين، بالاتصال مع خورخي وتظاهروا بأنهم مستشارون يعملون نيابة عن دولة أفريقية مضطربة، ويريدون المساعدة لتأجيل الانتخابات. وتمت اللقاءات عبر الفيديو وشخصيا في مقر فريق خورخي بمكان غير معلوم في المركز الصناعي “موديعين” داخل فلسطين المحتلة عام 48.

وفي محاولته لتقديم عمل المجموعة قال “نحن منخرطون في انتخابات في أفريقيا ولدينا مكاتب في اليونان والإمارات، ونتبع الفرص و(أكملنا) العمل في 33 حملة انتخابية على مستوى عال نجح منها 27 حملة”.

وكشفت التقرير، أن نشاطات الفريق مرتبطة بحملات إعلامية ومنازعات تجارية في حوالي 20 دولة منها ألمانيا والولايات المتحدة الأمريكية وكندا والسنغال ومكسيكو والهند والإمارات العربية المتحدة.

ويتضح من التحقيق أن “فريق خورخا” يسيطر على آلاف الحسابات المزيفة في شبكات التواصل الاجتماعي المختلفة، من تويتر، وعن طريق فيسبوك وانستغرام وحتى غوغل، ولينكدن، وتلغرام ويوتيوب. إضافة لذلك، يتضح من التحقيق أن حنان يقدم خدماته عن طريق شركة إسرائيلية يطلق عليها “دمو-من”، وهي مسجلة بموقع تديره وزارة الأمن الإسرائيلية بهدف تعزيز تصدير المنتجات الأمنية الى العالم. ولكن وزارة الأمن الإسرائيلية لم تعقب على التحقيق.

المحادثات في الكاميرا الخفية مع حنان جرت خلال الأشهر ما بين تموز/يوليو حتى كانون ثاني/ديسمبر من العام الماضي، بينها كان تحقيق في مكتب الفريق في المنطقة الصناعية في موديعين. حيث وصف حنان أن طاقمه يضم أشخاصا عملوا في وكالات أمنية إسرائيلية مع خبرة في الاقتصاد، وشبكات التواصل والحملات المكرسة الحرب النفسية. وقال إن الفريق يملك ستة مكاتب في أنحاء العالم، مشيرا في محادثاته الى شقيقه زوهار .

وقال طال حنان في محادثة مع الصحافيين الذين قاموا بالتحقيق باستخدام الكاميرا السرية: “نحن هذه الأيام نشارك في حملة انتخابية في افريقيا”. واضاف إننا “استكملنا حتى الآن 33 حملة انتخابية، 27 منها كانت ناجحة”، ومع ذلك قال إن طاقمة لم يكن متورطا بصورة مباشرة بالسياسة الأمريكية. منوها إن الدفع كان عن طريق العملات المشفرة، وقال إن تكلفة تشغيل فريق لصالح حملة انتخابية يتراوح ما بين 6 حتى 15 مليون يورو.

كما يشير التحقيق إلى كيفية عمل “فريق خورخي”. حيث يتفاخر حنان بأنه يسيطر على أكثر من 30 ألف صورة رمزية، ووصف كيف يسيطر عليها. فقال للمحققين: “لدينا إسبان وروس وآسيويون ومسلمون. دعونا نبني مرشحا للانتخابات” وقدم لهم شخصية امرأة تدعى صوفيا وايلد. وقال “أنا أحب هذا الاسم. بريطاني. لديها بالفعل حساب بريد إلكتروني ، وتاريخ الميلاد. وكل شيء. وقال: “لقد كشف التحقيق أن الفريق استخدم صورًا لأشخاص حقيقيين لإنشاء حسابات مزيفة. وفي حالة “صوفيا وايلد” تلك، اتضح أن هذه امرأة من أصل روسي تعيش في مدينة ليدز في المملكة المتحدة.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى