نتنياهو.. لا اهلا ولا سهلا بك في الاردن

شاهت الوجوه لكل من يقتل الاطفال ، ويسجن النساء والشيوخ ، ويعذب الشباب بتكسير عظامهم ، ويحض على تدنيس المقدسات الاسلامية والمسيحية بحماية جنوده ، ويشرد المواطنيين من خلال هدم منازلهم فوق رؤوسهم في جنين وغزة المحاصرة والضفة كاملة ويصنع خطاب الكراهية والعنصرية ضد عرب الداخل ، هذا ليس شريك حقيقي يرغب في السلام مع جيرانه ، الذين وقعوا اتفاقيات سلام محفوضة في اروقة الامم المتحدة وامام انظار العالم.

لقد وقعت مصر اتفاقية كامب دفيد مع العدو الصهيوني عام 1978، ووقعت منظمة التحرير الفلسطينية اتفاقية اوسلو مع هذا العدو الصهيوني عام 1993 بعد محادثات سرية جرت في اوسلو، كما وقع الاردن اتفاقية وادي عربة مع الكيان الصهيوني عام 1994.. هذه الاتفاقيات لم تؤهل هذا الكيان الصهيوني لاقامة سلام عادل مع الدول الثلاثة بالرغم من ان الدول الثلاث التزمت بالاتفاقيات بحذافيرها حيث في الاردن على سبيل المثال – تمت ازالت حقول الالغام الحدودية وجمدت الخدمة العسكرية وسحبت القوات العسكرية من الجبهة لمواقع خلفية، وتبادل الطرفان السفراء وجرى التنسيق الامني بين الجانبينـ وتمت المحافظة على الحدود الاردنية الصهيونية امنه.

كل هذه الاعمال لم تشفع للاردن بسلام عادل بل قابلتها الدولة الصهيونية بالجحود والنكران، حيث بدأت باختراق السيادة الاردنية داخل العاصمة عمان يجريمة اغيال خالد مشعل وقتل مواطنيين اردنيين داخل عمان، وقيام السياح الصهاينة بالعبث بالشواهد التاريخية في البترا وفي كل مكان يرتادوه تحت الحماية الاردنية، والكثير من الاحداث التي لا يمكن حصرها واخرها الاساءة الى الاماكن المقدسات الاسلامية والمسيحية من خلال الزيارات الاستفزازية لقطعان المستوطنيين في ظل حماية الجيش الصهيوني حتى المقابر الاسلامية والمسيحية التي لم تسلم من اعتداءات المستوطنين.

هذه الاستفزازات كفيلة ليس بطرد السفير الصهيوني من عمان بل كفيلة بتمزيق الاتفاقية كاملة واعادة الوضع الى مكان علية، فالدولة الصهيونية هي المستفيدة والاردن لم ينله من الاتفاقية الا الجحود الصهيوني واجراء الدسائس والفتن ضد شعبه وقيادته وحكومته.. فاتفاقيات السلام المزعومة مع الكيان الصهيوني هي فقط هدنه مؤقته يستخدمها الكيان الصهيوني لتعزيز مكانته وقضم الجديد من الاراضي العربية وبناء المستوطنات الجدية وجلب المستوطنين من الخارج، وقريبا ستقام مستوطنه جدية في الخان الاحمر وبجوار القدس بعد طرد اهلها من البدو .

اذن اين هو السلام الموعود ؟ومع من ؟ فهذه دولة مصنوعه اصلا فوق الاتفاقيات الدولية لانها وجدت لخدمة سياسات الغرب عموما وامريكا تحديدا في المنطقة، وكفى كذباً على انفسكم يا حكام العرب حول قضية السلام مع دولة لا تعرف السلام.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى