ذكرى ميلاده.. أسباب تخاصم السنباطي مع عبد الوهاب حتى الممات

حلت اليوم الأربعاء، ذكرى ميلاد الموسيقار رياض السنباطي،حيث ولد في 30 نوفمبر 1906 في مدينة فارسكور بمحافظة دمياط، المصرية لأب مطرب وعازف عود، هو الشيخ محمد السنباطي، وكان وحيدًا بين شقيقاته البنات
ويعتبر رياض السنباطي واحدا من جيل العمالقة، جيل زكريا أحمد، والقصبجي، وعبد الوهاب، وأسمهان، وأم كلثوم التي وصفته ” العبقري”، فهو آخر الكلاسيكيين المبدعين، اذ ملأ الدنيا بألحانه سنوات طويلة حتى رحل عام 1981،

هو أحد أشهر الموسيقيين العرب، وهو من أوائل من لحن القصائد العربية، وقد بلغ عدد مؤلفاته الغنائية 539 عملًا في الأوبرا العربية والأوبريت والاسكتش والديالوج والمونولوج والأغنية السينمائية والدينية والقصيدة والطقطوقة والمواويل، كما بلغ عدد مؤلفاته الموسيقية 38 عملا، وبلغ عدد شعراء الأغنية الذين لحن لهم 120 شاعرًا، غنى من الحانه أم كلثوم، منيرة المهدية، فتحية أحمد، صالح عبد الحي، محمد عبد المطلب، عبد الغني السيد، أسمهان، هدى سلطان، فايزة أحمد، سعاد محمد، وردة، نجاة، سميرة سعيد، وعزيزة جلال.

حب الموسيقى
ولد رياض السنباطى في مثل هذا اليوم 30 نوفمبر عام 1906 وعمل في مهنة النجارة والتنجيد، ولكن حبه للموسيقى طغي على أي عمل يقوم به، وتأتي حياة السنباطي منسجمة مع القول الشائع إن “وراء كل عظيم ألم أعظم”، فقد أصيب السنباطي وهو في التاسعة من عمره بمرض في عينه، حال بينه وبين الاستمرار في الدراسة، ولكن رب ضارة نافعة، فقد أفادته ضارته حيث اهتم والده بالتركيز على تعليمه قواعد الموسيقى وإيقاعاتها.

السنباطي مع الحانه
أظهر السنباطى استجابة سريعة وبراعة ملحوظة، فاستطاع أن يؤدي بنفسه وصلات غنائية كاملة، وأصبح هو نجم فرقة والده، ومطربها الأول وعرف باسم «بلبل المنصورة»، استمع إليه الشيخ سيد درويش فأعجب به إعجابا شديدًا، وأراد أن يصطحبه إلى الإسكندرية لتتاح له فرص أفضل، ولكن والده رفض ذلك العرض بسبب اعتماده عليه بدرجة كبيرة في فرقته.

لجنة التقييم
تطورت حياته بعد تلك الفترة إذ قرر أبوه أن يصحبه معه إلى القاهرة، لأنه يرى أن ابنه يستحق أن ينتقل إلى بيئه أوسع مما هو عليها، فتقدم بطلب لمعهد الموسيقى العربية ليدرس فيه، إلا أن أعضاء لجنه التقييم أصيبوا بحالة من الذهول، حيث كانت قدراته أكبر من أن يكون طالبًا لذا فقد أصدروا قرارهم بتعيينه في المعهد أستاذا لآلة العود والأداء.

ومن هنا بدأت شهرته واسمه في الظهور في ندوات وحفلات المعهد كعازف بارع، ولم تستمر مدة عمله بالمعهد إلا ثلاث سنوات، قدم استقالته بعدها حيث كان قد اتخذ قراره بدخول عالم التلحين.

جائزة اليونسكو
حصل السنباطي على جائزة أحسن موسيقى من “اليونسكو” التي قالت عنه “إنه استطاع بالموسيقى التي قدمها التأثير على منطقة لها تاريخها الحضارى” فكان الموسيقار العربى الوحيد الذى حصل عليها، كما صنفه المجلس الدولى للموسيقى بباريس ضمن أفضل 100 موسيقى في العالم، وقد
منحه الرئيس جمال عبد الناصر وسام الاستحقاق من الدرجة الأولى، وأعطاه “السادات” بعد ذلك الدكتوراه الفخرية ن وجائزة الدولة التقديرية في الفنون.

ظهر رياض السنباطى في السينما ثلاث مرات فقط، الأولى في فيلم “الوردة البيضا” مع عبد الوهاب، وكان دوره نصف دقيقة فقط والثانية فيلم “حلم الشباب”، والثالثة في فيلم “حبيب قلبى” مع هدى سلطان، وعلق على قلة أفلامه بقوله:لم أجد نفسي في التمثيل فاللحن هو عالمي.

خصومته مع عبد الوهاب
لقد بسبب شهرة السنباطى، ونجاحه الحانه المنقطع النظير في رائعته “الأطلال” التي غنتها ام كلثوم، في عدة صدامات بينه وبين الموسيقار محمد عبد الوهاب، وقد أرجع النقاد هذا الخصام والصدام إلى غيرة عبد الوهاب من السنباطى، حيث تبلورت هذه الغيرة فى مواقف متعددة منها انه شوهد يبكى وهو في الكواليس اثناء إذاعة حفل الاطلال، كما أنه حين تم ترشح رياض السنباطى لجائزة اليونسكو الدولية كأفضل موسيقى، أرسل عبد الوهاب الى القائمين على الجائزة يقول إن رياض لم يكرم في بلده فكيف يكرم عالميا، إلا ان السنباطي اختير للجائزة بالاجماع.

غضب السنباطي كثيرا من هذا الموقف الكيدي، ووقعت القطيعة بين الموسيقارين الكبيرين حتى رحيلهما، وقيل ان السنباطي قد اعتزل التلحين بعد تلك الواقعة المؤلمة.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى