هكذا جاء عباس.. وثائق بريطانية تكشف ان بوش أمر “سي آي إيه” بالبحث عن بديل لياسر عرفات في ذروة انتفاضة الأقصى

كشفت وثائق بريطانية، أفرج عنها أخيرا، أن الرئيس الأمريكي الأسبق جورج بوش الابن (2001-2009)، وجّه بالبحث عن خليفة للرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات على وقع تصاعد انتفاضة الأقصى.

وقالت هيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي” إن المساعي الأمريكية جاءت بعد فشل مفاوضات كامب ديفيد عام 2000، بين عرفات ورئيس الوزراء الإسرائيلي آنذاك إيهود باراك، إثر تصاعد المواجهات بين القوات الإسرائيلية والفلسطينيين.

واندلعت الانتفاضة الفلسطينية الثانية التي تفجرت بعد اقتحام زعيم حزب الليكود المعارض آنذاك آرئيل شارون باحات المسجد الأقصى قبل أشهر من تولي بوش الرئاسة في يناير/كانون الثاني 2001.

وبحسب الوثائق، طالبت إدارة بوش عرفات بالعمل على وقف الانتفاضة لبدء مفاوضات أمنية مع إسرائيل، وهي المساعي التي باءت بالفشل.

ولاحقا، جرت مكالمة هاتفية بين بوش ورئيس الوزراء البريطاني توني بلير، أعرب خلالها الأخير عن “قلقه” على عرفات، معتبرًا أنه “وصل إلى أقصى حدود ما يمكنه فعله بشكل بناء. وهو يعمل فقط على الاحتفاظ بموقعه، ولم يعد لديه ما يقدمه أكثر مما قدم”.

ووفق محضر المباحثات، الذي كتبه جون سويرز سكرتير بلير الشخصي، وصف بوش خلال المكالمة عرفات بأنه “ضعيف ولا منفعة منه”، مشيرًا إلى أنه طلب من وكالة المخابرات المركزية الأمريكية “سي آي آيه” البحث عن خلفاء محتملين للزعيم الفلسطيني، إلا أنه قال إن الوكالة “بحثت في المشهد الفلسطيني بدقة، وخلصت إلى أنه ليس هناك خليفة متاح”.

وبعد 4 سنوات من المسعى الأمريكي، توفي الزعيم الفلسطيني يوم 11 نوفمبر/تشرين الثاني 2004 في فرنسا بعد فشل الجهود الطبية لإنقاذه من نزيف دماغي بسبب ما قيل إنه مادة سامة أدخلت إلى جسده. واتهم الفلسطينيون إسرائيل باغتياله، لكنها أنكرت علنا أية مسؤولية عن موته.

وتكشف الوثائق أن سعي “بوش” للبحث عن خليفة لـ”عرفات” كان مخالفا لموقف “كولين باول”، وزير الخارجية الأمريكي آنذاك، الذي أبلغ “بلير”، خلال لقائه به في واشنطن، بمخاوفه من سقوط الزعيم الفلسطيني، قائلا: “لو انهارت السلطة الفلسطينية، فسنفقد عرفات”.

ورد “بوش” على “باول” بأن “أبو عمار تاجر جيد”، لكنه أضاف أنه “ليس متأكدا من أنه يمكنه إبرام اتفاق” مع إسرائيل.

ورغم أن “بوش” عبر عن “اعتقاده بأن رئيس الوزراء الاسرائيلي شارون أدرك أهمية تأسيس عملية لإشراك المعتدلين”، فإنه كشف عن تنبؤ إدارته بأن “شارون” يخطط لإثارة الفرقة بين الفلسطينيين.

وقال الرئيس الأمريكي الأسبق إن “أحد مباعث القلق هو شكه في أن شارون ربما يحاول اتباع سياسة “فرق تسد” عن طريق فصل فلسطينيي غزة عن فلسطينيي الضفة الغربية”. وأكد لـ”بلير” بأن الولايات المتحدة “تراقب ذلك باهتمام”.

وبعد 4 سنوات، تحققت نبوءة الإدارة الأمريكية. وسحبت إسرائيل قواتها من داخل قطاع غزة في عام 2005 فيما وصف إسرائيليا بفض الارتباط أحاديا بالقطاع. ومنذ ذلك الحين لم يتمكن الفلسطينيون من توحيد صفوفهم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى