أبو سلطان.. أبرز رافعي شأن الاردن في ذمة الله


قد مات قوم وما ماتت مكارهم   وعاش قوم وهم في الناس اموات

رحل ابو سلطان ، وابو فاطمه ، وغاب عن مشهد الحياة بصمت ،وانطوت صفحة جسده ، لكن اثاره وعلمه وفكره المبعوث فينا وكافة من عرفه وعمل معه ما زال حيا شاهدا على عظمة هذا الرجل.

لقد جسد ابراهيم العجلوني في الوطن حالة متقدمة مثل كبار الكتاب والادباء في الوطن العربي ، حتى اطلق البعض عليه اسم “عقاد الاردن” و “رافعي الاردن” الذي عمل على احياء تراث الامة العربي والاسلامي من خلال كتبه ومقالاته ومحاضراته في عصر التغريب والتحلل الخلقي والقيمي والعقدي .

فالعجلوني قامة وطنية وعروبية واسلامية بامتياز ،جسدها بوضوح تام من خلال انتمائه الى دينه وقضايا امته، ليس عبر اسمه المجرد بل عبر مسيرة حياته  الحافلة بالعطاء الفكري والفلسفي والشعري والنثري ، وبقي وفيا صادقا لقيمه ولمبادئه التي امن بها وعكسها في ما يكتبه قولا وفعلا جليا في وضح النهار ، فلم يهادن او يداهن او ينافق بل بقي سنديانة صلبة ذات جذور عميقة ، عصية على الترويض في زمن “القلة والذلة والكحل الاسود وقحط الرجال”.

عاش كريما عزيز النفس وسما باخلاقه فوق المناصب والمواقع وقباب الجامعات ،وترك لنا ارثا فكريا كبيرا نتسلح به امام العاديات الفكرية والثقافية لقادم الايام.

فنم قرير العين اخي ابا سلطان واترك الوجع والنضال لنا، فقد وفيت وكفيت ،ولنا في فراق الاحبة دائما وجع لا يزول وألم لا ينتهي ، ولروحك الطاهرة الرحمة والمغفرة والفردوس الاعلى .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى