بكت أم كلثوم لأول مرة على المسرح وهى تستقبل موسمها الغنائي، بعد طول انتظار خلال حقبة السبعينيات.
فقد لاحظ الجالسون في الصفوف الأولى تساقط الدموع من عيني أم كلثوم، وهى تصل إلى ختام حفلها الأول.
وقامت أم كلثوم بترديد المقطع الأخير من أغنية “ودارت الأيام” وأعادتها أكثر من مرة بطريقة أقرب ما تكون إلى الموال، وزادت دموع أم كلثوم وهى تقول :
“ما اقدرش على بعده .. ما اقدرش اصبر يوم على بعده ، الصبر عايز صبر لوحده .. ما اقدرش على بعد حبيبى ، أنا ليا مين إلا حبيبى”.
وامسكت أم كلثوم بمنديلها الأصفر ووضعته على قلبها، ثم غلبتها الدموع ولم تستطيع ان تمسك نفسها وقد ملأت الدموع عينيها، وفقا لما نشرته جريدة أخبار اليوم فى عددها الصادر يوم 9 من شهر يناير عام 1979 .
وقد وقف جمهور الصالة كله يصفق لها بحرارة بعد أن رأى وافر الدموع لاول مرة مرة فى عين فنانة الشعب، وكانت هذه الدموع بمثابة نعى للزعيم جمال عبد الناصر على طريقة الفنان وامام الجمهور ومن على خشبة المسرح فى اول حفل تقدمه بعد وفاته.
ظلت أم كلثوم تغنى وتبكى خلال ثلث الساعة الأخيرة من حفلها الذي استمر حتى الساعة الثانية والنصف، عندما اختتمت أغنيتها “ما اقدرش على بعد حبيبي”.
وأشارت بيدها وهى تغالب دموعها لإنزال الستار، ولم تسمح برفعه بعد ذلك كما تعودت من خلال الحفلات السابقة.
وكان جمهور الصالة كله يشاركها مشاعرها، ولكن لم يشعر احد من المستمعين في البيوت بما جرى في سينما قصر النيل، فقد خانت الدموع والمشاعر أم كلثوم، ولم يخنها صوتها قط خلال ثلث الساعة الأخيرة رغم تساقط دموعها.