الكارثة في سوريا وتركيا.. وازدواجية المعايير
بقلم: عبد الهادي الراجح

اعترف انني مصدوم جدا من هول الكارثة الزلزالية التي ضربت الشقيقة سوريا والجارة تركيا ، وسقوط هذا العدد الكبير من الضحايا في الدولتين الجارتين ، ولكن الصدمة والمأساة التي نعيشها في القرن الواحد والعشرين هي ازدواجية المعايير والنظر الى الكارثة التي ضربت الدولتين من قبل الغرب ، وعلى رأسه أمريكا الصهيونية ، وعنصريته ونازيته الواضحة كالشمس تفقأ العيون التي لا تريد أن ترى الحقائق على الأرض ، بل ويصدمها نور الحقيقة من حيث كم المساعدات والنجدات وفرق الانقاذ التي خصت بها تركيا دون سوريا من هذا الغرب الذي يدّعي الحضارة ، رغم أن المأساة واحدة بل والمعاناة السورية ربما أكثر نتيجة الحصار الظالم عليها .
لقد وصل الغرب بعنصريته وفاشيته حد أن مجلة في فرنسا تخرج علينا برسم كاريكاتوري شامت بالكارثة التي قد تتعرض لها أي دولة أو أمة في العالم ، وتحت الرسمة تعليق يقول( مع صور الدمار الأمر لا يحتاج لدبابات وطائرات وجيوش على الأرض ) ينشر هذا الكلام العنصري في فرنسا بلد الحضارة ، والنهج الديمقراطي والحياة المدنية كما يقولون ، وليس لدينا من تعليق فقد أشبع المعلقون من كل أنحاء العالم تلك النشرة الساقطة انتقادات حادة وتحقيراً تستحقه عن جداره من كل منصف في العالم يقّدر الحياة البشرية .
الصدمة الأكبر تأتي من الأنظمة العربية التابعة أو المحتلة أمريكيا ، وكيف أن حجم هذه الكارثة لم تهز أغلبها الا ما يخص الجانب التركي ، ولم تستطيع تلك الأنظمة أن تكسر الحصار الظالم على الدولة السورية ، وتقدم الدعم اللازم لها .
وكان لروسيا العظمى وبعض الدول المحترمة موقفها المشرف ودعمها لسوريا وتركيا معا ، في الوقت الذي التزمت الأنظمة الناطقة بالعربية بالحصار الظالم على الدولة السورية ، ولم تقدم ما يتناسب مع حجم الكارثة الا الشيء القليل القليل قياسا لما قدمت لتركيا ، ولم تجرؤ تلك الأنظمة حتى بطلب رفع الحصار عن الدولة السورية لمواجهة تلك المحنة .
لا أعلم ماذا سيكتب التاريخ عن هذه الأنظمة ، وصمت وسكوت هذه الأمة على حجم الكارثة ، والتقصير في مد يد العون للدولة السورية كما يجب أن يكون في مثل هذه الظروف !
سوريا بشكل خاص هي أكثر الدول العربية ايمانا بالقومية العربية ووحدة العرب ، والمصير المشترك ، ترى ماذا ستقول الأجيال القادمة في الوطن العربي والدولة السورية بشكل خاص عن هذه الأمة وصمتها المفجع ؟ حيث أثبتت أن الحصار على سوريا عربي قبل أن يكون أمريكياً متصهيناً باسم قيصر .
وتبقى الصدمة من هول هذه الكارثة أكثر مما يحتمله العقل البشري .
رحم الله ضحايا الكارثة الزلزالية من سوريا الشقيقة وتركيا الجارة ، ويبقى القول أن عنصرية الغرب ونازية وازدواجية المعايير تفضح عملاءه والمطبلين له من صغار المثقفين ، كما أن هذه الكارثة كشفت وعرّت أكثر ما يسمى بالمعارضة السورية برفضها تدخل الدولة السورية في بعض الجيوب التي تخضع لها ، وقد أصبحت عارية أمام العالم وانها مجرد أدوات قذرة بيد الغير على أرض وطنها للاسف.
وسياتي اليوم، وهو قريب، لاعادة كل شبر من الوطن السوري لاحضان الدولة السورية الأم ، ولن تكون هذه الطغمة المسماة المعارضة السورية موجودة باذن الله ، ولن يكون لها مستقبل الا في مزابل التاريخ .
ولا عزاء للصامتين .